Voice of Preaching the Gospel

vopg

"فشكرًا لله على عطيته التي لا يُعبَّر عنها." (2كورنثوس 15:9)
لقد سمعنا كثيرًا عن أناس ورثوا ثروة كبيرة ولكنهم لم يعرفوا ذلك فعاشوا كفقراء مع أنهم في الحقيقة أغنياء جدًا.

ونحن نتأسف لهم حين نسمع ذلك. ولكن ما هو أعجب، وما يدعو للأسف الشديد، أنه هناك مؤمنون بالرب يسوع المسيح نالوا ميراثًا "لا يفنى ولا يتدنّس ولا يضمحل محفوظ في السماوات" لأجلهم، وهم أنفسهم محروسون بحراسة إلهية لهذا الميراث، لكنهم لا يدركون غنى هذه النعمة، ولا يتمتّعون بالبركات التي هي نصيبهم الذي لا يُنزع منهم.
والآن سنتكلم باختصار عن أربعة عطايا وهبها الله لكل مؤمن بالرب يسوع المسيح، راجين من الرب الذي هو مصدر كل عطية صالحة أن يملأ قلوبنا بالشكر والسجود والفرح الحقيقي لأن فرح الرب هو قوّتنا.

أولًا: أعطانا ابنه الحبيب يسوع
قال الرب عن مريم، أخت مرثا ولعازر أنها اختارت "النصيب الصالح الذي لن يُنزع منها"، إذ جلست عند قدميه وكانت تسمع كلامه (لوقا 38:10-42). المسيح هو عطية الله العُظمى لنا نحن المؤمنين وفيه باركنا الله بكل بركة روحية في السماويات (انظر أفسس 3:1-7). أيها القارئ العزيز، اقرأ وتأمل في هذه العبارات. تأمل فيها كلمة كلمة. لا تستعجل! ثم اسكب قلبك بالشكر على عطيته التي لا يُعبَّر عنها. إنه أعطانا الغنى الحقيقي، غنى المسيح الذي لا يُستقصى. أي، الذي لا حدّ له. هل هناك على هذه الأرض ما هو أثمن من الحياة الأبدية؟ هل يستطيع الإنسان أن يشتري هذه الحياة الأبدية بالمال؟ لا عجب أن الرسول بولس قال: "كفقراء ونحن نُغني كثيرين، كأن لا شيء لنا ونحن نملك كل شيء." (2كورنثوس 10:6) هذه الحياة الأبدية هي عطية من الله. "وهذه هي الشهادة: أن الله أعطانا حياة أبدية، وهذه الحياة هي في ابنه. من له الابن فله الحياة، ومن ليس له ابن الله، فليست له الحياة." (رسالة يوحنا الأولى 11:5-12)

ثانياً: أعطانا روحه القدوس
"لأن محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المُعطى لنا." أو كما جاء في الترجمة التفسيرية: "أن الله أفاض محبته في قلوبنا بالروح القدس الذي وهبنا إياه." (رومية 5:5) الروح نفسه أيضًا يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله." (رومية 16:8) فهو يمنحنا التأكيد بخصوص خلاصنا وانتسابنا لله. ويعيّننا في الخدمة. كما يساعدنا على فهم كلام الله. وهو الذي جعلنا نحن المؤمنين أعضاء في جسد واحد وهو جسد المسيح (1كورنثوس 13:12). وينصحنا الكتاب المقدس أن نمتلئ من الروح القدس وألا نحزنه، وذلك بحياة الطاعة له والامتناع عن الشر. الروح القدس هو الختم الإلهي بأننا أصبحنا أولاد الله. وهو بمثابة العربون الذي يضمن لنا أننا "ورثة الله ووارثون مع المسيح" في هذا الميراث الذي وعدنا به. وهو ميراث "لا يفنى ولا يتدنّس ولا يضمحلّ، محفوظ" لنا في السماوات لأجلنا (1بطرس 4:1). وهو - أي الروح القدس - يساعدنا في فهم كلام الله، أي الكتاب المقدس، ما دمنا نحيا حياة الطاعة. والروح القدس يعمل فينا وبنا في الخدمة، سواء في بنيان المؤمنين وتشجيعهم أو في التبشير لخلاص النفوس.

ثالثًا: أعطانا كلامه
هذه أيضًا عطيّة لا يُعبَّر عنها، أي تفوق الوصف. فالكتاب المقدس هو كنز ثمين. قال كاتب مزمور 119 في عدد 97 "كم أحببت شريعتك! اليومَ كلَّه هي لَهَجي." هذا المزمور يتكوّن من 176 آية. يذكر فيها كلام الله 170 مرة. فيه نرى أن كلام الله هو سلاح المؤمن وغذاؤه، وحمايته من الخطيئة، وهو للمؤمن سعادته وسروره، وسراجه، وثروته، وهو مصدر الفرح، وهو له خيرٌ "من ألوف ذهبٍ وفضةٍ." (عدد 72) "به يزكي الشاب طريقه". ويعدنا الروح القدس بـسلامة جزيلة لمحبي شريعة الرب (عدد 165). يُفتتح سفر المزامير بتطويب الرجل الذي يجد مسرّته في كلام الرب، كما أنه يصبح كشجرة مثمرة. إنه أمر محزن أن كثيرين من المؤمنين في أيامنا هذه لا يقضون وقتًا كافيًا في الدراسة والتأمل بروح الصلاة في كلام الله مع أنه "أحلى من العسل وقطر الشهاد"، ويكتفون بما يسمعونه من الواعظ في الكنيسة مرة أو مرتين في الأسبوع! هذه مأساة نتائجها واضحة ومؤلمة. فلا عجب لذلك أن الكنيسة تصبح ضعيفة وقليلة الثمار. إن الوقت الذي نقضيه في الصلاة ودراسة كلمة الله هو أثمن وقت في اليوم كله. أيها القارئ العزيز، عندك كنز ثمين هو الكتاب المقدس، ولكنه لن ينفعك إلا إذا قرأت فيه بشغف وبروح الصلاة. اطلُبْ من الله أن يمنحك الجوع والعطش لكلامه. قال الرب يسوع: "طوبى للجياع والعطاش إلى البرّ لأنهم يُشبعون." (متى 6:5) وهذا ينطبق على الجوع والعطش لكلام الله.

رابعاً: الشركة مع المؤمنين
إنه امتياز ثمين يقودنا إلى الشكر للرب أن تكون لنا شركة بعضنا مع بعض. يفتتح مزمور 133 بالقول: "هوذا ما أحسن وما أجمل أن يسكن الإخوة معًا!" ويختتم بالقول: "هناك أمر الرب بالبركة." وفي العهد الجديد في سفر أعمال الرسل، بعد أن تأسست الكنيسة نقرأ عن المؤمنين أنهم كانوا يواظبون كل يوم بنفس واحدة على اجتماعاتهم للعبادة ودراسة الكلمة (أعمال 42:2-47). ولذلك كان عددهم يزداد باستمرار (انظر أعمال 4:4؛ 14:5؛ 7:6) والحقيقة هي أن أوقات اجتماع المؤمنين معًا هي من أسعد الأوقات في حياة المؤمن. ولذلك يحارب الشيطان الكثيرين في هذا الأمر. ولذلك أيضًا أوحى الروح القدس لكاتب الرسالة إلى العبرانيين أن يحرّضنا جميعًا بهذه العبارات: "غير تاركين اجتماعنا كما لقوم عادة، بل واعظين بعضنا بعضًا، وبالأكثر على قدر ما ترون اليوم يقرب." (عبرانيين 25:10) انظر أيضًا عدد 24. لقد وعدنا الرب يسوع أن يكون في وسطنا متى اجتمعنا باسمه. ولكن الشيطان يحارب المؤمنين في هذا الأمر إذ يقدم لهم في هذا العالم الحاضر الشرير وسائل كثيرة للتسلية (سواء كانت بريئة أو غير بريئة) ليلهيهم عن المواظبة على الاجتماع - وبذلك يسود الضعف الروحي – كما هو الحال في أيامنا هذه. ولا يفوتنا أن نذكر أن الرب يسوع أعطى مواهب كثيرة ومتنوّعة، مثل التبشير، والوعظ، والرعاية، وشرح كلام الله الموحى به لأجل بنيان المؤمنين. ليتنا نتذكر دائمًا قول الرب يسوع:
"لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي، فهناك أكون في وسطهم." هذه أيضًا عطية، بل عطايا لا يُعبَّر عنها.
والآن أختم هذا المقال بالآية التي افتتحناه بها، ونقول مرة أخرى:
"فشكرًا لله على عطيّته التي لا يُعبَّر عنها." آمين!

المجموعة: تشرين الأول (أكتوبر) 2020

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

185 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10630796