Voice of Preaching the Gospel

vopg

نقرأ في رسالة كورنثوس الأولى 7:5-8 "لأَنَّ فِصْحَنَا أَيْضًا الْمَسِيحَ قَدْ ذُبِحَ لأَجْلِنَا. إِذًا لِنُعَيِّدْ لَيْسَ بِخَمِيرَةٍ عَتِيقَةٍ وَلاَ بِخَمِيرَةِ الشَّرِّ وَالْخُبْثِ بَلْ بِفَطِيرِ الإِخْلاَصِ وَالْحَقِّ".

كذلك نتعلّم من الكتاب المقدس أن سفك الدم ضروري لمغفرة الخطايا ، حيث نقرأ في الرسالة إلى العبرانيين 22:9 "وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ". وهكذا كان الحال قبل مجيء الرّب يسوع المسيح، حيث كان الناس يقدّمون ذبائح حيوانية ومحرقات من أجل التّكفير عن خطاياهم. ولكن عندما جاء الرّب يسوع، فإنّه: "بِهَذِهِ الْمَشِيئَةِ نَحْنُ مُقَدَّسُونَ بِتَقْدِيمِ جَسَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَرَّةً وَاحِدَةً. ... لأَنَّهُ بِقُرْبَانٍ وَاحِدٍ قَدْ أَكْمَلَ إِلَى الأَبَدِ الْمُقَدَّسِينَ. (عبرانيين 10:10 و14)
قبض جماعة من الخطاة على الرّب يسوع، وأسلموه إلى أيدي قيادتهم الدّينيّة، وهؤلاء بدورهم أسلموه للسّلطات الرّومانيّة، وصلبه جنودٌ رومانيون على صليب الجلجثة. وهناك على الصليب أتم الرّب يسوع عملية المصالحة بيننا نحن البشر الخطاة وبين الله أبينا السماوي. لقد حمل الرّب يسوع كل خطايا البشرية، وبدمه المقدس طهرنا من آثامنا، وأصبح فصحنا الأبدي وقرباننا السرمدي.
ما أعظم هذه الحقيقة: يسوع المسيح هو رب النجاة ونبع الحياة ورئيس السلام. هو قرباننا وفصحنا المقدم لأجلنا نحن الخطاة لكي ننال الحياة إذا آمنا باسمه. فالرّب يسوع المسيح هزم سلطان الخطية، وقدم جسده قربانًا للتّكفير عن خطايانا، ثمّ هزم سلطان الموت وقام في اليوم الثالث قيامة مظفرة، وهكذا أصبحت أعجوبة قيامة المسيح أعظم من أية عجيبة أخرى قام بها الرّب يسوع المسيح في حياته الأرضيّة.
كثيرًا ما نردد عبارة "المسيح قام" خاصة في عيد القيامة، ولكن قلما ندرك سلطان المجد والقوة والعظمة في قولنا هذا. لذلك يجب أن تكون قيامة المسيح رسالة حياتنا على هذه الأرض، فكما قام الرّب يسوع المسيح وكسر شوكة الموت، كذلك علينا أن نموت ونقوم معه. والموت مع الرّب يسوع لا يعني أن نموت بالجسد، بل يعني الموت عن الخطية، أي تجنبها ومحاربتها وعدم ارتكابها بقوة الرب يسوع المسيح الكائن بيننا بالرّوح القدس. الموت مع يسوع يعني السير في طريق رب المجد، أي في حياة البر والطّهارة والقداسة، والنتيجة لذلك ستكون بكلّ ثقة هي القيامة الأبدية مع الرب يسوع حيث أعد لنا كل البركات مما لم تره عين ولم تسمع به أذن.
يتجسد في موت وقيامة رب المجد يسوع المسيح رجاؤنا وهدفنا في الحياة. فلا حيرة ولا اضطراب، ولا احباط ولا فشل بعد اليوم. فما دمنا للمسيح، فإننا نؤمن أننا سنقوم مع يسوع إذا ما قبلناه ربًا ومخلصًا شخصيًا لحياتنا، معترفين له بخطايانا، وتائبين إليه توبة حقيقية، ما دمنا قد خلصنا وولدنا من فوق، فإننا مدعوّون إلى الفرح الدائم بالرب، وإلى تمجيد اسمه العظيم، وتقديم الشكر والصلاة له باستمرار.
منذ أن تجسّد رب المجد يسوع، أي منذ ولادته من القدّيسة مريم، اشتعلت المؤامرات ضده. فقد حاول الملك هيرودس أن يقتل يسوع الطفل، ثم لاحقه من ناصبه العداء من فرّيسيين وصديقين، وحاولوا قتله عدّة مرّات، وحرّضوا الجموع ضدّه، ولاحقوه أينما ذهب، حتى تم لهم أخيرًا القبض عليه على أثر خيانة أحد أتباعه، وصلبوه ظانّين أنهم انتصروا في معركتهم. ولكن الرّب يسوع المسيح أبطل شرورهم، وهزم جبروتهم، وداس على الشّيطان محرّكهم، وقام منتصرًا وبمجد عظيم.
كثر في أيّامنا أعداء الرّب يسوع المسيح، وهم اليوم يملكون قوة بطش أكبر كثيرًا من قوة أعدائه القدامى من رجال دين وحكمٍ وسياسة، وجميعهم يحاولون بشتى الطرق أن يقتلوا أتباعه بالسيف، وبنشر الرّذيلة والفساد، وبالحكمة الأرضية الباطلة وفلسفات وفكر العالم، أو بتحريف كلامه مرات كثيرة. ولكنهم جميعًا سيهزمون كما هزم سلفهم، فربّنا يسوع المسيح قام مرة من الموت وإلى الأبد، وهو حي في قلوب محبيه ليشفع فيهم ويعطيهم القوة والسلطان في هذا العالم. لذلك لا نستغرب عندما نرى أن كل مؤمن محب للرّب يسوع المسيح يجاهر بقوة عمل الرّب يسوع، ويردّد قائلًا: " مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لا أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. أَمَّا الْحَيَاةُ الَّتِي أَحْيَاهَا الآنَ فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهَا بِالإِيمَانِ فِي ابنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَبَذَلَ نَفْسَهُ عَنِّي (غلاطية 2: 20). وهذا الإيمان بقوة المسيح المنتصر يعطي محبيه وكنيسته في عالم اليوم العزيمة الراسخة لكي يعملوا بكل حبٍّ وتكريسٍ ونشاطٍ من أجل ملكوت الله العتيد والقريب.
صلاتي في ذكرى موت وقيامة رب المجد يسوع أن يدرك العالم أجمع عظمة مجده وسلطانه المتجسد في قيامته المظفرة من الموت، وأن يتوبوا عن خطاياهم، ويسبحوا الرب إلههم ويشكروه دومًا على كلّ نعمه وبركاته.
كذلك أصلّي أن لا يجزع ولا يرتعب النّاس عندما تأتي ساعة موتهم، بل أن يعلموا بأنّ الرّب يسوع يحبّهم، وأنه إنما جاء من أجلنا جميعًا نحن البشر الخطاة كي يخلصنا ويعطينا الحياة والحياة الأفضل.
لا تخف ولا تقسي قلبك أمام صوت الرب القائل لك تعال أيها المتعب والثقيل الأحمال، فراحتك هي عندي، والرّاحة التي أعطيك إياها ليست مثل راحة هذا العالم الشهوانية الباطلة، بل هي راحة أبدية تدوم وتدوم، راحة مع أبينا السماوي، حيث لا خوف ولا مرض ولا موت ولا هزيمة، بل انتصار على شرور العالم وأباطيله.
لنتقدم إلى الرب يسوع في ذكرى قيامته، ونطلب منه أن يقيمنا من الموت الذي نعيشه في حياة الخطية، وبذلك ننزع إنساننا العتيق ونلبس إنسانًا جديدًا، إنسانًا يحب الرب ويسمع صوته ويعيش بحسب إنجيله المقدّس.

المجموعة: نيسان (إبريل) 2022

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

151 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10627972