Voice of Preaching the Gospel

vopg

لقد ذهبت النسوة إلى القبر الذي وُضع فيه الرب يسوع والسؤال يجول في خاطرهنَّ: "من يُدحرج لنا الحجر عن باب القبر؟" (مرقس 1:16-8)
والشيء الغريب هو أن اليهود فطنوا لما ذكره الرب يسوع عن قيامته، بينما التلاميذ لم يذكروه.

فقد قال اليهود لبيلاطس الروماني: "يَا سَيِّدُ، قَدْ تَذَكَّرْنَا أَنَّ ذلِكَ الْمُضِلَّ قَالَ وَهُوَ حَيٌّ: إِنِّي بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَقُومُ"، فأرسل بيلاطس وختم الحجر بالشمع.
لقد تذكّر الأعداء قول المسيح والتلاميذ لم يتذكّروه، حتى لم يفكّروا أن المسيح سيقوم من الأموات بعد ثلاثة أيام، مع أنه قد قال لهم مرارًا وتكرارًا: "إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي النَّاسِ فَيَقْتُلُونَهُ. وَبَعْدَ أَنْ يُقْتَلَ يَقُومُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ."
حتى أن تلميذَي عمواس لم يصدّقا ما سمعا من بعض التلاميذ بأن الرب قد قام: "وَفِيمَا هُمَا يَتَكَلَّمَانِ وَيَتَحَاوَرَانِ، اقْتَرَبَ إِلَيْهِمَا يَسُوعُ نَفْسُهُ وَكَانَ يَمْشِي مَعَهُمَا. وَلكِنْ أُمْسِكَتْ أَعْيُنُهُمَا عَنْ مَعْرِفَتِهِ. فَقَالَ لَهُمَا: مَا هذَا الْكَلاَمُ الَّذِي تَتَطَارَحَانِ بِهِ وَأَنْتُمَا مَاشِيَانِ عَابِسَيْنِ؟ ... فَقَالاَ: الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ، الَّذِي كَانَ إِنْسَانًا نَبِيًّا مُقْتَدِرًا فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ. كَيْفَ أَسْلَمَهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَحُكَّامُنَا لِقَضَاءِ الْمَوْتِ وَصَلَبُوهُ. وَنَحْنُ كُنَّا نَرْجُو أَنَّهُ هُوَ الْمُزْمِعُ أَنْ يَفْدِيَ إِسْرَائِيلَ. وَلكِنْ، مَعَ هذَا كُلِّهِ، الْيَوْمَ لَهُ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ مُنْذُ حَدَثَ ذلِكَ."
كان كل تفكير التلميذين هو أنهما كانا يرجوان "أَنَّهُ هُوَ الْمُزْمِعُ أَنْ يَفْدِيَ إِسْرَائِيلَ. وَلكِنْ، مَعَ هذَا كُلِّهِ، الْيَوْمَ لَهُ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ مُنْذُ حَدَثَ ذلِكَ."
كان تفكير كل من هؤلاء يختلف عن الآخر!
كان السؤال آنئذٍ من يدحرج لنا الحجر عن القبر؟! والإنسان في هذه الأيام تقف أمامه حجارة كثيرة... فعندما تعترضه مشكلة ما يتساءل: ماذا سيحدث لي لو...؟! وكأن الرب غير موجود!
هناك خمسة أمور ساعدتني في الحياة:
أولًا: الله هو المهيمن والمسيطر على كل شيء في حياتنا.
ثانيًا: لله قصد من حياة كل واحد منا.
ثالثًا: لا يقدر إبليس أن يجرّبنا ما لم يطلب السماح من الرب.
رابعًا: لا يدعنا الله نجرَّب فوق ما نستطيع بل يجعل مع التجربة أيضًا المنفذ.
خامسًا: "نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ." لاحظ أنه لم يقل: "نحن نفهم"، بل "نحن نعلم".
كثيرًا ما تعترض الإنسان حجارة كبيرة تقضّ مضجعه وتعكّر صفو حياته فيتساءل: "من يدحرج لنا الحجر؟" عندما تجثم المشاكل على صدورنا، وتتحوّل الصدور إلى قبور، نتساءل:

من يُدحرج لنا...  1- حجر خطايانا؟
تشلّ الخطية إرادة الإنسان وتحرمه لذة الحياة. بعد أن قتل قايين أخاه هابيل صرخ قائلًا: "ذَنْبِي أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يُحْتَمَلَ". ثم قال داود الذي كان ينوء تحت ثقل خطيئته: "دَحْرِجْ عَنِّي الْعَارَ والإِهانَة". وكان يبلّل سريره بدموعه ويقول: "تحوَّلَتْ رُطوبَتِي إِلى يُبُوسَةِ الْقَيْظ".
من يدحرج عنا عار الخطية؟
لا تستطيع أعمالنا الحسنة أن تدحرج عنا عار خطايانا، لكن دم الرب يسوع المسيح ابن الله "يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خطيَّة." (1يوحنا 7:1)
يقول داود في مزمور 32: "طُوبَى لِلَّذِي غُفِرَ إِثْمُهُ وَسُتِرَتْ خَطِيَّتُهُ. طُوبَى لِرَجُلٍ لاَ يَحْسِبُ لَهُ الرَّبُّ خَطِيَّةً، وَلاَ فِي رُوحِهِ غِشٌّ." (مزمور 1:32)
"فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ." (رومية 1:5)

من يُدحرج لنا... 2- حجر آلامنا وأحزاننا؟
بعد أن صُلب يسوع كان التلاميذ حزانى، وكانت مريم المجدلية تبكي عند القبر، وكان تلميذا عمواس يمشيان عابسين.
لقد طغت الأحزان والآلام على التلاميذ كلهم. وكلنا يعرف معنى الأحزان والدموع التي ذرفناها... خصوصًا حين فقدنا شخصًا عزيزًا لدينا واريناه التراب... ثم رجعنا وقلوبنا منكسرة حزينة لا حول لها ولا قوة. لكن قيامة المسيح تؤكد لنا أن هؤلاء الذين فقدناهم رقدوا على رجاء. وما أصعب الحياة بدون رجاء! لكنهم رقدوا لا ليستقرّوا في قبر موحش مظلم بل ليعبروا إلى حياة أفضل.
ليس القبر مقرًّا بل ممرًّا نعبر فيه من هذه الحياة الفانية إلى الحياة الباقية.
قال المسيح لمرثا: "أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ." وقال: "إِنِّي أَنَا حَيٌّ فَأَنْتُمْ سَتَحْيَوْنَ." لذلك نقدر أن نهتف قائلين: "أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟" لأن المسيح المُقام يقدر أن يملأ القلب عزاءً ورجاء.

من يُدحرج لنا... 3- حجر خوفنا وعدم اطمئناننا؟
كان التلاميذ في العلية، والأبواب مغلَّقة بسبب الخوف من اليهود، ثم ظهر لهم المسيح المُقام، ووقف في الوسط، وقال لهم: "سَلاَمٌ لَكُمْ!". فلا مجال للخوف والاضطراب والقلق، لأن المسيح قد قام وبدّد غيوم خوفهم ومنحهم سلامًا.
في هذه الأيام كما في كل زمان ومكان، يعيش الإنسان في مخاوف كثيرة نذكر منها: مخاوف من الماضي بشروره ومفشّلاته... ومخاوف من الحاضر بهمومه ومشاكله... ومخاوف من المستقبل لغموضه وعدم طمأنيناته... وهناك مخاوف من الأمراض وتقلّبات الدهر... لكن المسيح المُقام غفر خطايا الماضي، والآن هو حيّ يقوّينا بوجوده معنا إذ قال:
"وَها أنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّام إِلَى انْقِضاءِ الدَّهْر"، وهو يضمن لنا المستقبل... إنه وحده الذي يستطيع أن يقول لنا: "لاَ تَضْطَرِبْ قلوبُكمْ. أَنْتُمْ تُؤْمنُونَ بالله فآمنُوا بِي."

من يُدحرج لنا... 4- حجر الحيرة وعدم الإيمان؟
لقد عاش توما أسبوعًا كاملًا ينوء تحت حجر الشك والحيرة وعدم الإيمان، وهو يتساءل: هل يُعقل أن المسيح قام؟ "إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ إِصْبِعِي فِي أَثَرِ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ يَدِي فِي جَنْبِهِ، لاَ أُومِنْ."
أنا أشكر الله لأن بطرس أنكر المسيح، وتوما شكّ به... والتلاميذ تركوه وهربوا... لأنه عندما تزداد الضغوط أمام أحد الإخوة المؤمنين وينكر المسيح يوجد له رجاء بالتوبة والرجوع إلى الرب.
الإنسان ضعيف، وإلهنا "يَعْرِفُ جِبْلَتَنَا. يَذْكُرُ أَنَّنَا تُرَابٌ نَحْنُ." ونحن في سيرنا في هذه الحياة، قد نشكّ في عناية الله، ومحبته، وحكمته، وكلمته، ونتساءل: لماذا يا رب "تَنْظُرُ إِلَى النَّاهِبِينَ، وَتَصْمُتُ حِينَ يَبْلَعُ الشِّرِّيرُ مَنْ هُوَ أَبَرُّ مِنْهُ؟"
تساءل آساف في القديم في المزمور 73 "أَمَّا أَنَا فَكَادَتْ تَزِلُّ قَدَمَايَ. لَوْلاَ قَلِيلٌ لَزَلِقَتْ خَطَوَاتِي. لأَنِّي غِرْتُ مِنَ الْمُتَكَبِّرِينَ، إِذْ رَأَيْتُ سَلاَمَةَ الأَشْرَارِ." ومع أنه توجد براهين عديدة عن صدق كلمة الله، لكننا قد نشك في نبوءات الكتاب المقدس، والرموز الكثيرة عن ولادة المسيح العذراوية، وحياته القدسية، وأعماله المعجزية، وذبيحته الكفارية، وقيامته التبريرية.
لقد ظن الشيطان أن المسيح قد انهزم ومات، وأنه هو الذي انتصر... ولكن، في أول الأسبوع، قام شمس البر من قبره ليشرق على العالم إشراقًا ليس له مغيب! وجاء صوت الملاك قائلًا: "لِمَاذَا تَطْلُبْنَ الْحَيَّ بَيْنَ الأَمْوَاتِ؟ لَيْسَ هُوَ ههُنَا، لكِنَّهُ قَامَ! وسؤالي لك هو: هل قبلت المسيح المُقام ربًّا ومخلصًا على حياتك؟

المجموعة: نيسان (إبريل) 2022

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

105 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10625046