Voice of Preaching the Gospel

vopg

القس رسمي إسحق"لأَعْرِفَهُ، وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ، مُتَشَبِّهًا بِمَوْتِهِ." (فيلبي 10:3)
يتحدث هذا الأصحاح عن أمور تهمّ كل مؤمن يجب أن يعرفها ويختبرها ويعيشها...

يبدأ الرسول بولس بالقول الرائع: "افرحوا في الرب كل حين." وهذه حقيقة أكيدة لأنه لا فرح إلا في الرب وبالرب ومع الرب. الأفراح الأخرى أفراح ظاهريّة وقتيّة سرعان ما تزول.
ثم انتقل إلى الحديث عن الامتيازات التي كان يتمتّع بها وهو يعيش حسب الناموس، والتي كان يظنها امتيازات حقيقية، إلا أنه اكتشف أنها ليست امتيازات لأنها كانت السبب في مقاومة واضطهاد كنيسة الله، وكانت المعطّل لمعرفة الرب يسوع المسيح، فقال: "ما كان لي ربحًا، فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة... المسيح يسوع ربي، الذي من أجله خسرت كل الأشياء، وأنا أحسبها نفاية لكي أربح المسيح، وأوجد فيه."
ثم ذكر أمنية هي من أروع الأمنيات، قال: "لأعرفه، وقوة قيامته، وشركة آلامه، متشبّهًا بموته." ولي معكم بنعمة الرب كلمتين:

أولاً: أقدس الأمنيات - لأعرفه
والسؤال الذي نوجّهه إلى الرسول بولس: هل أنت لم تعرفه بعد؟
ألم تعرفه عندما ظهر لك في الطريق بنور أفضل من لمعان الشمس؟
وتحدّث إليك وتحدّثت أنت إليه؟
ألم تعرفه عندما تحدّث إليك رجل الله حنانيا الذي أرسله لك الرب خصّيصًا وتحدّث معك عن الرب يسوع؟
يقول: نعم! عرفته، ولكن هذه المعرفة كانت بدائية أوّلية. أنا أريد أن أتعمّق في معرفته... أعرفه معرفة شخصية عن قرب وأتقدّم وأنمو في هذه المعرفة تحقيقًا لقول الرب على فم الرسول بطرس: "انموا في النعمة وفي معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح." يجب أن أعرفه كمخلص لحياتي ومحرّرًا لها من كل القيود والربط... أريد أن أعرفه كصديق أعرفه معرفة شخصية اختبارية. وهذه المعرفة تتطلّب الحديث معه استمرار والاستماع إليه دائمًا والبقاء في بيته وحضرته والوجود عند قدميه كما كانت تفعل مريم التي جلست عند قدميه لتسمع كلامه ولم تكتفي بذلك بل كسرت قارورة طيب ناردين كثير الثمن على قدميه وكانت تمسحهما بشعر رأسها... عرفته معرفة وثيقة فأكرمته وضحّت من أجله!
يريد أن يعرفه معرفة شخصية اختبارية كاملة وشاملة ومتزايدة ونامية.
حضر أحد الأدباء اجتماعات روحية ولما رآه الراعي طلب منه أن يأتي إلى المنبر ويقرأ المزمور 23 فوقف وقرأه بطريقة أدبية رائعة أعجب بها الجمهور فصفّق له تصفيقًا حارًا، ولما رأى أن ذلك أعجب الجمهور طُلب من الأديب أن يعيد قراءته مرة أخرى، ولكنه اقترح أن يقف أحد الحاضرين يقرأه... فتقدّم رجل متقدّم في العمر وسار بصعوبة نحو المنبر. فساعده الراعي والأديب على الصعود إلى المنبر ووقف بصوت متهدّج وبدأ يقرأ وبدأت دموعه تنساب، فتأثر الحاضرون وبكوا جميعًا بكاءً حارًا، وبعد أن انتهى الرجل من القراءة وقف الأديب وقال: إنني أعرف كلمات المزمور جيدًا وقرأتها بطريقة أدبية، وأما هذا الرجل فهو لا يعرف فقط كلمات المزمور بل يعرف الراعي الذي يتكلم عنه المزمور... يعرفه معرفة شخصية وعميقة.
إن بولس يريد أن يعرف المسيح وقوة قيامته وشركة آلامه متشبّهًا بموته... يعرف قوة قيامته... ليست القوة التي أقامته بل القوة الناتجة عن قيامته... القوة المخلّصة. "مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح، الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي، بقيامة يسوع المسيح من الأموات..." يريد أيضًا أن يعرف قوة قيامته، ولكن ليست القوة التي أقامت المسيح بل القوة الناتجة عن قيامته التي أبدت رحمته الكثيرة ومحبته الكبيرة ونعمته الوفيرة، ثم يريد أن يعرف آلام المسيح ليكون شريكًا فيها، ولكن ليست الآلام الكفارية لأن الرب يسوع المسيح أتمّها على الصليب وأكّد ذلك قوله الرائع: "قد أُكمل" – ولكن شريكًا عندما يتألّم من أجل المسيح، قال الرب لحنانيا: "لأني سأريه كم ينبغي أن يتألم من أجل اسمي." لقد تألّم بولس آلامًا كثيرة. فقد جُلد ورُجم، وضُرب بالعصي، وسُجن، وواجه أخطارًا كثيرة... قال: لست مستعدًا أن أُربط فقط من أجل المسيح بل أن أموت لأجله؛ يريد أن يتشبّه بموته وقد كان له ما أراد إذ مات بقطع رأسه.


ثانيًا: الحقائق البيّنات
1- آلام المسيح: تألم المسيح آلامًا جسديّة وآلامًا نفسية.
الآلام الجسدية: وُضع إكليل من شوك على رأسه، وجُلد أربعين جلدة إلا واحدة. لُطم وضُرب بالقصبة على رأسه، حمل الصليب الثقيل بعد أن كان مُنهك القوى وكان يسقط على الأرض فيضربونه بالعصي لكي ينهض. وقد نُتف شعره وسُمّرت يداه وقدماه.
الآلام النفسية: تألّم من خيانة يهوذا التلميذ، ونكران بطرس، وترْكِ التلاميذ له، ومن عريه الذي جعل الخزي يغطي وجهه. ومن البصق عليه والاستهزاء به ممّن أحسن إليهم وشفى مرضاهم. وفوق الكل أن الآب حجب وجهه عنه، وأكثر من ذلك أنه سُرّ بأن يسحقه بالحزن.

2- موت المسيح: ظن الناس أن المسيح حدث له إغماء طويل وأنه لم يمت، ولكن المسيح مات موتًا حقيقيًّا. وما يثبت ذلك أن الجند عندما ذهبوا ليكسروا سيقان المصلوبين الثلاثة كسروا ساقي الأول والثالث أما الرب يسوع فوجدوا أنه مات. وتأكّدوا من موته عندما قال: يا أبتاه، في يديك أستودع روحي، ونكس الرأس ومات. وهناك آيات كثيرة تتحدّث عن موته. "الله بيّن محبّته لنا، ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا." "وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب." "بنعمة الله قد ذاق المسيح الموت من أجل كل واحد."
3- قيامة المسيح: قال الملاكان للمرأتين: "لا تخافا أنتما، فإني أعلم أنكما تطلبان يسوع المصلوب. لَيْسَ هُوَ ههُنَا، لكِنَّهُ قَامَ! اُذْكُرْنَ كَيْفَ كَلَّمَكُنَّ وَهُوَ بَعْدُ فِي الْجَلِيلِ قَائِلاً: إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُسَلَّمَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي أَيْدِي أُنَاسٍ خُطَاةٍ، وَيُصْلَبَ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ."
كل قبر مكتوب عليه: هنا يرقد فلان، أما قبر المسيح فكُتب عليه: "ليس هو ههنا لكنه قام." يقول الرسول بولس: "ولكن الآن قد قام المسيح من بين الأموات وصار باكورة الراقدين." هللويا!

المجموعة: نيسان (إبريل) 2021

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

168 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10627527