Voice of Preaching the Gospel

vopg

القس أمير جيد"لأننا سنراه كما هو." (1يوحنا 2:3)
إن شوق رؤية الرب المقام موضوع انشغال كل القديسين في كل العصور. فقد طلب موسى من الرب: "أرني وجهك." ولم يجب الرب لكنه قال: "وجهي يسير فيريحك."

وعبّر داود عن هذا الشوق في صلاته: "أشبعُ إذا استيقظت بشبهك."
وصرخ بولس أيضًا معبّرًا عن هذه الرغبة: "لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح، ذاك أفضل جدًا." وإنني اشعر أن كثيرين من المؤمنين الحقيقيين يشتاقون في هذه الأيام إلى رؤية الرب المقام، وقد قصدت أن أطمئن جميع القديسين بكلمات يوحنا الرسول:
"لأننا سنراه كما هو." نعم، سنراه كما هو، بل وأكثر من ذلك، سنكون مثله.
وكم من مرة ونحن نطالع الكتاب المقدس كنا نتمنى أن نكون بين الذين رأوا يسوع وهو في مهده الصغير، أو مع السامرية التي تحدّث إليها يسوع عند البئر. وكم تمنى الكثيرون أن يكونوا من الجمع الذي أكل من الخمس خبزات الشعير أو من الذين كانوا حول الصليب. وحيث أن كثيرين لم يدركوا هذه الأماني، فكر الناس في زيارة الأماكن المقدسة التي عاش فيها يسوع ومات. على أننا نحن الذين خسرنا أمنية رؤية يسوع في أيام تجسده، أو حتى مجرد زيارة الأماكن المقدسة فسنراه حتمًا رؤية أمجد، لا كما كان بل كما هو.

1- سنراه لا في هوان بل في رفعة
ليس في هوان الجسد بل في رفعة المجد. كلا، لن نراه في هوان الجسد كطفل ضعيف في مذود حقير بل سنراه على كرسي المجد. سنراه لا في مذلة الهجران والتشرد "للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار، أما ابن الإنسان فليس له أي يسند رأسه." بل سنراه في رفعة المجد في أورشليم السماوية حيث له كل مكان. سنراه ليس في حالة عرق الجبين لكسب لقمة العيش في دكان نجار، حيث كان يحمل الخشب على كتفه، بل سنراه وقد تم فيه القول النبوي: "وتكون الرياسة على كتفه ويُدعى اسمه عجيبًا مشيرًا إلهًا قديرًا أبًا أبديًا رئيس السلام." سنراه لا في هواء الليل البارد وهو يصلي الليل بطوله في البستان يصارع من أجل كأس الصليب، بل سنراه عن يمين الله الآب كل الأيام يشفع في المؤمنين. سنراه لا في هوان المسامير في يديه ورجليه ولا في آلام الجنب المطعون، ولا في لعنة الصليب بل سنراه في ذلك اليوم والملاك السابع يبوّق في السماء قائلاً: "قد صارت كل ممالك العالم لربنا ومسيحه فسيملك إلى أبد الآبدين." سنراه ليس في هوان ومذلة إكليل الشوك الذي أدمى جبينه الطاهر بل في رفعة إكليل المجد والصوت يدوي: "الخلاص لإلهنا الجالس على العرش." (رؤيا 10:7) سنراه ليس في هوان المعيّرين والمستهزئين أو التافلين بل في رفعة الساجدين له، المقبِّلين له، مصداقًا للنبوّة "قبّلوا الابن لئلا يغضب فتبيدوا من الطريق."

2- سنراه لا محاطًا بالأعداء بل دياناً لهم
كان في تجربة البرية يصلي، ولكن إبليس أوقفه على جناح الهيكل، ثم أوقفه أمام الحجارة في وقت جوعه، ولكننا لن نرى هذه الصورة تتكرر بل سنراه كما هو "رئيس هذا العالم يأتي وليس له فيّ شيء... قد طُرح المشتكي على إخوتنا الذي كان يشتكي عليهم أمام إلهنا نهارًا وليلاً."
في أيام الجسد رأينا يسوع محاطًا بالأعداء من الفريسيين الذين قصدوا مرارًا أن يصطادوه بكلمة، وتوخَّوا إيقاعه في قصة السبت وجباية الجزية، وتقاليد الشيوخ، ولكننا عندما نراه بعد القيامة نراه كما هو والكل يسقطون عند قدميه وهم يقولون: "هوذا قد غلب الأسد الذي من سبط يهوذا، أصل داود، ليفتح السفر ويفكّ ختومه السبعة... مستحقّ هو الخروف المذبوح أن يأخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة!" (رؤيا 5:5-12)
رأينا يسوع في الماضي وقد قال عنه أعداءه من الصدوقيين "أكول وشريب خمر، محب للعشارين والخطاة." ولكننا سنراه في المجد ديانًا لهم "أما أعدائي، أولئك الذين لم يريدوا أن املك عليهم، فأْتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدامي."
رأينا يسوع فيما مضى محاطًا بالثائرين القائلين: اصلبه، أصلبه! ولكننا سنشاهده وقد تم فيمن صلبوه القول: "وستنظره كل عين، والذين طعنوه، وينوح عليه جميع قبائل الأرض."
سنرى يسوع والأربعة والعشرين شيخًا يخرون قدامه ويطرحون أكاليلهم أمام العرش قائلين: "أنت مستحق أيها الرب أن تأخذ المجد والكرامة والقدرة، لأنك أنت خلقت كل الأشياء، وهي بإرادتك كائنة وخلقت." (رؤيا 11:4) كنا نرى يسوع في الأرض يخدم فيجول يصنع خيرًا ويشفي ولكن بعد القيامة سنراه كما هو يجلس على كرسي القضاء "من أجل ذلك هم أمام عرش الله، ويخدمونه نهارًا وليلًا في هيكله." كان يسوع في الأرض محاطًا بالأشرار يتعقّبونه في كل مكان مثل رؤساء الكهنة والفريسيين والكتبة ولكن بعد القيامة سنراه كما هو وهؤلاء الأعداء يصرخون: "للجبال والصخور: أسقطي علينا وأخفينا عن وجه الجالس على العرش وعن غضب الخروف، لأنه قد جاء يوم غضبه العظيم. ومن يستطيع الوقوف؟"

3- سنراه لا مغضوباً عليه بل ملكًا
كان مغضوبًا عليه من أقرب الناس "إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله." ولكننا سنراه ملكًا على كل الذين قبلوه "وأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله." كان مغضوبًا عليه من أمه وإخوته حتى قالوا عليه "مختلّ العقل." والطبيعة كانت في غضب عليه بالزلازل والعواصف وحجاب الهيكل. حتى السماء غضبت عليه، والآب - أقرب الناس إليه - حجب وجهه عنه حتى صرخ: "إلهي، إلهي! لماذا تركتني؟" "لا تحجب وجهك عن عبدك... أما أنا فدودة لا إنسان. عار عند البشر ومحتقر الشعب." (مزمور 22، مزمور 69)
رأيناه في حالة الغضب وقد تم فيه القول النبوي: "قد دست المعصرة وحدي، ومن الشعوب لم يكن معي أحد." رأيناه والعرق يتصبب منه: "يا أبتاه، إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس."
ولكننا بعد القيامة سنراه كما هو ملكًا معظّمًا، الأرض تصمت أمامه والسماء تهلل، وصوت الرب ينادي بعد نصرة القيامة: "أنت ابني، أنا اليوم ولدتك. اسألني فأعطيك الأمم ميراثًا لك، وأقاصي الأرض ملكا لك." ويوضح الرسول بولس هذا الملك بالقول: "لأنه يجب أن يملك حتى يضع جميع الأعداء تحت قدميه... لأنه أخضع كل شيء تحت قدميه." (1كورنثوس 25:15 و27) ويقول الرسول بولس إلى كنيسة فيلبي: "لذلك رفّعه الله أيضًا، وأعطاه اسمًا فوق كل اسم لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض، ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب." ويقول الرسول إلى أفسس: "إذ أقامه من الأموات، وأجلسه عن يمينه في السماويات، فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة، وكل اسم يسمّى ليس في هذا الدهر فقط بل في المستقبل أيضًا، وأخضع كل شيء تحت قدميه." (أفسس 20:1-22)
والآن، من هم الذين يتمتعون ببركات الرب المقام الذي سنراه كما هو؟
الذين نظروا إلى الصليب: اشتركت في عملية الصلب أجناس كثيرة، لأن المناسبة كانت في عيد الفصح، البعض ذهبوا إلى الصليب كمتفرجين، والبعض الآخر كشامتين، والبعض نظروا من بعيد. كان الجميع مثل غنم لا راعي لها. ولما تم الصلب ذهب كل واحد إلى خاصته. "هوذا تأتي ساعة وقد أتت الآن، تتفرقون فيها كل واحد إلى خاصته." كان يوحنا يعلم المصاعب وقد رآها في المحاكمة، وكان يعرف اليهود ومشاعرهم. ومع ذلك تشجع وذهب إلى الصليب ووقف تحته ولم يخجل بصليبه.
هل رفعت عينيك لكي تنال الحياة من المصلوب الميت؟ كل الذين نظروا إليه استناروا ووجوههم لم تخجل. نظرة واحدة للصليب تعطي حياة أبدية "لأنه كما رفع موسى الحية في البرية."
الذين فتشوا عليه بعد القيامة: الذين لم ينطلقوا إلى عمواس ولم ينطلقوا للعيد، والذين فتشوا عليه في الصباح الباكر مع بطرس والظلام باق... ومع مريم المجدلية... هذا دليل قلب ممتلئ بالإيمان، ويدرك المواعيد... من يفتش عن الرب المقام سيجده حتمًا.
سنراه كما هو إذا تبعناه كل أيام الحياة وإذا نظرنا إلى الصليب.

المجموعة: حزيران (يونيو) 2018

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

215 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10611849