أولاً: قد جاء - لقد جاء الرب يسوع المسيح من أعلى سماه...
ولماذا جاء؟ هل ليرى طبيعة الأرض ومتاعب الحياة؟ أو ليضع دستورًا
تخضع له البشرية؟ هل جاء ليكوِّن مؤسسة دينية؟ الجواب: لا!
جاء الرب يسوع ليخلص الإنسان من الخطية التي قد ورثها عن أبويه آدم وحواء، وخطيته الفعلية التي فعلها ويفعلها بإرادته. جاء ليعطي السلام. لقد افتقرت البشرية إلى هذا النوع من السلام الداخلي. قبل مجيء الرب يسوع كان هناك خصام بين الأرض والسماء وبين الإنسان وأخيه الإنسان. لكن بمجيء الرب يسوع المسيح، جاء السلام وكل السلام، فهللت ملائكة السماء قائلة: "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام..." جاء الرب يسوع ليعطي الإنسان الحرية، والمساواة، والنور، والحياة بعد أن تعثّر الإنسان في الظلام والظلم والعبودية.
أجل، لقد جاء المعلم العظيم ليريح البشرية من كل عناء وليعطيها راحة تبقى وتدوم... فقد صرح بالقول: "تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم."
ثانيًا: قد مات - بعد أن جاء إلى الأرض جال يصنع خيرًا ويشفي... ويفتح الآذان الصماء، والعيون العمياء وأشبع الجياع. أسكت أمواج البحر بكلمته، صنع آيات كثيرة لكن اليهود رفضوه واحتقروه وأسلموه للصلب... صُلب ربنا يسوع المسيح ومات... مات لأجل الفاجر الأثيم، والغني، والفقير، والأمير، والحقير. لقد مات الرب يسوع المسيح من أجل خطايانا. مات لأجلك ولأجلي ولأجل الجميع... وهذا من منطق لطفه وحبه للجميع، وتم القول: "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكيلا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية." (يوحنا 16:3) لقد ذاق ألم الموت القاسي على الخشبة لأجل كل واحد من البشر... وبعد صرخته على الصليب أسلم الروح ومات.
ثالثًا: قد قام - قد قام السيد وصاحب كل سلطان من بين الأموات وانتصر على الموت وقال: "أين شوكتك يا موت؟ أين غلبتكِ يا هاوية؟" قام في اليوم الثالث كما وعد وظهر للتلاميذ مرات عديدة وفي أماكن متعددة وقال لهم معبّرًا عن صفاته: "سلام لكم." وقد ظهر لكثيرين... وإن صمت البعض ولم يتكلموا عن قيامة الرب يسوع من بين الأموات فسيتكلم القبر الفارغ! ويقول بصوت مسموع: "قد قام الرب يسوع وصعد إلى السماوات."
نعم، قد قام وصار باكورة الراقدين وسيأتي يومًا من الأيام ليأخذ الكنيسة الحية إلى المجد العظيم ونحيا معه إلى أبد الآبدين، ونقول: آمين، تعال أيها الرب يسوع.
