عام قد مضى بأفراحه وأحزانه، وأهم ما يُذكر فيه هو جائحة الكورونا وما تركته في نفوس وحياة البشر جميعًا.
وها نحن ندخل العام الجديد حيث نواجه أزمات دولية لم يسبق لها مثيل، وبينما ملوك وقادة هذا العالم يجتمعون ويبحثون في موضوع هذه الجائحة مع المعضلات التي تجابههم من اقتصادية وأمنية، وينادون بالحلّ والسلم، ويعقدون المؤتمرات على الزوم Zoom فإن ألوفًا، بل مئات الألوف من البشر يموتون في المستشفيات وفي ساحات الحروب.
أجل، إن تلبد الغيوم السوداء يؤذن بهبوب عاصفة هوجاء قد تكون آخر زوبعة يشهدها عالمنا هذا. في كل مكان نرى الناس حيارى... كثيرون قد واجهوا المرض ومنهم من فقد أحباء، وكثيرون قد فقدوا تلك الفرحة والابتسامة العذبة - كثيرون هم الذي لا يفهمون معنى هذا التجهم في السماء ويلومون الخالق على ما يحدث من مرض وحرب وتشويش! وبما أنهم فقدوا المحبة والإيمان والأمل نراهم عابسين، متمردين، حاقدين، لا يستوعبون معنى هذه المشاكل العالمية. وهذا ليس غريبًا إذ أنهم لا يدركون علامات الأزمنة الأخيرة، والأوقات التي أوحى بها الخالق في الكتاب المقدس لتكون منارة تضيء في عالم مظلم. إن لهذه الأزمنة لها معنى خاصًا عند جماعة من الناس متفرقة في كل أنحاء المعمورة. هؤلاء الناس يتكلمون بلغة الرجاء رغم أن لغاتهم متنوّعة ولكن تربطهم لغة واحدة بعرش النعمة.
مسافات شاسعة تفصلهم ولكن قلوبهم تنبض سوية وتفيض سرورًا وغبطة لأنها تعلم يقينًا أن ما يحدث من ويلات، وحروب، وصراعات، ومجاعات، وزلازل، وفيضانات تدل على قرب وقوع حادث كبير انتظرته الأجيال – هو مجيء ملك السلام إلى هذا العالم المحتضر ليأخذ وليخلص الذين ينتظرونه.
سؤالي لكل من يقرأ هذه الكلمات: هل أنت من الذين لا يعرفون السلام والمحبة الحقيقية؟ من الذي لا يفهمون معنى هذا الجوّ المكفهرّ فلا يتذمّر على الخالق ولا على الخليقة. لا تعبس في وجه الصعاب واذكر أن طريق الحياة خطرة. أنصحك أن تبحث عن النور الذي أضاء ويضيء قلوب الكثيرين مثلك. وفيما أنت تبحث عن هذا السلام الداخلي أرجو أن تكون حكيمًا في حكمك فلا تذهب إلى روافد نهر المحبة بل سر واتخذ ينبوع المحبة والحياة – إنه الرب يسوع صانع كل شيء – هناك تجد الجوهر الذي تنشده، وعندئذ تجد المسيح سر الحياة الذي ينعش الكثيرين في عالم مضطرب، مصيره الدمار... وعندئذ تكون من الذين انتصروا على العالم والذات، فارتسمت على وجوههم علامات التغيّر والفرح والرجاء!
