Voice of Preaching the Gospel

vopg

تقوم المسيحية أو تسقط بناء على حقيقة قيامة يسوع المسيح بالجسد بعد ثلاثة أيام من موته ودفنه.

يقول جون درين: "منذ بداية الأمر، آمن المسيحيون أن صلب يسوع لم يكن نهاية القصة، بل بدايتها. ولو لم يكن التلاميذ متأكّدين تمامًا من قيامة المسيح في اليوم الثالث، لما كان هناك عهد جديد ليُكتب ولا كنيسة. ولأن قيامة الأموات فكرة غريبة عن الاختبار البشري، لا عجب إن لاقت فكرة القيامة ردود فعل مختلفة على مرِّ التاريخ."
يجد موضوع القيامة صعوبة وتحدّيًا حتى مع وجود المعطيات التاريخية التي تؤكد أن يسوع الناصري قد مات صلبًا وقد دُفن ووضعت حراسة على قبره، وأنه قد قام في اليوم الثالث كما جاء في الكتب، كما آمنت الكنيسة مجتمعة منذ العهد الأول.

شهادة التلاميذ
تعتمد المحاكم على الشهود بشكل كبير للوصول إلى الحقيقة. كانت قيامة يسوع من الأموات حدثًا لم يتوقَّعه التلاميذ، رغم أن يسوع نفسه أشار إليها في أكثر من مناسبة إذ لم يكونوا حينذاك مُدركين تمامًا مغزى كلامه وزمن تحقيقه. وهذا ليس دليلاً على خوفهم وضعفهم فقط، بل هو أيضًا دليل على عدم وجود تخطيط مُسبق لابتداع هكذا أمر. كما أن هذا ينفي وجود نظرية الهلوسة أو التخيّل نتيجة لرغبة شديدة لرؤيته. لقد شكّكوا في بداية الأمر ووجدوا صعوبة في تصديق نبأ قيامته إلى أن عاينوه ولمسوه وأكلوا معه. كانت شهاداتهم واضحة وصريحة عمّا عاشوه واختبروه بحواسهم. لقد ماتوا جميعًا لأجل هذه الشهادة ولأجل نشرها، فكانت سيرتهم دليلاً ساطعًا على أمانتهم وصدقهم، إذ ليس من مصلحة أو سبب يجعلهم يُقاسون الاضطهاد ويكابدون أشدّ العذاب ويُستشهدون لأجل أمر اختلقوه. كان رجاؤهم وثقتهم في يسوع المسيح المُقام لا مثيل له. إن فعاليّتهم وقوّتهم غيّرت التاريخ، فكانت دليلاً آخر على وجود ربّهم معهم. كانت الآيات والعجائب تتبعهم وتُثبت رسالتهم في كل مكان. أتباعهم بدورهم شهدوا لهم ولأمانتهم الفائقة بنقل الأخبار السارة إلى العالم أجمع. بالإضافة لذلك كان شاول الطرسوسي، الذي عُرف فيما بعد بـ بولس الرسول الأكثر نشاطًا وسفَرًا وكتابة. هذا الرسول لم يكن من الاثني عشر، بل كان سابقًا من المجدّفين والمعارضين والمنكّلين بأتباع المسيح إلى أن ظهر له الرب يسوع على طريق دمشق وغيّره. هذا شاهد أساسي آخر من خارج الاثني عشر لا يمكن أن يشترك معهم في أيّة مؤامرة مزعومة.

القبر الفارغ
تطابقت شهادة النساء والتلاميذ واليهود المعادين عن القبر الفارغ. فمنذ بداية المسألة كان السؤال: "ماذا حدث للجسد ولماذا القبر الفارغ؟ لذا راحوا يطرحون الاحتمالات والاتهامات لتبرير غياب جسد يسوع. فتُهمة سرقة جسد يسوع ما زالت تُسمع اليوم بعد إذ كان سائدة بين اليهود بشكل لافت لأكثر من مئة وخمسين سنة بعد القيامة. هذا ينفي ادّعاءً عصريًّا جديدًا اليوم يقول: إن القيامة هي قصة عادية تحوّلت إلى خرافة شعبية مع الزمن. حتى ولو وُجد الكثير من القصص الخرافية التاريخية المُشابهة، المكتوبة قبل أو بعد الصليب، فهذا لا يدلّ على شيء، إلا على أن إبليس يعمل منذ القديم على التقليد والتشويش والكذب. مِن المستغرب والمضحك استعداد البعض لتقديم أسخف الاحتمالات لرفض حقيقة القبر الفارغ. مثلاً، يقولون إنه من الممكن أن التلاميذ آنذاك قد أخطأوا في مكان القبر وعاينوا قبرًا فارغًا. نرى هنا أهمية وجود التفصيل على أن يوسف من الرامة، عضو السنهدريم المعروف، الشخصية التاريخية، هو من كان يملك القبر.
القبر الفارغ يدحض أي ادّعاء بأن ما كُتب وشُهد عن المسيح الحي المُقام، هو مجرّد ظهور روحي أو رمزي لبعضهم. لقد قام يسوع بالجسد، وثبّت ذلك لتلاميذه، وصعد إلى السماء بالجسد نفسه أمام عيونهم. يبقى القبر الفارغ منذ صباح ذاك الأحد الشهير، كما صرّح الملاك، حقيقة تشير إلى مكان وجود المخلّص، إذ قال للمريمات اللواتي جئن إلى القبر: "لا تندهشن! أنتنّ تطلبن يسوع الناصري المصلوب. قد قام! ليس هو ههنا. هوذا الموضع الذي وضعوه فيه."

ظهورات المسيح
شاهد التلاميذ وغيرهم المسيح المُقام في عشر مناسبات مختلفة، وهو "أراهم أيضًا نفسه حيًّا ببراهين كثيرة بعد ما تألّم وهو يظهر لهم أربعين يومًا ويتكلّم عن الأمور المختصة بملكوت الله." (أعمال 3:1) عند التدقيق العلمي، والتحقيق بهذه الشهادات المختلفة في الزمان والمكان والتفاصيل، تسقط نظرية المؤامرة ونظرية الهلوسة الجماعية.
يقول روبرت رايموند في كتاب [الإيمان وموجباته المنطقيّة]: "من الضروري أن نلاحظ جانبًا آخر في غاية الأهمية من روايات الإنجيل لظهورات يسوع: إنها تفتقر إلى التصنّع السلس الذي يحصل دائمًا لدى تآمر بعض الرجال المخادعين لجعل رواية مركبة تبدو منطقية. فالواحد منا يواجه على الفور صعوبة في إيجاد توافق وتطابق بين الروايات الأربع لظهورات يسوع المتعدّدة بعد صلبه. هذه الظاهرة في السرد الموجودة في الأناجيل تُضفي على التدوين طابع الحق."
أكل يسوع في أحد ظهوراته أمام التلاميذ. أكل، ليس بسبب الجوع، بل لأجلنا جميعًا، حتى إذا تصفّحنا بدقة ما جرى نتيقّن أن المسيح بظهوراته كان حقيقة وليس خيالاً، "وبينما هم غير مصدقين من الفرح ومتعجّبون قال لهم: أعندكم ههنا طعام؟ فناولوه جزءًا من سمك مشويّ وشيئًا من شهد عسل فأخذ وأكل قدّامهم." (لوقا 41:24-43)
علّق ماك آرثر على ظهورات يسوع بالقول: "من المستحيل أن تؤمن بيسوع الكتاب المقدس من دون الإيمان أنه قام من الموت بالجسد. فرفضُ قيامته يعني ابتكار يسوع آخر."
إيمانٌ مسيحي من دون قيامة يسوع الجسدية هو إيمان كاذب مفرّغ من غفران الخطايا وقوة التبرير، لذا هو خارج دائرة الخلاص كما يشترط الكتاب. "لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت." (رومية 9:10)- يتبع في العدد القادم

المجموعة: نيسان (إبريل) 2020

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

224 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10623941