Voice of Preaching the Gospel

vopg

الدكتور لبيب ميخائيلاهتمت المسيحية بالحياة العائلية اهتمامًا بالغًا، فتحدّث رب المجد عن الزواج وأعطاه مرتبة عالية مباركة فيها يصير الزوجان جسدًا واحدًا، فقال: "أما قرأْتمْ أنّ الّذي خلق من الْبدْء خلقهما ذكرًا وأنْثى؟ وقال: منْ أجْل هذا يتْرك الرّجل أباه وأمّه ويلْتصق بامْرأته، ويكون الاثْنان جسدًا واحدًا. إذًا ليْسا بعْد اثْنيْن بلْ جسدٌ واحدٌ.

فالّذي جمعه الله لا يفرّقه إنْسانٌ." (متى 4:19-6) وكتب الرسولان بولس وبطرس عن أسس الحياة العائلية السعيدة، ويقينًا أنه إذا سارت كل أسرة مسيحية طبقًا لهذه الوصايا التي سجلها لنا الوحي الإلهي لعاشت في حياة سعيدة هنيئة مليئة بالبهجة والسلام.
ومن الأمور المسلم بها أن الأسرة تتكوّن من الرجل والمرأة والأولاد ولكل من هذه الأطراف حقوقه وعلى كل واجباته، وسنحاول أن نعرف حقوق وواجبات كل فرد في الأسرة المسيحية التي تسعى وراء السعادة والاستقرار:

واجبات الرجل

1) الواجب الأول على الرجل أن يحب زوجته: "أيّها الرّجال، أحبّوا نساءكمْ كما أحبّ الْمسيح أيْضًا الْكنيسة وأسْلم نفْسه لأجْلها." (أفسس 25:5) وكلمات الرسول بولس ترينا مقياس حب الرجل لزوجته؛ وهو حب المسيح للكنيسة، فالرجل المسيحي مُطالب بأن يحب زوجته كما أحب المسيح أيضًا الكنيسة، أي أن تكون محبته لها محبة مضحية، غافرة، محتملة، قصدها إكمال نقصات شريكة حياته "لكيْ يقدّسها، مطهّرًا إيّاها بغسْل الْماء بالْكلمة، لكيْ يحْضرها لنفْسه كنيسةً مجيدةً، لا دنس فيها ولا غضْن أوْ شيْءٌ منْ مثْل ذلك، بلْ تكون مقدّسةً وبلا عيْبٍ."
وفي محبة الرجل لزوجته تجد تعبيرًا عن محبته لذاته. "كذلك يجب على الرّجال أنْ يحبّوا نساءهمْ كأجْسادهمْ. منْ يحبّ امْرأته يحبّ نفْسه. فإنّه لمْ يبْغضْ أحدٌ جسده قطّ، بلْ يقوته ويربّيه، كما الرّبّ أيْضًا للْكنيسة." وهذه الكلمات ترينا بصورة مجسمة كيف أن محبة الزوج لزوجته هي تعبير عن محبته لنفسه، وهذا هو اجب الزوج من نحو زوجته... أن يرعاها، ويعتني بها، ويرعى صحتها، ومشاعرها، وإحساساتها باعتبار أن زوجته هي جسده.
2) الواجب الثاني على الرجل ألا يكون قاسيًا على زوجته: في رسالة كولوسي يسجل الرسول هذه الكلمات: "أيّها الرّجال، أحبّوا نساءكمْ، ولا تكونوا قساةً عليْهنّ." (كولوسي 19:3) ومعنى هذا أن الرجل المسيحي لا يجب أن يقسو على زوجته، وقد تكون القسوة في الألفاظ، أو في عدم التعاون في تربية الأولاد، أو في إهمال حاجاتها، أو في عدم تقدير مجهوداتها في المنزل... والزوج المسيحي يجب أن يكون مثال الرقة مع زوجته "وَكُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ، شَفُوقِينَ مُتَسَامِحِينَ كَمَا سَامَحَكُمُ اللهُ أَيْضًا فِي الْمَسِيحِ."
3) الواجب الثالث على الرجل أن يعامل زوجته كالإناء الأضعف فيعطيها كرامة: نقرأ هذه الكلمات في رسالة بطرس الرسول: "كذلكمْ أيّها الرّجال، كونوا ساكنين بحسب الْفطْنة مع الإناء النّسائيّ كالأضْعف، معْطين إيّاهنّ كرامةً، كالْوارثات أيْضًا معكمْ نعْمة الْحياة، لكيْ لا تعاق صلواتكمْ." (1بطرس 7:3) فالزوجة المسيحية ستكون قطعًا شريكة لزوجها في الأبدية السعيدة، وسترث معه نعمة هذه الحياة، ولذا يجب على الزوج أن يعامل زوجته كالإناء الأضعف مترفقًا بها، متغاضيًا عن ضعفاتها، معطيًا إياها كرامة كوريثة معه للمجد الأسنى. هذه هي واجبات الزوج في الأسرة المسيحية. أن يحب زوجته، وألا يكون قاسيًا عليها، وأن يعطيها كرامة لأنها سترث معه نعمة الحياة.

واجبات الزوجة
وضع الكتاب المقدس على عاتق المرأة عدة واجبات من نحو زوجها:
1) الواجب الأول على المرأة أن تخضع لزوجها: يقول بولس الرسول: "أيّها النّساء اخْضعْن لرجالكنّ كما للرّبّ، لأنّ الرّجل هو رأْس الْمرْأة كما أنّ الْمسيح أيْضًا رأْس الْكنيسة، وهو مخلّص الْجسد." (أفسس 22:5-23) وهذا أمر واضح، يدفع الزوجة المسيحية إلى الخضوع لزوجها كما يقول بطرس الرسول أيضًا "كذلكنّ أيّتها النّساء، كنّ خاضعاتٍ لرجالكنّ، حتّى وإنْ كان الْبعْض لا يطيعون الْكلمة، يرْبحون بسيرة النّساء بدون كلمةٍ، ملاحظين سيرتكنّ الطّاهرة بخوْفٍ." (1بطرس 1:3-2)
لما دقت ملكة الإنجليز الباب على زوجها الأمير، سأل: من الطارق؟ فأجابت: أنا ملكة إنجلترا! فلم يفتح الزوج الباب. وعادت الملكة تدقّ الباب فسأل: من الطارق؟ قالت: أنا جلالة الملكة! فلم يفتح الباب! وعادت الملكة تدقّ الباب وسأل الزوج: من الطارق؟ قالت: أنا زوجتك، افتح الباب. ففتح الزوج الباب.
قد تكون المرأة أكثر علمًا أو مالاً أو جاهًا من رجلها، ولكنها يجب أن تذكر أنه زوجها، وأن صلتها به هي صلة الخضوع والطاعة.
2) الواجب الثاني على المرأة أن تكون زينتها زينة الروح الوديع الهادئ. فبطرس الرسول يكتب قائلاً: "ملاحظين سيرتكنّ الطّاهرة بخوْفٍ. بلْ إنْسان الْقلْب الْخفيّ في الْعديمة الْفساد، زينة الرّوح الْوديع الْهادئ، الّذي هو قدّام الله كثير الثّمن. فإنّه هكذا كانتْ قديمًا النّساء الْقدّيسات أيْضًا الْمتوكّلات على الله، يزيّنّ أنْفسهنّ خاضعاتٍ لرجالهنّ، كما كانتْ سارة تطيع إبْراهيم داعيةً إيّاه "سيّدها". الّتي صرْتنّ أوْلادها، صانعاتٍ خيْرًا، وغيْر خائفاتٍ خوْفًا الْبتّة." (1بطرس 3:3-6)
لقد تفشّت الإباحية في الملابس في كثير من الأُسر المسيحية، الأمر الذي يحزن قلب الرب. لكن المرأة المسيحية يجب أن تتزين بلباس الحشمة، فالجسد للرب، ولا يجب أن يكون نهبًا لعيون البشر كما يقول بولس الرسول: "وكذلك أنّ النّساء يزيّنّ ذواتهنّ بلباس الْحشْمة، مع ورعٍ وتعقّل، لا بضفائر أوْ ذهبٍ أوْ لآلئ أوْ ملابس كثيرة الثّمن، بلْ كما يليق بنساءٍ متعاهداتٍ بتقْوى الله بأعْمال صالحةٍ." (1تيموثاوس 9:2-10) فليت كل زوجة مسيحية تطيع هذه الوصايا الصريحة لمجد الرب.
3) الواجب الثالث على المرأة أن تهاب رجلها: وهذه هي كلمات بولس الرسول: "أما المرأة فلتهب رجلها." (أفسس 33:5) ومعنى ذلك أن تحترم المرأة رجلها كما كانت سارة تحترم إبراهيم. واحترام الزوج يجعل الزوجة تعمل حسابًا لزوجها في غيبته وفي حضوره، فلا تسمح لنفسها أن تتهكم عليه في حضرة الآخرين، أو أن تحاول التصغير من شأنه بل ترعى جانبه، وتحترم وجوده. والبيت الذي تكون فيه سيدة من هذا الطراز، تخضع لزوجها، وتتزيّن بلباس الحشمة، وتهاب رجلها هو بيت سعيد يرفّ عليه الهناء.

واجبات الوالدين من نحو الأولاد
نأتي الآن إلى الطرف الثالث في الأسرة المسيحية وهو الأولاد، والرسول يضع على عاتق الوالدين مسؤولية كبرى بإزاء تربية الأولاد فيطالب الوالدين:
1- بأن لا يغيطوا أولادهم، إذ يقول الرسول: "أيّها الآباء، لا تغيظوا أوْلادكمْ لئلاّ يفْشلوا." (كولوسي 21:3) وكم من آباء تصرفوا بجهالة مع أولادهم حتى قادوهم إلى الفشل في حياتهم العلمية، والأدبية، والنفسية، والروحية. فلنطع كلمات الرسول "لا تغيظوا أولا\كم لئلا يفشلوا.
2- وعلى الآباء أن يربوا أولادهم بتأديب الرب وإنذاره: "أيها الآباء لا تغيظوا أولادكم بل ربوهم بتأديب الرب وإنذاره." (أفسس 4:6) ومعنى ذلك أن يربي الوالدان أولادهم بواسطة الكتاب المقدس "وأنّك منْذ الطّفوليّة تعْرف الْكتب الْمقدّسة، الْقادرة أنْ تحكّمك للْخلاص، بالإيمان الّذي في الْمسيح يسوع." (2تيموثاوس 15:3) وما أحلى أن تعلّم الأم أولادها قصص الكتاب، وأن يدرس الأب ليتعلم كيف يقود ولده في مدارج الحياة الروحية لينمو كتيموثاوس ابنًا صريحًا في الإيمان.
إن أسرة كهذه يقوم فيها كل طرف بما عليه، ويتمتّع بما له، لهي أسعد الأسر بلا جدال!

المجموعة: كانون الثاني (يناير) 2017

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

121 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10541098