نعيش في زمن السرعة والعَجَلة في جوانب كثيرة من الحياة:
• طعام أو وجبة سريعة... معلومات سريعة...
• كمبيوتر سريع... سيّارات ودرّاجات وطائرات سريعة...
• حتى أصبحنا نريد النجاح والثراء بسرعة. فلا مجال ولا وقت للانتظار.
لقد تطبّعنا بعقلية الحاجة للسّرعة في كلّ شيء، حتّى في علاقتنا مع الله. ولا يحب معظم النّاس الانتظار في معظم نواحي الحياة. ولا نريد الانتظار، مع أن الكلمة واضحة وجلية:
نقرأ في إشعياء 31:40 "أمَّا مُنْتَظِرُو الرّب فَيُجَدِّدُونَ قُوَّةً. يَرْفَعُونَ أَجْنِحَةً كَالنّسور. يَرْكُضُونَ وَلاَ يَتْعَبُونَ. يَمْشُونَ وَلاَ يُعْيُونَ."
منتظرو الرّب هم الّذين يصبرون ويتمهّلون ويأخذون الوقت الكافي لحين مجيء الاستجابة من الرّب. لذلك أصّلي أن يعطينا الرّب القوة والقدرة بالروح القدس لننتظره. صلاتي أن نتوقّع بإيمان عمل الله في حياتنا.
دعونا نتعلّم انتظار الرّب من حياة رجال ونساء الله في الكتاب المقدّس:
• انتظار إبراهيم وسارة لمجيء ابن الوعد اسحاق.
• انتظار حنة وصبرها إلى أن أنجبت ابنها النبي صموئيل.
• انتظار زكريّا وأليصابات سنين طويلة حتّى باركهما الله بابنهما يوحنّا المعمدان.
• انتظار التلاميذ ليوم حلول الروح القدس.
• انتظار الكنيسة عودة الرّب يسوع المسيح.
وفي جميع حالات الانتظار، عرف المنتظرون وعود الرّب، ووثقوا بأن الله أمين في وعده، وبأن فرح الله سيملأ حياتهم عند إتمام الوعد.
• انتظار الرّب لا يعني ألّا نبذل أي جهد أو طاقة أو محاولة، والاكتفاء بالجلوس وعدم الحركة.
• انتظار الرّب يعني: الثقة بشخص الله القدوس وبقيادته لحياتنا.
• انتظار الرّب يعني الصلاة بإيمان وثقة وحرارة، أي اللجوء إلى الله من كل القلب.
• انتظار الرّب يعني الثقة بأن الله سوف يستجيب كل طلباتنا الّتي تتفق مع إرادته.
• انتظار الرّب يعني السلوك بحسب مشيئة الله.
• انتظار الرّب يعني أحيانًا أن أعاني من نيران التّجارب والضيقات، ومع ذلك تبقى ثقتي كاملة بأن الرّب سيخرجني من هذه الضيقات.
• انتظار الرّب يعني أن أومن بالمستحيلات.
• انتظار الرّب يعني أن أرى بعيون الإيمان ما لا يُرى.
• انتظار الرّب يعني أن أترجّى في وقت انعدام الأمل.
• انتظار الرّب يعني أن أتأكد بأن الله سوف يعتني بنا ولن يتركنا أبدًا.
• انتظار الرّب يعني أن نتصرّف مثل فراخ النّسر الّتي تبقى في أعشاشها حتى تأتي لها أمها بالطعام وكل ما هو لازم لحياتها. فنحن بحاجة إلى أن نبقى في عشّنا في بيت الرّب، واثقين بأن الله سيعطينا كل ما نحتاج إليه، فهو معنا ولم ولن يتركنا أبدًا.
نتائج انتظار الرّب المشجّعة والرائعة
1. تجديد القوة الروحية والنفسية والأحاسيس العاطفية، وأحيانًا القوة الجسدية. يتحدث المرنم في مزمور 84 عن رحلة الشعب من كل الأماكن إلى هيكل الرّب في القدس، ويقول إن الذين يجدون الرحلة متعبة في الطرق الجبلية يعطيهم الرّب القوة ليتابعوا مسيرتهم إلى بيت الرّب، كما جاء في مزمور 5:84-7 "طُوبَى لأُنَاسٍ عِزُّهُمْ بِكَ. طُرُقُ بَيْتِكَ فِي قُلُوبِهِمْ. عَابِرِينَ فِي وَادِي الْبُكَاءِ، يُصَيِّرُونَهُ يَنْبُوعًا. أَيْضًا بِبَرَكَاتٍ يُغَطُّونَ مُورَةَ. يَذْهَبُونَ مِنْ قُوَّةٍ إِلَى قُوَّةٍ. يُرَوْنَ قُدَّامَ اللهِ فِي صِهْيَوْنَ". فانتظار الرّب يعطي قوة جديدة للخدمة، وقوة جديدة لمصارعة الخطية، وقوة جديدة للعطاء، وقوة جديدة لمقاومة الشر، وقوة جديدة للاحتمال. وبالتّالي استخدام هذه القوة الجديدة، وهذه النعمة الغنية، لمجد الله.
2. السموّ والنموّ والنهوض في حياتنا الروحية. تستخدم النّسور رياح العواصف للتحليق إلى الأعلى أكثر وأكثر، وليس السقوط والهبوط إلى الأرض. وبنفس المعنى يجب أن تدفعنا عواصف الحياة إلى أن نحلِّق فوق العالم، وبقوة نعمة الله ندخل إلى مقادس الله، كما يقول المرنّم في مزمور 1:25 "إِلَيْكَ يَا رَبُّ أَرْفَعُ نَفْسِي."
3. متابعة مسيرة الحياة دون تعب وذلك باعتمادنا على قوة الله وليس قوانا الشخصية.
4. المشي دون عياء وتعب أو مرض. يتابع المؤمن السير بفرح وثبات، ويحصد خيرًا في موسم الحصاد.
هل تواجه ضيقات في حياتك؟
هل تمرّ بأوقاتٍ صعبة؟
ارفع رأسك وانظر إلى الرّب يسوع، لأن حلّ مشكلتك عنده فقط. فالرّب هو السيّد، ونحن أولاده ننظر إليه عالمين أن حاجتنا في الطريق إلينا من عنده. لا تدع الشيطان يدمّر انتصارك. لا تستسلم أبدًا، ولا تفكِّر بأنك قد خسرت كل شيء.
لا تُصغِ إلى صوت إبليس الكاذب والمخادع. استمع لصوت الرّب ولكلمته. ارفع رأسك عاليًا لأن خلاص الرّب أقرب مما تظن أو تفتكر.
تأكد بأن هذا العالم سينتهي بكل ما فيه من آلام وجراح وموت، وعن قريب سترى رب المجد، وستعيش معه إلى الأبد. فما أعظم ذلك اليوم الذي سأرى فيه ربي وسيدي ومخلّصي يسوع المسيح.
وحتى يأتي ذلك اليوم سيبقى لساني وقلبي يرنم ترانيم الحب والانتصار. وسأضع إيماني وثقتي بالرّب، وسأحلّق بالإيمان فوق هذا العالم. فهو سيرفعني على أجنحة النّسور وسيقوّيني للرحلة القادمة. الرّحلة الّتي ما تزال لي في غربة هذا العالم، إلى أن يأتي الرّب وأكون معه إلى الأبد. آمين.
