Voice of Preaching the Gospel

vopg

يحدثنا إنجيل متى في ثلاثة فصول متتالية عن ثلاثة مواضع لها ذكريات عزيزة على قلوب جموع المفديين الذين شملتهم وجذبتهم نعمة الله:

أولاً: جثسيماني
"حينئذ جاء معهم يسوع إلى ضيعة يُقال لها جثسيماني، فقال للتلاميذ: "اجلسوا ههنا حتى أمضي وأصلي هناك." (متى 36:26) فمن هذه الضيعة "جثسيماني" بدأ المسيح رحلة الألم والمعاناة - بل رحلة آلام المحبة – التي تفوق المقاييس... فعرضها أكبر من كل الأكوان، وطولها أطول من أبد الآبدين، وعمقها أعمق من كل الخطايا وعمق الجحيم، وعلوها أعلى من السماوات.

فبعد التجارب التي جُرِّب فيها يسوع من إبليس في بداية خدمته، "فارقه إبليس إلى حين." وها هو يتقدّم الآن، "رئيس هذا العالم يأتي" (يوحنا 30:14)، ليبذل آخر مجهود لإيقاف المخلص فيضع أمامه آلام الصليب، وخزيه وعاره وتخلّي الله عنه أثناء ساعات الظلمة التي صار فيها خطية لأجلنا. كما وضع أمامه الموت أجرة هذه الخطية. هذا هو الصراع الذي دار في جثسيماني في بستان الليل لكن المسيح توجّه إلى الآب بثلاثة صلوات في مرقس 35:14-36؛ متى 42:26؛ لوقا 43:22 "لكي تَعبُر عنه الساعة..."؛ "لتكن مشيئتك"؛ "وظهر له ملاك من السماء يقوّيه." – المخلوق لأجل الخالق – وهكذا رأى الملاك الآلام الرهيبة وعرقًا يتصبّب على الأرض كقطرات الدم. وكان الرب وحيدًا في الجهاد، والتلاميذ نيام. وينهض الرب من صلاته للآب، ويذهب إلى التلاميذ حيث انتهى الجهاد، فأخذ كأس الألم من يدي الآب. فمن الآن لا يوجد ضيق، لكن سيكون هناك آلام. فيتعامل مع الخائن يهوذا ومع الذين يريدون القبض عليه... فأمسكوه وقادوه إلى المحاكمة من الساعة 12 ليلاً حتى التاسعة صباحًا في 6 محاكمات: ثلاث دينية، وثلاث سياسية، وانتهت بالحكم عليه بالصلب.

ثانيًا: الجلجثة
في متى 33:27 "ولما أتوا إلى موضع يُقال له جلجثة، وهو المسمّى [موضع الجمجمة...]" وهناك تحمّل الآلام الكفارية الرهيبة لأجلنا خلال 3 ساعات الظلمة وقد صار سكون عظيم ليلة الصلب، وبعد أن مرّ ممثلون عن كل طبقات الشعب أمام الصليب ساخرين بالمصلوب... لكن بعدما أسلم الروح أتى إليه في المساء رجلان هما "نيقوديموس" الذي سبق فزاره ليلاً والذي لم يستوعب ما قاله السيد: "ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء" (يوحنا 13:3)، ولكنه استنار عندما وقف أمام يسوع وهو على الصليب ثمّ دُفن "مُحيي الرميم" في ضريح كالبشر؛ "ويوسف الذي من الرامة" ليعتنيا بجسد الذبيحة المقدسة ولدفنه تتميمًا للنبوّة القديمة القائلة: "ومع غنيٍّ عند موته." (إشعياء 9:53) أي هو "يوسف".

ثالثًا: القبر الفارغ
"ليس هو ههنا، لأنه قام كما قال." (متى 6:28)
فالقبر فارغ! لقد قام المسيح من بين الأموات "ناقضًا أوجاع الموت، إذ لم يكن ممكنًا أن يُمسَك منه." و "أراهم أيضًا نفسه حيًّا ببراهين كثيرة،" لم يره أي شخص من غير المؤمنين الحقيقيين منذ أن وُضع في القبر. فالنظرة الأخيرة التي وقعت من العالم عليه كانت وهو معلّق على الصليب. والنظرة التالية التي ستقع عليه من العالم هي عندما يرجع ليجري الدينونة السريعة. لكن خاصة الرب هم الذين تمتّعوا برؤيته عند قيامته دون غيرهم، كما رأوه وهو صاعدًا... وعندما قصد أن يفارقهم "أخرجهم خارجًا إلى بيت عنيا، ورفع يديه وباركهم. وفيما هو يباركهم، انفرد عنهم وأُصعد إلى السماء." (لوقا 50:24-51)
حقًا كم هي عزيزة علينا هذه الأماكن الثلاثة حيث بدأ سيدنا رحلة المعاناة والألم حتى وصل إلى ذروتها، وأخيرًا زالت المرارة والألم وإلى غير رجعة. لقد بدأتا في بستان الأحزان "جثسيماني"، ثم على الصليب في "الجلجثة"، وأخيرًا في القبر المظلم الكئيب حيث دخله المسيح وحده. ولكن في بستان الفجر نزل ملاك الرب ودحرج الحجر المختوم عند القبر الفارغ وجلس عليه إشارة للغلبة والنصرة. وفي الصباح أتت امرأتان لتنظرا القبر فأخبرهما الملاك: "ليس هو ههنا، لأنه قام..." وأراهما القبر الفارغ ودعاهما ليذهبا مع تلاميذه إلى الجليل ليروه هناك شخصيًا حيًّا مُقامًا من بين الأموات أمل الحياة وفرحتها.
فما أعظم اختيار الرب للنساء أن يكنّ أول من يعلمن بحقيقة القيامة وأول من يبشرن بها!
فاختار الرب الإناء الأضعف ليخبر عن نصره القوي. اختار الرب المرأة في البستان لتنقل أخبار الخلاص حيث أنها وهي في البستان (جنة التكوين) أدخلت الموت.
اختار الرب المرأتين لمكافأتهما على وفائهما في اتباعه إلى الصليب، وثم إلى القبر، فكافأ الرب محبتهما بامتيازات خاصة لهم. "الذي وإن لم تروه تحبونه. ذلك وإن كنتم لا ترونه الآن لكن تؤمنون به، فتبتهجون بفرح لا يُنطق به ومجيد." (1بطرس 8:1) الذي له كل المجد!

المجموعة: نيسان (إبريل) 2020

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

111 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10628151