Voice of Preaching the Gospel

vopg

"لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ، الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً لأَجْلِ الْجَمِيعِ." (1تيموثاوس 5:2)

"وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ». (أعمال 12:4)
لاحظ أنه يوجد إله واحد، ووسيط واحد بين الله والناس، لأن الخطاة يحتاجون إلى وسيط أو مُصالِح لكي يتوسّط لهم.

ما هي خدمة الوسيط؟

يكتب لنا النبي أيوب عن هذا الوسيط: "ليس بيننا مُصالِح يضع يده على كِلَيْنا." (أيوب 33:9) ليس بيننا مُصالِح الذي يمسك يد الإنسان الخاطئ، ويمسك يد الله القدّوس ويصالحهما مع بعضهما.

من هو هذا المصالح؟

قال أيوب: ليس بيننا مصالح، أما الرسول بولس فيقول: نعم، يوجد مصالح. إنه الرب يسوع المسيح: "وَلكِنَّ الْكُلَّ مِنَ اللهِ، الَّذِي صَالَحَنَا لِنَفْسِهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَأَعْطَانَا خِدْمَةَ الْمُصَالَحَةِ، أَيْ إِنَّ اللهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحًا الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ، وَوَاضِعًا فِينَا كَلِمَةَ الْمُصَالَحَةِ. إِذًا نَسْعَى كَسُفَرَاءَ عَنِ الْمَسِيحِ، كَأَنَّ اللهَ يَعِظُ بِنَا. نَطْلُبُ عَنِ الْمَسِيحِ: تَصَالَحُوا مَعَ اللهِ. لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، (ذبيحة) خطية لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ." (2كورنثوس 18:5-21)
"وأنتم الذين كنتم قبلًا أجنبيين وأعداء... قد صالحكم الآن في جسم بشرّيته بالموت، ليحضركم قديسين وبلا لوم ولا شكوى أمامه." (كولوسي 21:1-22) ويكتب لنا بولس الرسول عن هذا المصالح: "لأنه فيه سُرَّ أن يحلّ كلّ الملء، وأن يصالح به الكل لنفسه، عاملًا الصلح بدم صليبه." (كولوسي 19:1-20) "أَنَّكُمْ كُنْتُمْ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ بِدُونِ مَسِيحٍ، أَجْنَبِيِّينَ عَنْ رَعَوِيَّةِ إِسْرَائِيلَ، وَغُرَبَاءَ عَنْ عُهُودِ الْمَوْعِدِ، لاَ رَجَاءَ لَكُمْ، وَبِلاَ إِلهٍ فِي الْعَالَمِ. وَلكِنِ الآنَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، أَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلاً بَعِيدِينَ، صِرْتُمْ قَرِيبِينَ بِدَمِ الْمَسِيحِ." (أفسس 13:2)

ما هي صفات الوسيط؟

أولًا: ينبغي أن يكون إلهًا متجسِّدًا. "وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ، تَبَرَّرَ فِي الرُّوحِ، تَرَاءَى لِمَلاَئِكَةٍ، كُرِزَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، أُومِنَ بِهِ فِي الْعَالَمِ، رُفِعَ فِي الْمَجْدِ." (1تيموثاوس 16:3)

ثانيًا: ينبغي أن يكون له معزّة مع الله ومع الناس. "لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ." (يوحنا 13:15)

ثالثًا: يجب أن يكون قادرًا على دفع الحساب الذي على الخطاة وهو الموت.
"لأَنَّ الْمَسِيحَ، إِذْ كُنَّا بَعْدُ ضُعَفَاءَ، مَاتَ فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ لأَجْلِ الْفُجَّارِ. فَإِنَّهُ بِالْجَهْدِ يَمُوتُ أَحَدٌ لأَجْلِ بَارّ. رُبَّمَا لأَجْلِ الصَّالِحِ يَجْسُرُ أَحَدٌ أَيْضًا أَنْ يَمُوتَ. وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا. لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ (أو بحياته فينا)!" (رومية 6:5-10)

رابعًا: يجب أن يكون راضيًا وراغبًا أن يدفع الدين. "نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ، احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ." (عبرانيين 2:12)

الشفيع الواحد
عندما يخطئ المؤمن لا يحتاج إلى وسيط أو مصالح، لأنه قد تصالح مع الله بموت المسيح الذي دفع عقاب الخطية، لكن، بعد إيمانه بالمسيح، يحتاج إلى شفيع وهذا ما كتبه الرسول يوحنا: "يا أولادي، أكتب إليكم هذا لكي لا تخطئوا. وان أخطأ أحد فلنا شفيع (وليس شفعاء) عند الآب، يسوع المسيح البار. وهو كفارة لخطايانا..." (1يوحنا 1:2-2) هنا يكتب الرسول يوحنا للمؤمنين "يا أولادي... إن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب." وبقوله "فلنا شفيع" يضمّ نفسه مع جميع المؤمنين لهذا الشفيع العظيم. لأننا جميعًا بالإيمان في عمل المسيح النيابي من أجلنا صرنا أولادًا لله. "وأما كل الذي قبلوه فأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله، أي المؤمنون باسمه." (يوحنا 12:1)

صفات الشفيع

أولًا: ينبغي على الشفيع أن يكون بارًّا بلا خطية. فبيلاطس غسل يديه وقال: "إني بريء من دم هذا البار." وكتبت له امرأته: "إياك وذاك البار." ويهوذا ألقى ثلاثين قطعة من الفضة وقال: "سلّمت دمًا بريئًا." وكتب بولس: "لأنه جعل الذي لم يعرف خطية، خطية لأجلنا." وكتب لنا بطرس يقول عنه: "الذي لم يفعل خطية، ولا وُجد في فمه مكر." (1بطرس 22:2) وقال الملاك للعذراء مريم: "القدّوس المولود منكِ يُدعى ابن الله."

ثانيًا: يجب أن يكون حيّ. "فمن ثمّ يقدر أن يخلّص أيضًا إلى التمام الذين يتقدّمون به إلى الله، إذ هو حيٌّ في كل حينٍ ليشفع فيهم." (عبرانيين 25:7)

ثالثًا: يجب أن يكون قد دفع عقاب الخطية بموته النيابي على الصليب نقرأ في رسالة بولس الرسول إلى صديقه فليمون عن أُنِسيموس العبد الذي سرق من سيده فليمون وهرب. ولكنه تقابل مع بولس الرسول الذي كلّمه عن المسيح وتاب. ثم طلب منه بولس أن يرجع إلى سيده فليمون فكتب لسيده ما يلي: "أَطْلُبُ إِلَيْكَ لأَجْلِ ابْنِي أُنِسِيمُسَ، الَّذِي وَلَدْتُهُ فِي قُيُودِي، الَّذِي كَانَ قَبْلاً غَيْرَ نَافِعٍ لَكَ، وَلكِنَّهُ الآنَ نَافِعٌ لَكَ وَلِي، الَّذِي رَدَدْتُهُ. فَاقْبَلْهُ، الَّذِي هُوَ أَحْشَائِي... لأَنَّهُ رُبَّمَا لأَجْلِ هذَا افْتَرَقَ عَنْكَ إِلَى سَاعَةٍ، لِكَيْ يَكُونَ لَكَ إِلَى الأَبَدِ، لاَ كَعَبْدٍ فِي مَا بَعْدُ، بَلْ أَفْضَلَ مِنْ عَبْدٍ: أَخًا مَحْبُوبًا... فَإِنْ كُنْتَ تَحْسِبُنِي شَرِيكًا، فَاقْبَلْهُ نَظِيرِي. ثُمَّ إِنْ كَانَ قَدْ ظَلَمَكَ بِشَيْءٍ، أَوْ لَكَ عَلَيْهِ دَيْنٌ، فَاحْسِبْ ذلِكَ عَلَيَّ. أَنَا بُولُسَ كَتَبْتُ بِيَدِي: أَنَا أُوفِي." (فليمون 10-19) نرى في هذا صورة لما يفعله الرب يسوع، إذ يتشفّع للخطاة التائبين طالبًا من الآب قائلًا: "إن كان [فلان] قد ظلمك بشيء، أو لك عليه دين، فاحسب ذلك عليّ. أنا يسوع سفكت دمي. أنا وفّيت."

رابعًا: قادر أن يرثي لضعفاتنا. "فَإِذْ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ عَظِيمٌ قَدِ اجْتَازَ السَّمَاوَاتِ، يَسُوعُ ابْنُ اللهِ، فَلْنَتَمَسَّكْ بِالإِقْرَارِ. لأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ. فَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً عَوْنًا فِي حِينِهِ." (عبرانيين 15:4-17)
إن الرب يطلب من كل مؤمن أن يأتي مباشرة إليه وليس إلى غيره، فهو الذي قال: "تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ." (متى 11:28)
صلاتي إلى الله أن تكون هذه الكلمات الكتابية سبب بركة لكل من يقرأها فيقبلون الكلام الموحى به من الروح القدس.

المجموعة: تموز (يوليو) 2021

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

95 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10624465