Voice of Preaching the Gospel

vopg

في إحدى زياراتي سألت شابًا محبوبًا هذا السؤال: هل اختبرت الميلاد الثاني؟ وكان الشاب صريحًا مع نفسه فأجاب: يجب أولًا أن أعرف معنى الميلاد الثاني، ثم أستطيع الإجابة عن سؤلك:

ما ليس الميلاد الثاني

وأول ما نريد أن ننبه إليه الأذهان هو:
1) إن الميلاد الثاني ليس بالوراثة أو بالتناسل الطبيعي من والدين مسيحيين. وهذا واضح تمامًا من كلمات إنجيل يوحنا: "إلى خاصته جاء، وخاصته لم تقبله. وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله، أي المؤمنون باسمه. الذين وُلدوا (أ) ليس من دم، (ب) ولا من مشيئة جسد، (ج) ولا من مشيئة رجل، بل من الله." (يوحنا 11:1-13)
إننا بالولادة الطبيعية نرث الخطية كما قال داود: "هأنذا بالإثم صُوِّرت، وبالخطية حبلت بي أمي." (مزمور 5:51) ونحن "بالطبيعة أبناء الغضب." (أفسس 3:2) فلا الوراثة أو الولادة من والدين مسيحيّين يمكن أن تعطينا هذا الاختبار.
2) إن الميلاد الثاني ليس معناه التديّن. فقد تكلم الرب يسوع عن حتمية الميلاد من فوق إلى رجل متديِّن جدًّا هو نيقوديموس. فقد كان نيقوديموس فريسيًّا، أي من المذهب المدقّق الذي يصوم أتباعه مرتين في الأسبوع، ويدفعون عشور كل مقتنياتهم. وكان رئيسًا لليهود أي من أحد أعضاء مجلس السنهدريم الذي يحكم في القضايا الدينية، وكان معلّمًا لإسرائيل، ومع كل هذه الصفات التي تؤكد أنه رجل متديّن جدًّا احتاج لأن يولد ثانية.
3) إن الميلاد الثاني ليس هو المعمودية بالماء. وهذا واضح جدًا من قصّة الوزير الحبشي، فقد بشّره فيلبس بيسوع وعلّمه عن المعمودية بالماء. "وفيما هما سائران في الطريق أقبلا على ماء، فقال الخصي: [هوذا ماء. ماذا يمنع أن أعتمد؟] فقال فيلبس: [إن كنت تؤمن من كل قلبك يجوز.] فأجاب وقال: [أنا أومن أن يسوع المسيح هو ابن الله.]" (أعمال 36:8-37) كل هذا حدث قبل نزول الخصي إلى ماء المعمودية. إنه أعلن إيمانه بأن يسوع المسيح هو ابن الله. ويقول يوحنا الرسول: "كل من يؤمن أن يسوع هو المسيح فقد وُلد من الله." (1يوحنا 1:5) وبعد ذلك "نزلا كلاهما إلى الماء فيلبس والخصي فعمّده." (أعمال 38:8) فالمعمودية بالماء ليست هي الميلاد الثاني بل تعقبه.
وهناك دليل آخر في كتابات بولس الرسول، فبولس يكتب لأعضاء كنيسة كورنثوس قائلًا: "لأنه وإن كان لكم ربوات من المرشدين في المسيح، لكن ليس آباء كثيرون. لأني أنا ولدتكم في المسيح يسوع بالإنجيل." (1كورنثوس 15:4) فإذا كان الميلاد الثاني هو معمودية الماء، لتحتّم أن يكون بولس قد عمّد الكورنثيين جميعًا بالماء لأنه يقول لهم: "أنا ولدتكم في المسيح يسوع." ولكن بولس يقول لهؤلاء الكورنثيين: "أشكر الله أني لم أعمّد أحدًا منكم إلا كريسبس وغايس، حتى لا يقول أحد إني عمّدت باسمي." (1كورنثوس 14:1-15) وهذا يؤكد قطعًا أن معمودية الماء ليست هي الميلاد الثاني بل هي فريضة كتابية تعقب الحصول على الميلاد الثاني.
4) إن الميلاد الثاني ليس هو التناول من عشاء الرب، إذ يقول بولس الرسول: "ولكن ليمتحن الإنسان نفسه، وهكذا يأكل من الخبز ويشرب من الكأس. لأن الذي يأكل ويشرب بدون استحقاق يأكل ويشرب دينونة لنفسه، غير مميّز جسد الرب." (1كورنثوس 28:11-29) فلو كان الأكل من عشاء الرب يلد الإنسان ثانية ما كان هناك دينونة على من يأكل ويشرب منه بدون استحقاق.
5) الميلاد الثاني ليس هو عضوية الكنيسة. فهناك أشخاص كثيرون دخلوا إلى عضوية الكنيسة بدون نوال الميلاد الثاني وذكرهم بولس قائلًا: "ولكن بسبب الإخوة الكذبة المُدخلين خفية..." (غلاطية 4:2) وقد تسبب الإخوة الكذبة في أخطار كثيرة لبولس فكتب قائلًا: "بأخطارٍ من إخوة كذبة." (2كورنثوس 26:11)
6) الميلاد الثاني ليس هو الصلاة، فإنه مكتوب: "يقترب إليَّ هذا الشعب بفمه، ويكرمني بشفتيه، وأما قلبه فمبتعد عني بعيدًا." (متى 8:15)
7) الميلاد الثاني ليس هو محاولة إصلاح الحياة، فالإنسان لا يستطيع أن يغيّر حياته. "هل يغيّر الكوشي جلده أو النمر رقطه؟ فأنتم أيضًا تقدرون أن تصنعوا خيرًا أيها المتعلّمون الشر!" (إرميا 23:13) "فالذين هم في الجسد لا يستطيعون أن يرضوا الله." (رومية 8:8)

ما هو الميلاد الثاني؟

الميلاد الثاني هو اختبار به يتجدّد المرء، ويحصل على طبيعة جديدة من الله:
وهو اختبار لا يمكن أن نفسّره لكن يمكن أن نختبره، وقد حصل عليه المسيحيون الأولون بعمل روح الله في قلوبهم. فبطرس يقول عنه: "مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح، الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حيّ، بقيامة يسوع المسيح من الأموات." (1بطرس 3:1) ويعقوب يقول عنه: "شاء فولدنا بكلمة الحق لكي نكون باكورة من خلائقه." (يعقوب 18:1)
فالميلاد الثاني يعني أن الله يمزّق صحيفة سوابقنا وخطايانا، ويحسبنا أننا وُلدنا من جديد من اللحظة التي نقبل فيها المسيح مخلّصًا، وهكذا نتيقّن أن أسماءنا كُتبت في سفر الحياة، ويشهد الروح القدس لأرواحنا أننا أولاد الله. (رومية 16:8)

كيف نحصل على الميلاد الثاني؟

بدون الميلاد الثاني لا يمكن لأحد أن يرى أو يدخل ملكوت الله، ولا يمكن لأحد أن يحصل على الطبيعة الجديدة، فكيف نحصل على الميلاد الثاني؟
سأل نيقوديموس المسيح قائلًا: "كيف يمكن الإنسان أن يولد وهو شيخ؟ ألعلّه يقدر أن يدخل بطن أمه ثانية ويولد؟" (يوحنا 4:3)
وقد أراه الرب أن الميلاد الثاني يحصل عليه المرء بكلمة الله التي شبّهها بالماء، وبروح الله إذ قال: "الحق الحق أقول لك: إن كان أحد لا يولد من الماء (أي كلمة الله) والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله." (يوحنا 5:3) فكلمة الله تعمل في القلب بروح الله وتلد الإنسان ولادة ثانية كما قال بطرس الرسول: "مولودين ثانية، لا من زرع يفنى، بل ممّا لا يفنى، بكلمة الله الحيّة الباقية إلى الأبد." (1بطرس 23:1)
ولما لم يفهم نيقوديموس كلام الرب، قاده إلى العهد القديم وذكّره بحادثة الحية في البرية فقال له: "وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يُرفع ابن الإنسان، لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية." (يوحنا 14:3-15)

آمِنْ أو مُتْ

وتتلخّص قصة الحية في البرية في أن الشعب تذمّر على المنّ الذي أعطاهم إياه الله "فَأَرْسَلَ الرَّبُّ عَلَى الشَّعْبِ الْحَيَّاتِ الْمُحْرِقَةَ، فَلَدَغَتِ الشَّعْبَ، فَمَاتَ قَوْمٌ كَثِيرُونَ مِنْ إِسْرَائِيلَ. فَأَتَى الشَّعْبُ إِلَى مُوسَى وَقَالُوا:
«قَدْ أَخْطَأْنَا إِذْ تَكَلَّمْنَا عَلَى الرَّبِّ وَعَلَيْكَ، فَصَلِّ إِلَى الرَّبِّ لِيَرْفَعَ عَنَّا الْحَيَّاتِ». فَصَلَّى مُوسَى لأَجْلِ الشَّعْبِ. فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اصْنَعْ لَكَ حَيَّةً مُحْرِقَةً وَضَعْهَا عَلَى رَايَةٍ، فَكُلُّ مَنْ لُدِغَ وَنَظَرَ إِلَيْهَا يَحْيَا». فَصَنَعَ مُوسَى حَيَّةً مِنْ نُحَاسٍ وَوَضَعَهَا عَلَى الرَّايَةِ، فَكَانَ مَتَى لَدَغَتْ حَيَّةٌ إِنْسَانًا وَنَظَرَ إِلَى حَيَّةِ النُّحَاسِ يَحْيَا." (عدد 6:21-9)
كانت لدغة الحية تعني "الموت المحتم"، وكانت النظرة إلى الحية النحاسية هي "طريق الحياة من جديد". وكان أمام الشخص الملدوغ أحد طريقين: [الإيمان والحياة]، أو [عدم الإيمان والموت". الإيمان يقوده النظر إلى الحية النحاسية – وكان عدم الإيمان يتركه تحت تأثير السمّ الذي ينتهي بالموت المحتم. وقد قال الرب يسوع إن طريق الميلاد الثاني هو النظر الشخصي إليه ميتًا على الصليب والإيمان القلبي به مخلّصًا شخصيًّا... فكما أن النظر إلى الحية كان شخصيًا ولم تكن تنفع نظرة الأم أو الأب بدل الولد الملدوغ بل كان يتحتّم أن ينظر هو ليحيا، كذلك الإيمان الشخصي بالمسيح المصلوب ضرورة حتمية للميلاد الثاني. لقد كان الشخص الذي يُلدغ يُحسب في عداد الموتى، ولكن بمجرد أن ينظر للحية النحاسية يولد من جديد.
فهل قبلت المسيح مخلّصًا شخصيًا لك؟ هل نظرت إليه شخصيًا كمن مات لأجلك على الصليب؟ هذا هو طريق نوال الميلاد الثاني... الذي هو الطريق الوحيد للسماء.

المجموعة: كانون الأول (ديسمبر) 2021

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

168 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10624653