Voice of Preaching the Gospel

vopg

الدكتور أنيس بهنامرسالة بولس الرسول إلى روما تعلمنا الحقائق الأساسية المختصة بإنجيل المسيح، أي الأخبار السارة التي يقدمها الله لمن يؤمن بابنه يسوع المسيح. هذه الأخبار المفرحة هي "قوة الله للخلاص لكل من يؤمن." يا له من تعبير جليل: "قوة الله"!
تنقسم هذه الرسالة إلى أربعة أقسام، ولذلك سنقدمها في أربع حلقات:
القسم الأول: من الأصحاح الأول إلى أصحاح 11:5 – وموضوعه الخلاص من عقوبة الخطية.
القسم الثاني: 12:5 – 39:8 موضوعه الخلاص من سلطة الخطية.
القسم الثالث: 1:9 – 36:11 الإنجيل في علاقته بإسرائيل والأمم.
القسم الرابع 1:12 – 27:16 الحياة العملية التي تليق بالمؤمن (12). المسيح كمواطن صالح (13). ونصائح ختامية وتحيات (14-16)
موضوعنا في هذه المرة هو: "الإنجيل والخلاص من عقوبة الخطيئة. أي الإنجيل والتبرير.

رومية 1:1-11:5 (أرجو أن تقرأ النص الكتابي بينما أنت تدرس هذه الحلقة)
بعد المقدمة التي يعبّر فيها الرسول عن أشواقه ورغبته في زيارتهم يثبت حاجة الجنس البشري كله لهذه الأخبار السارة "لأن غضب الله معلن من السماء على جميع فجور الناس وإثمهم." (18:1) وذلك لأن الجميع أخطأوا. ويقسم الجنس البشري إلى ثلاثة أقسام:
1- الوثنيون الذين عبدوا الدواب والزحافات، وانغمسوا في النجاسات مثل الشذوذ الجنسي ولم يفعلوا ذلك فقط "بل أيضًا يُسرّون بالذين يعملون." (18:1 -32)
2- خطاة مهذبون يعرفون السلوك السليم ولكنهم لا يعملون به كما قال الرب عن الفريسيين في متى 30:23.
3- خطاة متديّنون (17:2-29) هؤلاء عندهم كلام الله (أي الكتاب المقدس) ولكنهم لا يعملون به. هذا يشير إلى اليهود الذين اؤتمنوا على كلام الله. وبالرغم من عدم إيمانهم إلا أنهم حافظوا عليه جدًا. خلاصة هذا هو أن اليهود والأمميين أجمعين تحت الخطية (9:3) "كما هو مكتوب: أنه ليس بار ولا واحد. ليس من يفهم. ليس من يطلب الله. الجميع زاغوا وفسدوا معًا. ليس من يعمل صلاحًا ليس ولا واحد. (10:3- 12) أرجو أن تقرأ بتمعّن الآيات 13:3-18 فهو وصف دقيق ومخيف لجنسنا البشري.
أثبت الروح القدس في هذه الرسالة أن الحاجة هي إلى إنجيل المسيح الذي هو قوة الله للخلاص، وتشمل الجنس البشري كله، الوثنيون الفجار، والمهذبون، والمتدينون.
كان لا بد من تشخيص المرض قبل أن يتكلم عن العلاج الإلهي لهذا المرض القتّال. إن كلمة "إنجيل" تعني الأخبار المفرحة. ويا لها من أخبار مفرحة يحملها هذا الإنجيل للإنسان الخاطئ الهالك وذلك مجانًا إذ يقول: "متبرّرين مجانًا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح." (24:3) فبما أنه "لا فرق. إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله." (22:3) كذلك لا فرق في العلاج الإلهي. وهذا لا يترك مجالاً للافتخار. "فأين الافتخار؟ قد انتفى." (عدد 27) ولنلاحظ ما جاء في عدد 25 "لإظهار بره، من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله." (هذا يشير إلى الذين عاشوا وماتوا قبل مجيء المسيح وموته من أجلنا. هؤلاء حصلوا على التبرير عن طريق الإيمان بما أعلنه الله، أي إن موت المسيح الفدائي الذي كان أمرًا مستقبلاً، كان هو أساس تبريرهم. ولم تكن الذبائح في العهد القديم إلا رموزًا لموت المسيح المستقبلي.
في الأصحاح الرابع يجيب الروح القدس عن سؤال قد يتبادر إلى ذهن القارئ: "هل هذا تعليم جديد يناقض معاملات الله في العهد القديم؟ الجواب هو أن الخلاص، أي التبرير، كان دائمًا على أساس الإيمان بما يعلنه الله. ويثبت هذا بما جاء عن اثنين من رجال الله في العهد القديم، وهما إبراهيم وداود. ومن المعروف أنهما من أهم شخصيات العهد القديم. فإبراهيم هو أبو المؤمنين وداود هو الملك الموعود. بهذين الاسمين يُفتتح العهد الجديد (إنجيل متى 1:1). أما عن إبراهيم فإنه يقول في تكوين 6:15 "فآمن بالرب فحسبه له برًا." وذلك قبل الختان، وقبل إعطاء الناموس بحوالي 500 سنة. "فَإِنَّهُ لَيْسَ بِالنَّامُوسِ كَانَ الْوَعْدُ لإِبْرَاهِيمَ أَوْ لِنَسْلِهِ أَنْ يَكُونَ وَارِثًا لِلْعَالَمِ، بَلْ بِبِرِّ الإِيمَانِ." (رومية 13:4) لقد آمن إبراهيم بأن الله قادر على الإقامة من الأموات "لذلك تيقن أن ما وعد (الله) به هو قادر أن يفعله." (عدد 21) "وَلكِنْ لَمْ يُكْتَبْ مِنْ أَجْلِهِ وَحْدَهُ أَنَّهُ حُسِبَ لَهُ، بَلْ مِنْ أَجْلِنَا نَحْنُ أَيْضًا، الَّذِينَ سَيُحْسَبُ لَنَا، الَّذِينَ نُؤْمِنُ بِمَنْ أَقَامَ يَسُوعَ رَبَّنَا مِنَ الأَمْوَاتِ. الَّذِي أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا وَأُقِيمَ لأَجْلِ تَبْرِيرِنَا. فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ." (23:4-1:5)
أيها القارئ العزيز، أرجوك أن تقرأ وتتأمل بتمعّن وبروح الصلاة والشكر لله الآيات 2:5-11.
بل أن تعيد قراءتها أو تتذكرها كلما حاول إبليس عدونا أن يملأ قلبك بالخوف أو الشك بخلاصك الأبدي. لاحظ هذه العبارات "النعمة التي نحن فيها مقيمون"؛ و "نفتخر (أي أن نكون فرحين متأكدين) على رجاء مجد الله (واثقين أننا سنراه). وتأمل أيضًا في قوله "الروح القدس المُعطى لنا" (أي الذي أُعطي لنا). لاحظ أيضًا هذه العبارات "وليس ذلك فقط" وقوله "فبالأولى كثيرًا." حقًا، إننا من ملئه أخذنا "نعمة فوق نعمة." (يوحنا 16:1). ما أكثر التعابير والتأكيدات التي يعطينا إياها الروح القدس لثباتنا في الإيمان، ولكن نفرح ونبتهج بربنا يسوع المسيح وبالخلاص العظيم الذي وهبنا إياه.

خلاصة القسم الأول:
1- الجميع أخطأوا – سواء كانوا خطاة فجار أو خطاة مهذبين أو خطاة متدينين (أصحاح 1و 2)
2- بأعمال الناموس لا يتبرر كل ذي جسد أمامه (20:3)
3- متبررين مجانًا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح 24:3). هذا التبرير لكل من يؤمن.
4- التبرير على أساس الإيمان لا على أساس الأعمال ينطبق على مؤمني العهد القديم أيضًا (أصحاح 4).
5- إذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح... الذي نلنا به المصالحة (1:5-11) في المرة القادمة سنتكلم بإذن الله عن القسم الثاني.

المجموعة: نيسان (إبريل) 2017

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

149 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10556207