Voice of Preaching the Gospel

vopg

في الكتاب المقدس باقة من الأسماء والألقاب التي أُطلقت على المسيح كلُّ واحدةٍ منها تستحقُّ الوقوف عندها للتأمّل!

والاسم أو اللقب هو خير دليلٍ للتعرّف على صاحبه. فما بالك عندما يكون الاسم أو اللقب هبة من السماء ليدلّ على صفة فيه أو سمة من سماته توضّح المهمّة المُسندَة إليه. وكل اسمٍ أو لقبٍ أُطلق على المسيح، لا يخرج عن هذا الإطار! أشير هنا إلى اسم "يسوع"!
أوّل من أطلق هذا الاسم على المسيح هو الوحي بلسان الملاك الذي ظهر للعذراء مريم وبشّرها بأنها اخْتِيرت من الله لتكون أمًّا للمسيح الموعود وهي في عفَّة عذراويتها. وبعدما استوضحت العذراء الخبر من الملاك واطمأنّت بأن شرفَها مصون، قبلت بما أُبلغت به وقالت: "هوذا أنا أمة الرب. ليكن لي كقولك." وبقي السرّ في قلبها، فلم يكن من السهل عليها أن تُخبر خطيبها يوسف بما جرى، فتركت الأمر للرب، والرب كفيل بتوضيح الأمر له في الوقت المناسب!
وبعد أشهر قلائل ظهرت علامات الحبل على خطيبة يوسف فارتبكَ، وهاله الأمر وتساءل فيما يمكن أن يعمله... وبينما هو في هذه الحيرة، ظهر له ملاك الرب في حلمٍ وقال له: "يا يوسف ابن داود، لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك (المخطوبة). لأن الذي حُبِل به فيها هو من الروح القدس. فستلد ابنًا وتدعو اسمه "يسوع". لأنّه يُخلص شعبه من خطاياهم."
نلاحظ هنا أن اسم يسوع، أطلقته السماء على وليد العذراء، ولم يأتِه من بشر، فهو اسمٌ نطق به الوحي، فلا يجوز التلاعب به أو تحويره، ولا سيّما أن الاسم جاء مرتبطًا بالمهمة التي سيقوم بها مولود العذراء، وهي خلاص شعبه من خطاياهم؛ إذ أن كلمة [يسوع] مُترجمة بدقّة من الأصل العبري وتعني "مُخَلِّص". فالوحي هناك ربط بوضوح بين الاسم وما سيقوم به صاحبه. فلا يمكن التصرّف باستبداله بحروفٍ أو كلماتٍ تُخرجه عن إطار الهدف الذي يعنيه. فاسمه "يسوع" اسمٌ مقدّسٌ لربِّ المجد، يخصّه وحده، ولا يشاركه به غيره! ومن هنا فالمسيحيّون لا يُطلقون اسم يسوع على أبنائهم، لأنه اسم ملكيّ خاص بالحضرة الإلهية، يحترمونه ولا يجوز لغيره من الناس.
فالمهمة التي جاء المسيح لأجلها هي خلاص النفوس من عدوٍّ سكن دماءهم منذ سقطة آدم في معصية الله. (سفر التكوين أصحاح 3) وما نتج للبشرية بعد السقوط من لوثة أصابت الطبيعة البشرية ظهرت أولى نتائجها في سلوك أحد أبناء آدم [قايين] الذي غضب من أخيه [هابيل] فقتله لسبب كان يمكن التجاوز عنه! فكانت تلك هي أول جريمة قتل في تاريخ البشرية بعد أن لوّثتها خطية السقوط! وجرى بعدها ملايين الجرائم والمعاصي الماثلة أمامنا اليوم وعبر كل التاريخ. فالمستوى الأخلاقي الذي كان عليه آدم قبل السقوط قد تلوّث بخطيّته وانتقل لأبنائه من بعده، فجلبت على نسله عبر الأجيال ما جلبته من شرور ومظالم وأحزان، وفجّرت حروبًا ونزاعات وهزائم يصعب حصرها. فالإنسان الذي خُلق على صورة الرحـ~من، لم يعد يتمتّع بالصورة الجميلة التي كانت لآدم قبل السقوط.
ولأن عدالة الله لا تنتقص، طُرد آدم من الجنة وطُردنا معه لنعيش في أرض منفى ملوَّثة بالفساد، وخسرنا العشرة الطيّبة مع الله في جنةٍ كلُّها نقاء كان يُمكن أن نتمتّع بها لولا عمليّة السقوط، ولم يعدْ بإمكاننا العودة لجنّةٍ طُردنا منها دون إصلاح الخلل.
ومع كون الله إله عادل، لكنه محبّ ورحيم أيضًا، ولذلك نراه بعد لحظة السقوط مباشرة أعلن عن خطةٍ لخلاص الإنسان ممّا وقع فيه، فوعد بمجيء من يسحق رأس الشيطان الذي تسبّب بسقطة أبوينا، فأشار إلى هذا المنقذ الآتي بأنه من [نسل المرأة]. (تكوين 15:3) وفي ملء الزمان جاء المسيح ابن مريم مولودًا من عذراء عفيفة لخلاص البشرية، فنادى وعلّم وصنع ما صنع من معجزات تُظهر جلال مجده، ثم قدّم نفسه فِديةً عن كلّ من يريد النجاة، فصُلب وسال دمه للتكفير عن خطايانا، وفي اليوم الثالث قام من الموت فكسر شوكة إبليس عدوّ البشرية، ورآه تلاميذه وجموع كثيرة بعد القيامة. فبصليبه الكفاري أخذ العدل الإلهي حقَّه من فدية المسيح، وانفتح باب الرجاء بمصالحة الإنسان مع الله على حساب دم الصليب، وهذا ما جاء المسيح لأجله. فالخلاص من الخطية ومن دينونة الخطية وعقابها، هو من اختصاصه وحده - لا خلاص بغيره - لا يشاركه به أحد. فاسمه يسوع، لأنه يخلّص شعبه من خطاياهم.
هنا نقول: "مُخطئٌ، ومُخطئٌ جدًا من يطلب الخلاص من غيره. فتلك مُخالَفَة صريحةٌ لإنجيل الحقّ الذي يقول في أعمال الرسل 12:4 "وليس بأحد غيره الخلاص. لأن ليس اسمٌ آخر تحت السماء، قد أُعطي بين الناس، به ينبغي أن نخلص."
فلا خلاص ولا تحرير للإنسان من خطاياه بغير يسوع. فهو وحده من قدّم ثمن خلاصنا بموته على الصليب. وهو وحده من يقدر أن ينادي الشعوب لتُقبِل إليه وتنال الخلاص، فقال: "تعالوا إليَّ يا جميع المُتعبين والثقيليّ الأحمال (بسبب خطاياهم)، وأنا أريحكم." (متى 28:11)
وهو وحده من دعا وما زال يدعو كلّ المُتعبين بسبب خطاياهم بقوله "تعالوا إليّ..." وقال أيضًا: "هنذا واقف على الباب وأقرع. إن سمع أحد صوتي وفتح الباب، أدخل إليه وأتعشّى معه، وهو معي." (رؤيا 20:3)
لا بدّ من الإشارة هنا أن ملايين لا حصر لها من كل الشعوب والأمم والألسنة عبر كل العصور من نالوا هذا الاختبار، وحصلوا على الخلاص بيسوع، وتذوّقوا حلاوة الخلاص، وعاشوا وشهدوا، ويشهدون بفرح غامر عن اختبارهم، وداسوا إبليس تحت أقدامهم وغلبوه بدم يسوع، فقال عنهم: "وهم غلبوه بدمِ الخروف (يسوع) وبكلمة شهادتهم..." (رؤيا 11:12)
الحقيقة تُقال إن نسبة عالية من هؤلاء جاءوا من خلفيات دينية من خارج الوسط المسيحي، ويتزايدون يومًا بعد يوم. إن باب الخلاص مفتوح لجميع الأمم... وهو سبق وقال مشيرًا إلى شعوب الأرض فاتحًا لهم فرصة النجاة فقال: "ولي خراف أخر ليست من هذه الحظيرة (أي ليست أصلًا من الدائرة المسيحية)، ينبغي أن آتي بتلك أيضًا فتسمع صوتي، وتكون رعيةٌ واحدةٌ وراعٍ واحدٌ." (يوحنا 16:10) وأكّد في مكانٍ آخر: "بيتي بيت الصلاة يُدعى لكلّ الشعوب." فالمسيحية لكل شعوب الأرض، وخلاص المسيح لكل من يُقبل إليه. (إشعياء 7:56؛ مرقس 17:11) فما نتعلّمه من كلمة الله في الكتاب المقدس أن شرط الخلاص من الخطية هو باللجوء ليسوع المخلص الذي وحده دفع ثمن الغفران.
قارئي الكريم، إن كنت تحسب نفسك من شعبه، فهل خلصت من خطاياك؟ هل تمتّعت بغفرانه؟ إن اسم "يسوع" يُبهجُ القلب! وفسّر الوحي ذلك حين قال: "... وتدعو اسمه يسوع. لأنه يُخلّص شعبه من خطاياهم."
فهل خلصت؟ وهل تتمتّع الآن بعلاقةٍ شخصية معه؟ لا يكفي أن تنتمي لطائفة مسيحية، بل يلزمك أن تدخل في علاقة شخصية مباشرة مع الرب "يسوع" المسيح لتنعم بخلاصه. عندها ستكون بركة وسبب خلاص لآخرين عندما يروا التغيير واضحًا في حياتك.
لاحظ معي ما عبّر عنه إشعياء - المُلقّب بالنبي الإنجيلي - وهو يتحدّث عن البهجة التي ينالها الفرد عندما يفتح قلبه للمسيح إذ يقول: "فرحًا أفرح بالرب. تبتهج نفسي بإلهي، لأنه قد ألبسني ثياب الخلاص. كساني رداء البر، مثل عريسٍ يتزيَّن بعمامة، ومثل عروس تتزيَّن بحليِّها." (إشعياء 10:61) هذه البهجة هي من حقك إن فتحت قلبك للمسيح.
فإن كنت لم تختبر هذا الفرح وهذه البهجة فلماذا تؤجّل؟ اطلبه الآن لتتمتّع بخلاصه ولن تندم!

المجموعة: أيار (مايو) 2022

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

237 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10631200