إذا أتيت وشربت من هذا الينبوع كما يقول الرب يسوع، فإنك لن تعطش مرة أخرى. لقد وعد بأن يطفئ ظمأك إذ يقول:
"إن عطش أحد فليقبل إليّ ويشرب."
إني أشكر الله من أجل هذه الكلمات "إن عطش أحد"، فهي ليست موجّهة إلى جماعة معيّنة، ولا إلى الناس المحترمين، بل إلى الجميع... إلى كل سكير، ولص، وخاطئ، وملحد... الكل يدخلون ضمن كلمة "أحد".
"إن عطش أحد"، ما أعظم تعطّش البشرية لشيء مشبع ومروي! ما الذي يملأ أماكن اللهو من مسارح وصالات وموسيقى هذا العالم؟ ألا يملأها الناس الذين يشعرون بالافتخار إلى شيء ليس متوفّرًا لديهم. إن اللحظة التي فيها يعطي الإنسان ظهره لله يشعر بالعطش الشديد، وهذا العطش لا يهدأ حتى يرجع إلى "ينبوع المياه الحيّة". إن من يطلب الارتواء من مسرّات العالم ينطبق عليه قول إرميا النبي بأنه قد ترك ينبوع المياه الحيّة لينقر لنفسه آبارًا، "آبارًا مشقّقة لا تضبط ماءً." (إرميا 13:2)
يوجد عطش لا تستطيع هذه الدنيا وما فيها أن ترويه على الإطلاق. كلّما شربنا من مسرات العالم ازددنا ظمأً... ونطلب المزيد من هذه المسرّات، ولكن مهما أكثرنا من الشرب فإننا لا نشعر بالارتواء على الإطلاق. ولكن يوجد ينبوع مفتوح لا ينضب، ليتنا نسير نحوه ونشرب فنحيا.
هل أنت عطشان أيها القارئ؟ تعال واشرب من الينبوع الذي فُتح في جنب المسيح من أجلك. عطشك يزول ولا تعود تعطش أيضًا فيما بعد. إن الماء الذي تشربه يصير فيك "ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية." (يوحنا 14:14) إن الماء يرتفع إلى مستواه الأصلي، ولأن هذا الماء قد نزل من عرش الله فهو يحملنا إلى حضرة الله.
تعالوا أيها العطاش... انحنوا واشربوا واحيوا. الله يدعوكم فتعالوا.
إن نهر نعمة الله لا يجفّ. لا يزال فائضًا الآن مع أن كل المؤمنين من آلاف السنين قد شربوا منه. من هابيل إلى الرسل وباقي المؤمنين... الجميع شربوا منه وهم الآن في السماء حيث يرتوون من حضرة الفادي يسوع لن يجوعوا ولن يعطشوا بعد. فتعال واشرب من نهر نعمة الله فتجد راحة أبدية وارتواء أبديًا.
