Voice of Preaching the Gospel

vopg

"لهم صورة التقوى، ولكنهم مُنكرون قوّتها." (2تيموثاوس 5:3)

في كل الأوقات والعصور يتظاهر كثيرون بالتقوى، لهم صورة التقوى، ولكنهم حقًا منكرون قوتها. لا يعرف المتظاهر بالتقوى إلا الله والإنسان نفسه.

فالإنسان مكشوف أمام نفسه وأمام الله الذي هو "فاحص القلب ومختبر الكلى." وإذ شرعت أكتب عن هذا الموضوع تذكرت شخصًا اسمه ديوتريفوس الذي ذكره الرسول يوحنا في رسالته الثالثة. لا شك أنه تظاهر بالتقوى ليُقبَل عُضوًا في الكنيسة. وبعد أن وصل إلى هدفه بدأ ينكشف على حقيقته وصدرت عنه تصرفات سيّئة جدًا. وأريد هنا أن أتحدّث عن التظاهر بالتقوى في ثلاث كلمات:

أولاً: التقوى الظاهرية

إن أبرز مثال على هذا هُم الفريسيون الذين لا يكفّون عن انتقاد الآخرين. انتقدوا الرب يسوع لأنه تفل على الأرض وصنع من التفل طينًا وطلى به عينَيّ الأعمى، وقالوا إن هذا العمل لا يجوز فعله في السبت. ولا شك أنهم انتقدوا الأعمى الذي أبصر لأنه اغتسل في يوم السبت. وانتقدوا شفاء المستسقي، والرجل الذي كانت يده يابسة، والمرأة المنحنية، وشفاء المريض الذي كان له 38 سنة قائلين له: "لا يجوز لك أن تحمل سريرك في يوم السبت..." وهنالك سؤالان:

1- ما المقصود بالتظاهر بالتقوى؟ التظاهر بالتقوى هو الرياء، أي إظهار أشياء عكس ما في الداخل كالذين يصلّون في المجامع وزوايا الشوارع، ولعلهم يطيلون الصلاة ويكررون الكلام باطلاً، حتى تطول صلواتهم. يصومون بطريقة ظاهرة للناس ويدفعون في الخزانة أموالاً لها رنين... ينظفون خارج الكأس والصحفة ويتركون ما في داخلها من اختطاف ودعارة، وهم كالقبور المبيّضة من خارج وفي داخلها عظام أموات وكل نجاسة.

2- لماذا تتظاهر الناس بالتقوى؟

- تتظاهر الناس بالتقوى لأنه لا راحة لضمائرهم: لا شك أن المتظاهرين بالتقوى تثور عليهم ضمائرهم فيسكتوها بقولهم: "وإحنا مالنا؟ حياتنا زيّ الفلّ! إحنا أحسن من غيرنا... بنصلّي ونصوم ونوزّع صدقات... دا الناس بْتِحلِف بحياتنا... إحنا أحسن من إبراهيم الذي كذب، ويعقوب الذي غشّ وخدع... وداود الذي زنى وقتل..."

- تتظاهر الناس بالتقوى ليكسبوا ودّ الناس واحترامهم ومديحهم. الناس يحبون الأتقياء ويحترمونهم ويمتدحونهم. قرأت عن خادم ظلّ يخدم الرب 30 سنة دون تجديد، يزور ويفتقد المرضى ويصلي معهم، يواسي الحزانى ويهنّئ الناجحين، ويشجّع الفاشلين حتى لا ييأسوا. يتحدّث إلى الناس بأسلوب ناعم ويكلّمهم كلامًا معسولاً. فأحبّه الشعب واحترموه وامتدحوه. كان يقول البعض عنه: "ده أحسن قسيس! ده مفيش منه اثنين!"

- تتظاهر الناس بالتقوى ليجمعوا الناس في صفّهم. المتظاهر بالتقوى يكوّن مجموعة من الأصدقاء لتقف إلى جانبه في حال ظهور مشكلة ما... وفي حالة الانتخابات لكي يضمن الفوز. هذا يذكرني بأبشالوم الذي تظاهر بحبه للناس وتقديره لهم، فجذب إليه كثيرين، حتى أن الذين التحقوا به أصبحوا أكثر من الذين كانوا مع أبيه. لقد استطاع أن يخدع الشعب فتركوا داود وانضموا إليه.

 

ثانيًا: الحياة الخفيّة

اندهشت كثيرًا عندما وجدت أن هؤلاء الذين لهم صورة التقوى وُصفوا بعشرين صفة من أسوأ الصفات المذكورة في 2تيموثاوس 2:3-4، و8. يا إلهي! ما هذا؟ ولكن هناك ثلاث حقائق عنهم:

1- الله يعرف حقيقتهم: قد يخدعون البشر بتظاهرهم بالتقوى لكن الله يعرف دواخلهم. "السرائر للرب والمعلنات لنا." "لأنه ليس كما ينظر الإنسان. لأن الإنسان ينظر إلى العينين أما الرب فإنه ينظر إلى القلب." كان يقول لأولئك الذين يفكرون في قلوبهم: "لماذا تفكرون بالشر في قلوبكم؟" إنه يعرف كل واحد على حقيقته.

2- سيكشف خباياهم: "لأنه ليس خفيّ لا يُظهَر ولا مكتوم لا يعلم ويُعلن." نظر عخان حوله فلم يجد أحدًا فأخذ من الغنيمة لسان ذهب، وشواقل فضة، ورداء شنعاريًا." "ولا من شاف ولا من دِرِي..." لكن الرب كشف أموره... انهزم شعب الرب... فحزن يشوع وبكى وسقط على وجهه... فقال له الرب: "في وسطك حرام يا إسرائيل." ربما سأل يشوع: "طيّب، وأنا هَأعرف إزّاي؟ دا أنا معايا أكثر من نصف مليون شخص..." لكن الرب كشف الأمر!

وجيحزي أخذ من "نعمان السرياني" وزنتَي فضة وحلّتَي ثياب، "وما حدّش شافو..." ورجع إلى مكانه فقال له أليشع: "من أين يا جيحزي؟" فقال: "لم يذهب عبدك إلى هنا أو هناك." فقال له: "ألم يذهب قلبي حين رجع الرجل من مركبته للقائك؟ أهو وقتٌ لأخذ الفضة ولأخذ ثياب..." كل متظاهر بالتقوى ستنكشف خباياه، إن آجلاً أم عاجلاً.

3- الله سيعاقبهم: عاقب الله عخان بالرجم هو وأهل بيته، وعاقب جيحزي بالبرص الذي لصق به وبنسله إلى الأبد، وعاقب حنانيا وسفيرة بالموت، وسيعاقب كل متظاهر بالتقوى عقابًا شديدًا في الدنيا وفي الأبدية.

 

ثالثًا: النصيحة الإلهية: "أعرض عن هؤلاء"

لم يقل الكتاب أن الله ينصح المؤمنين بالابتعاد عن الأشرار الوثنيين والملحدين، بل أن يبتعدوا عن المتظاهرين بالتقوى. فالرب يريدنا أن نذهب إلى الخطاة ونوصّل إليهم رسالة الخلاص، ويريدنا أن نذهب إلى الوثنيين ونحدّثهم عن الإله الحقيقي كما فعل بولس الرسول في أثينا. "أن نُعرِض عن المتظاهرين بالتقوى" بمعنى ألاّ نصادقهم ولا نساندهم ولا نتعامل معهم بأي وسيلة لأن لهم تأثيرات سيّئة على البعض. "فإنه من هؤلاء هم الذين يدخلون البيوت، ويسبون نسيّات..." والمتظاهرون بالتقوى يقاومون الحق... لذلك يجب أن نُعرض عنهم. هذه النصيحة الإلهية هي لخيرنا، ويجب أن نتمّمها.

كيف نعرف المتظاهرين بالتقوى؟ من ضمن مواهب الروح القدس هناك موهبة تمييز الأرواح... بهذه الموهبة الرائعة نستطيع أن نعرف هؤلاء المتظاهرين بالتقوى. أصلي لكي يعمل الروح القدس في قلوب هؤلاء المتظاهرين بالتقوى فيرجعون إلى الإله الحي الحقيقي، رجوعًا قلبيًا للرب، والرب يقبلهم ويضمهم إلى حظيرته.

المجموعة: أذار (مارس) 2020

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

153 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10629745