Voice of Preaching the Gospel

vopg

إن حياة القداسة المسيحية هي رحلة طويلة تدوم مدى الحياة، تبدأ من لحظة اختبارنا الولادة الثانية وتستمر حتى آخر لحظة في حياتنا على الأرض.

عندما نولد ثانية، يبدأ الله فينا بقوة الروح القدس عملية تغيير شاملة، لنصبح أكثر شبهًا بيسوع في أفكارنا أولًا، ومن ثم في مواقفنا، وطموحاتنا، وتصرفاتنا، وعلاقاتنا.
يستخدم الله وسائل كثيرة لإنجاز هذا التغيير فينا، وتشمل تلك الوسائل، اختباراتنا اليومية واجتيازنا عقبات وضيقات كثيرة، وانتصارات وسقطات روحية، وآلام وأحزان ومعاناة وشعور بالرفض، واختبار الاتكال على الجسد والخذلان والإحباط من الناس، لنتعلم قيمة الاتكال على الرب وحده، وغيرها من الامتحانات والتجارب ومشورة الأصدقاء المؤمنين، واختبار النجاح والفشل، وكذلك الدروس التي نتعلمها من دراسة كلمة الرب وسماع المواعظ. إن عملية التقديس لا تحدث دفعة واحدة، بل هي عملية تدريجية يستخدم العهد الجديد العديد من التعابير والصور المجازية لوصفها مثل: النضج، والنمو الروحي، والسلوك بالروح، وخلع الإنسان العتيق ولبس الجديد، والركض للفوز بالإكليل "هكذا اركضوا لكي تنالوا. وكل من يجاهد يضبط نفسه في كل شيء." أو كجندي يحتمل المشقات. "ليس أحد وهو يتجنّد يرتبك بأعمال الحياة لكي يرضي من جنّده." وأيضًا يستخدم العهد الجديد صورة الحرّاث "يجب أن الحرّاث الذي يتعب، يشترك هو أولًا في الأثمار."
في الفصول الثلاثة الأخيرة 4-6 ينتقل بولس إلى شرح وتوضيح كيفية تطبيق الحقائق الإلهية على أرض الواقع. فيحثّ المؤمنين على اتخاذ خطوات عملية، ويكرر استخدام كلمة "اسلكوا" 8 مرات ابتداء من الفصل الرابع، وغيرها من أفعال الأمر العملية. "فأطلب إليكم... أن تسلكوا كما يحقّ للدعوة التي دُعيتم بها. بكل تواضع، ووداعة..." "لا تسلكوا في ما بعد كما يسلك سائر الأمم أيضًا ببطل ذهنهم." "أن تخلعوا من جهة التصرّف السابق الإنسان العتيق الفاسد بحسب شهوات الغرور، وتتجدّدوا بروح ذهنكم، وتلبسوا الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله في البر وقداسة الحق. لذلك اطرحوا عنكم الكذب، وتكلَّموا بالصدق كل واحد مع قريبه." "فكونوا متمثّلين بالله كأولادٍ أحباء، واسلكوا في المحبة كما أحبّنا المسيح أيضًا..." أفسس 15:5-16 و18 "فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق، لا كجهلاء بل كحكماء، مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة... ولا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة، بل امتلئوا بالروح." فالقداسة تشمل كل مناحي حياتنا اليومية وعلاقاتنا، فيكتب بولس "أيها النساء اخضعن لرجالكنّ كما للرب." "أيها الرجال، أحبّوا نساءكم كما أحبّ المسيح أيضًا الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها." "أيها الأولاد، أطيعوا والديكم في الرب... أيها الآباء، لا تغيظوا أولادكم، بل ربّوهم بتأديب الرب وإنذاره... أيها العبيد، أطيعوا سادتكم حسب الجسد... وأنتم أيها السادة، افعلوا لهم هذه الأمور، تاركين التهديد..."
كمؤمنين، يجب أن نعلم جيدًا أن حياة القداسة ليست خيارًا، بل هي أمر إلهي صريح، ووصية واضحة: "كونوا قديسين لأني أنا قدوس." (1بطرس 16:1) هذا يعني أن كل مؤمن حقيقي هو مسؤول شخصيًا عن سلوكه اليومي في القداسة، ونموّه ونضجه الروحي في حياة الإيمان، لا يستطيع أحد أن يجعلك تنمو وتنضج روحيًا. إنه قرارك ومسؤوليتك اليومية. لا توجد هناك وصفة جاهزة من عدة نقاط نطبقها فنسلك آليًا في حياة القداسة، ولا يوجد طريق مختصر للنضج والنموّ الروحي، بل هناك عملية طويلة شاقة، ومبادرة فردية يجب علينا اتّخاذها كل يوم. وفيما يلي نذكر بعض الخطوات التي يجب اتباعها يوميًا كوسائط للنعمة:

1- دراسة كلمة الله يوميًا، لمعرفة هويتنا ومقامنا وامتيازاتنا في المسيح، وتصديق كل ما يقول الله عنا من ألقاب: كقديسين، وأولاد الله، وشركاء الطبيعة الإلهية، وأننا هيكل الله ورعية مع القديسين، وجالسون مع المسيح في السماويات، وأعظم من منتصرين وغيرها... احفظ هذه الوعود والحقائق واختزنها في فكرك. المبدأ هنا: كلّما كانت معرفتك عن الله وعن نفسك قليلة، كان إيمانك ضعيفًا، وسوف تُهزم أمام عدوّك، وتفشل في طريق القداسة. ولكن كلّما ازدادت معرفتك من الكتاب المقدس، عن الله وعن مقامك وهويّتك في المسيح، يزداد إيمانك وانتصارك، ونجاحك في طريق القداسة.

2- حافظ على علاقة وشركة مع الله من خلال التواصل معه بالصلاة. عندما تبدأ بذلك سوف تواجهك كل أنواع الضغوط والمعطلات، وتشتيت الذهن، ولكن تابع ذلك وركِّز على شخص المسيح، تحدث مع الله في كل فرصة وفي كل الظروف، ارفع قلبك وخاطب الله، ليس المهم كم تصرف من الوقت، بل أن تحافظ على تواصل مستمر مع الله.
3 إن حياة القداسة هي عملية مستمرّة متكرّرة لخلع الإنسان العتيق ولبس الجديد، فلو فشلت مرة أو مرتين أو عشرة، لا تيأس ولا تستسلم. بل عند سقوطك في أي خطيئة صغيرة أو كبيرة، اعترف بها مباشرة واطلب تطهيرًا بدم المسيح، وتابع مسيرك، وتذكّر الآيات التي تشجع على الاستمرار في ميخا 8:7 "لا تشمتي بي يا عدوّتي، إن سقطت أقوم." وفي أمثال 16:24 "لأن الصّدِّيق يسقط سبع مرات ويقوم..." وكلّما واجهتك مشكلة أو تجربة تذكّر فورًا وعود كلمة الله حول هويتك ومقامك في المسيح.
الخلاصة: نكتشف أن حياة القداسة تشمل عملية طويلة تستمر مدى الحياة، ليتطابق سلوكنا مع هويتنا الحقيقية في المسيح. إن أساس نجاحنا ونضجنا في حياة القداسة والنمو الروحي يبدأ بفهم هويتنا في المسيح والتصرّف على هذا الأساس في حياتنا اليومية. جوهر الانتصار في الحياة المسيحية يكون بالإيمان بما هو حقيقي سلفًا عن هويتنا في المسيح.

المجموعة: نيسان (إبريل) 2022

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

144 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10628290