Voice of Preaching the Gospel

vopg

القس إسبر عجاجيقولون: الفلوس تتكلم! فقلت: إن كانت تتكلم فلا أسمعها تقول سوى كلمتين: "باي، باي!" فإن كنت لا تسمعها تقول لك الآن "باي، باي!" فأنت لا بد ستقول لها يومًا ما: "باي، باي!"

يا لها من كلمات رزينة تستوجب انتباهنا، لا سيما أن عجلة الحياة تدور دون توقّف، وعاجلًا أم آجلًا لا بدّ لنا أن نواجه دعوة الخالق للوقوف أمامه. لأنه "وُضع للناس أن يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة." ويا لها من ساعة رهيبة ومخيفة لكل نفس لم تنل الخلاص الذي قدّمه الله بموت المسيح لكي يفتدينا، ويحمل العقاب عنا، ويمنحنا الحياة الأبدية!
فأيام عمر المرء متعة ساعة تمر سريعًا مثل لمعة بارق
لا بد أنك سمعت أو قرأت عن سليمان الحكيم الذي أحرز حكمة ومجدًا ومالًا وقد كانت له كثرة من العبيد والجواري والمغنّين والمغنّيات... كل هذه كانت متوافرة لديه، وأكّد ذلك بقوله: "بَنَيْتُ لِنَفْسِي بُيُوتًا... غَرَسْتُ لِنَفْسِي... عَمِلْتُ لِنَفْسِي جَنَّاتٍ وَفَرَادِيسَ... جَمَعْتُ لِنَفْسِي أَيْضًا فِضَّةً وَذَهَبًا وَخُصُوصِيَّاتِ الْمُلُوكِ... فَعَظُمْتُ... وَمَهْمَا اشْتَهَتْهُ عَيْنَايَ لَمْ أُمْسِكْهُ عَنْهُمَا. لَمْ أَمْنَعْ قَلْبِي مِنْ كُلِّ فَرَحٍ... ثُمَّ الْتَفَتُّ أَنَا إِلَى كُلِّ أَعْمَالِي... فَإِذَا الْكُلُّ بَاطِلٌ وَقَبْضُ الرِّيحِ، وَلاَ مَنْفَعَةَ تَحْتَ الشَّمْسِ."
وبعد مئات السنين أيّد الرسول يعقوب نفس الرأي بتعريفه للحياة: "لأنه ما هي حياتكم؟ إنها بخار، يظهر قليلًا ثم يضمحل." وحياة الإنسان هي "كزهر العشب يزول. لأن الشمس أشرقت بالحرّ، فيبّست العشب، فسقط زهره وفني جمال منظره." (يعقوب 10:1-11)
إن تاريخ البشرية يضرب عبرة لمن اعتبر. فأين الإسكندر الكبير الذي بعد موته صنعوا لجثته صندوقًا من ذهب حسب طلبه قبل موته، وأن توضع يداه خارج النعش لكي يرى الناس تفاهة الحياة؟ ثم ماذا عن الممثلين والممثلات الذين انتحروا علمًا بأنه لم يكن ينقصهم شيء في الحياة من مجد وكرامة ومال؟ فقد قيل عن إلڤس بريسلي الذي كان يملك عدة قصور والتي كان بعض مقابض أبوابها من الذهب الخالص: "انتحر!"
ثم ماذا نقول عن مارلين مونرو التي ذاع صيت جمالها وغناها في جميع البلدان؟ وأخيرًا، بعد أن كبرت في السن وابتدأ جمالها يذبل كالزهور، لم تطقْ الحياة بل قالت: "صرت عبئًا ثقيلًا على نفسي وعلى الناس." ثم ماذا عن كريستينا أوناسيس ابنة الملياردير أوناسيس التي كانت تملك بليونَي دولار؟ قبل أن تنتحر، كتبت على قصاصة من الورق: "لو كان المال يعطي السعادة لكنت أسعد فتاة في العالم." والمدهش حقًا عندما نقرأ عن دايل كارنيجي، الكاتب الأمريكي الشهير الذي تدرَّس كتبه المشهورة في معهد كارنيجي للعلاقات الإنسانية – منها كتاب "كيف تربح الأصدقاء وتؤثر على حياتهم؟" و"كيف تصبح متكلّمًا ماهرًا؟" و"القائد الذي فيك." و"كيف تستمتع في حياتك وعملك؟" – والشيء الغريب أنه بعد أن أصدر كتابه "كيف تدع الهمّ وتعيش سعيدًا؟" انتحر مهمومًا وتعسًا!
يذكّرنا هذا بكلمات الرب يسوع التي قالها للمرأة السامرية التي كانت تعيش بلا رادع ولا رقيب، والتي جاءت لتستقي ماء من بئر يعقوب: "من يشرب من هذا الماء يعطش أيضًا." ويذكّرنا أيضًا بكلمات القديس أغسطينوس عندما قال: "يا رب، نحن نسمة من فيك ولا نستريح إلا فيك." فالذي يسعى وراء المال، لا بد أنه سيكتشف في آخر أيامه بأنه كالبدوي الذي يعيش في الصحراء فيرى السراب من بعيد ويظن أنه ماء، ثم يركض سعيًا إليه فيجد بأنه سراب! هكذا الذي يسعى وراء المال، لا بد أن ينتهي به الأمر إلى هذه الحقيقة بأن: "الذهب ذاهب، والفضة فاضية، والمال يميل."
أجل، إن الحكيم هو من يعتبر من عدم يقينية هذه الدنيا الفانية فيطلب الباقية، وكما قال المرنم: "إِحْصَاءَ أَيَّامِنَا هكَذَا عَلِّمْنَا فَنُؤْتَى قَلْبَ حِكْمَةٍ." (مزمور 12:90)
"لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟" (متى 26:16) لأن النفس أنفس من كل نفيس وكل نفائسك لا تنافسها.
لا شيء في طاقة الإنسان مهما كانت قدراته يقدر أن ينجّي بها نفسه، ولشد ما يبدو كل غنى الدنيا حقيرًا حينما يدعونا الموت. فهل أعددت العدّة للرحيل إلى دار البقاء؟ أم أن موقفك كموقف ذلك الغني الذي قال لنفسه بعد أن أخصبت كورته: "مَاذَا أَعْمَلُ، لأَنْ لَيْسَ لِي مَوْضِعٌ أَجْمَعُ فِيهِ أَثْمَارِي؟ وَقَالَ: أَعْمَلُ هذَا: أَهْدِمُ مَخَازِنِي وَأَبْنِي أَعْظَمَ، وَأَجْمَعُ هُنَاكَ جَمِيعَ غَّلاَتِي وَخَيْرَاتِي، وَأَقُولُ لِنَفْسِي: يَا نَفْسُ لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ، مَوْضُوعَةٌ لِسِنِينَ كَثِيرَةٍ. اِسْتَرِيحِي وَكُلِي وَاشْرَبِي وَافْرَحِي! فَقَالَ لَهُ اللهُ: يَا غَبِيُّ! هذِهِ اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ مِنْكَ، فَهذِهِ الَّتِي أَعْدَدْتَهَا لِمَنْ تَكُونُ؟ هكَذَا الَّذِي يَكْنِزُ لِنَفْسِهِ وَلَيْسَ هُوَ غَنِيًّا ِللهِ." (لوقا 17:12-21) لذلك أمرنا الرب يسوع: "لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا عَلَى الأَرْضِ حَيْثُ يُفْسِدُ السُّوسُ وَالصَّدَأُ، وَحَيْثُ يَنْقُبُ السَّارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ. بَلِ اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا فِي السَّمَاءِ، حَيْثُ لاَ يُفْسِدُ سُوسٌ وَلاَ صَدَأٌ، وَحَيْثُ لاَ يَنْقُبُ سَارِقُونَ وَلاَ يَسْرِقُونَ، لأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضًا."
سُئل رجل قبل موته: كيف حالك يا صاح؟ فأجاب: كيف يكون حال من ينوي سفرًا لبلاد بعيدة من غير زاد؟ أو يقف أمام ملك عادل حكيم بغير حجّة؟ أو يسكن قبرًا موحشًا بلا أنيس؟" غير أن مراحم الله العظمى أنه لم يتركنا نهيم بدون رجاء، بل دبّر لنا طريق الخلاص وضمن لنا الحياة الأبدية إذ أرسل ابنه الرب يسوع لكي يموت بديلًا عنا "وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا." (رومية 8:5) "لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ."
عزيزي القارئ،
هل قبلت الرب يسوع المسيح الذي مات بديلًا عنك لكيلا تموت أنت بل تكون لك الحياة الأبدية؟ ومن العجيب أنه مات عنك لأنه أحبك ودفع عقاب الخطية بدلًا عنك. ربما تسأل: ماذا ينبغي أن أفعل لكي أخلص؟

المجموعة: كانون الأول (ديسمبر) 2018

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

250 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10607200