Voice of Preaching the Gospel

vopg

ورد اسم عازر أربع مرات في الكتاب المقدس: مرتين في سفر أخبار الأيَّام الأوَّل ومرتين في نحميا. ومعناه بحسب قاموس الكتاب المقدس هو "عون".

كم تعزّيت من هذا المعنى تعزية ليست بقليلة، فقد ذكّرني هذا المعنى بقول الوحي المقدس في إحدى ترنيمات المصاعد: "أَرْفَعُ عَيْنَيَّ إِلَى الْجِبَالِ، مِنْ حَيْثُ يَأْتِي عَوْنِي! مَعُونَتِي مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ، صَانِعِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ." ويقول كاتب الرسالة إلى العبرانيين: "لأَنَّهُ قَالَ: «لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ» حَتَّى إِنَّنَا نَقُولُ وَاثِقِينَ: «الرَّبُّ مُعِينٌ لِي فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُ بِي إِنْسَانٌ؟»" وسأتحدّث عن العون الإلهي في ثلاث كلمات:

أولاً: حاجة شديدة
نحتاج إلى معونة الرب ونحن نسير في هذه البرية التي تعترضنا فيها ثلاثة أمور:

1- حروب: ونحن سائرون في برية هذا العالم تُشنّ علينا حروب شعواء ليست جسدية من بشر ولكن حروبًا روحية "فإن مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ." يحاربنا لأننا كنا معه وخرجنا وأصبحنا تابعين للرب يسوع. وهو يستخدم أقوى أسلحته وأعتى جنوده... يستخدم سهامًا ملتهبة (محمّاة لدرجة الاحمرار) وهو كأسد يجول ملتمسًا من يبتلعه هو – الشيطان عدوّ متبجّح ذهب وحارب ربّ المجد يسوع وليس مرة بل مرات (وفارقه إلى حين).

2- كروب: نحن نسير في بريّة الآلام. نستطيع أن نقول مع عروس النشيد "لأن الشمس قد لوّحتني". يقول الوحي في سفر أيوب: "الإِنْسَانَ مَوْلُودٌ لِلْمَشَقَّةِ..." ثم "الإنسان مولود المرأة، قَلِيلُ الأَيَّامِ وَشَبْعَانُ تَعَبًا." "وُهب لكم لا أن تؤمنوا به فقط بل أن تتألّموا أيضًا لأجله." ويقول الرب يسوع بفمه الطاهر: "في العالم سيكون لكم ضيق." لما سأل فرعون يعقوب عن سنّه قال: "قَلِيلَةً وَرَدِيَّةً كَانَتْ أَيَّامُ سِنِي حَيَاتِي."

3- سقطات وعيوب: ليس الإنسان معصومًا بل سقوطه وكبوته زلاته وعيوبه - قد يتكلم كثيرًا و"كثرة الكلام لا تخلو من معصية". أحيانًا نهمل الصلاة وقراءة الكتاب المقدس - يجب أن نصلّي مع داود قائلين: "اجعل يا رب حارسًا لفمي. احفظ باب شفتيّ." "لتكن أقوال فمي وفكر قلبي مرضية أمامك يا رب." قال يوحنا: "يا أولادي، أكتب إليكم هذا لكي لا تخطئوا. وَإِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ..." لذلك نحن في حاجة شديدة لمعونة الرب لأننا في حروب وكروب وسقطات وعيوب.


ثانيًا: معونة أكيدة

يقدّم الرب لنا المعونة الأكيدة:

1- بوجوده معنا: ووجوده معنا هو أعظم معونة يقدمها الرب للإنسان. قال الرب يسوع: "وها أنا معكم كل الأيام." إنه معي ليعينني وها أنا معك لأحفظك حيثما تذهب.

2- بجوده: "ما أعظم جودك الذي ذخرته لخائفيك!" لَوْلاَ أَنَّنِي آمَنْتُ بِأَنْ أَرَى جُودَ الرَّبِّ فِي أَرْضِ الأَحْيَاءِ." جود الرب: أي كرمه وسخاءه. يقول الوحي المقدس في نبوة إرميا: "ويجرون إلى جود الرب... يشبع شعبي من جودي."
3- بوعوده: قدّم الرب لنا معونة بوعوده العظيمة والكثيرة - هي كثيرة عن أن تُحصى أو تُعدّ، وصفها الرسول بطرس بأنها عظمى وثمينة. عظمى لأنها من الإله العظيم، وثمينة لأنها تتناسب مع احتياجاتنا. طلب بطرس معونة الرب عندما بدأ يغرق. لو قال له الرب سأعطيك لؤلؤة غالية جدًا، لكان بطرس يقول له: أريد أن أنجو من الغرق.

ثالثًا: صفات مجيدة لإلهنا

1- محب: يحب العالم كله "هكذا أحبّ الله العالم..." بيّن محبته "لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا." يحبّ أتباعه محبة خاصة إذ أحبّ خاصته إلى المنتهى... من يحبني يحبّه أبي وأنا أظهر له ذاتي.

2- رحوم، طويل الروح وكثير الرحمة. "كما يترأّف الأب على البنين يترأف الرب على خائفيه." لقد غضب يونان من رحمة الرب كما نقرأ في الأصحاح الرابع من سفره... الشيء الذي كان يجب أن يفرحه كان سببًا في حزنه وغمّه. شكرا للرب لأنه رحوم.

3- سخي، يقدِّم لنا العون والمعونة بسخاء. إنه يفعل أكثر جدًا مما نطلب أو نفتكر.
طلب أحد الفقراء من شخص غني جدًا جنيهًا واحدًا فأعطاه 100 جنيه. فقال له: أنا محتاج فقط إلى جنيه واحد. فأجابه: أنت تطلب حسب حاجتك لكنني أنا أعطي بحسب غناي.

4- ساهر لا ينام، ويقدم لنا العون الإلهي في أي وقت نحتاجه... عونًا في حينه.
يجب على كل مؤمن أن ينصب حجر المعونة ويقول: "إلى هنا أعاننا الرب."

المجموعة: آب (أغسطس) 2023

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

224 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10628518