Voice of Preaching the Gospel

vopg

كانت بداية هذا العام ٢٠٢٣ عام أمطار وثلوج غير عاديّة على ولاية كاليفورنيا وحدث أنّ مياه الأمطار بدأت تشكّل سيولًا جارفة خطيرة.

وفي صباح اليوم الخامس من شهر يناير، يوم الخميس، كان أحد المساكين عالقًا وسط نهر اسمه (ڤنتورا) Ventura وهو لا يعرف ماذا يفعل أو كيف يستغيث وكل أمله أن تهدأ الرياح وقوة النهر الجارف. كان متمسكًا بحزمة صغيرة من شُجيرات الخيزران!
ولكن مع تقدّم الوقت هاجت المياه ووصلت إلى حقويهِ وبدأ التيار يهدّد حياته وهو عالم أنه لا يستطيع أن يُنجّي نفسه، ولكن شكرًا للعناية الإلهية التي تدخّلت لتخليصه؛ فقد كان في المنطقة طائرة تبحث عن محاصَرين بسبب السيول الجارفة، وفجأة نزل المنقذ بحبل من المروحيّة مخاطرًا بحياته من أجل نفس عزيزة.
كان الرجل بقبعته الجميلة مُنهك القوى وفي ضعفٍ شديدٍ لا يقدر أن يمسك بيد المنقذ ويخاف أن يترك حزمة الخيزران ولكنه اقتنع في لحظة حاسمة أنه لكي يَخلص عليه أن يثق بما يقوله المنقذ. وبعد أن فتح ذراعيه وسلّم أمره ليد المنجد، قام بربطه بحزام ولكي يتأكد المنقذ أنه لن ينزلق من الحزام أحاطه بذراعيه القويّتين، وفي لحظة الإنقاذ من المياه الطامية جاء تيار قوي كاد أن يُغرق كليهما فحلّقت المروحية عاليًا والمنقِذ متمسّك بشدة بذلك المسكين المنتشَل من طين المياه، منتشل من الموت... وبعد ذلك يُظهِر الفيلم لقطة لذلك الرجل وهو قرب سيارة إسعاف وقد تأكد أنه بسلام وفي حالة جيدة والابتسامة على وجهه.
هذه القصة الحقيقية هي صورة مُصغّرة لنا نحن الذين تم إنقاذنا بواسطة المنقذ السماوي الذي نزل من السماء ربنا ومُخلّصنا يسوع المسيح الذي قال عن نفسه كثيرًا بأنه نزل من السماء... وأنه هو الذي قال لموسى: "سمعتُ صراخهم... فنزلتُ لأنقذهم". ونحن كذلك كنا أيضًا في مِصيدة التيارات الجارفة أي تيارات الخطايا بكل حمأتها التي تجرف ونهايتها الهلاك الأبدي.
وكُنا مثل ذلك الرجل في ورطته مُعذّبين وضعفاء ومتمسّكين بأمور لا تقدر أن تُخلّصنا أو تنقذنا. فكم من خطاة لا يزالون متشبّثين بأمور قد يظنون أنها تستطيع أن تنجّيهم. فما هي حزمة الخيزران التي تُعيقنا عن النجاة؟ هل هي رؤيتنا أننا أفضل من الآخرين: لم نسرق... لم نقتل... لم نزن؟ إنها نظرة المتديّن ظاهريًّا الذي يحتقر الآخرين (لوقا ٩:١٨-١٤) لأنه يظن أنه متمسّك بحزمة من الطقوس الدينية. هذه كلّها مثل صديقنا بقبعته الجميلة الذي كان متمسكًا بشجيرات الخيزران والمياه الطامية تلاطم جسده وهو يدرك أنه في طريق الهلاك.
عندما شاهدتُ لحظات إنقاذ ذلك الإنسان المهدد بالمياه الطامية، تمنّيتُ أن ألتقي به، لأني سأقول له: "مبروك على سلامتك ومبروك لأنه تم إنقاذك من الموت." وسأتركُ معه هذا السؤال المصيري: هل أنت مُنقَذٌ من الموت الأبدي في جهنم؟
عزيزي القارئ، اسأل نفسك بأمانة: هل يسوع هو مُنقذِكَ من الهلاك الأبدي؟ هل يسوع هو مُنقِذكَ من طين الخطية؟ الإجابة بسيطة جدًا: إما أن تكون مُنقَذًا وتفرح وتشكر الله أو أنك لا تزال متمسّكًا بحزمة من العقائد أو الطقوس وأنت لا تزال في طريق تيّار الخطية الجارف الذي نهايته الهلاك الأبدي.
ومِثلما سلّم ذلك المسكين أمره للمنقذ الذي أمسك به ووضعه في مكان آمن، تعال الآن إلى المنقذ الحقيقي الذي نزل من السماء ليس ليخاطر بحياته، بل بذل نفسه لأجلك على الصليب. إنه يريد أن يحتضنك برباط محبته اللامتناهية وبقدرته الفائقة يمسك بيدك فلن تسقط من بين يديه ولا أحد يقدر أن يخطفك منه. فهو مات من أجلك على الصليب حاملًا خطاياك لكي ينقذك من هوة الجحيم الأبدي. ثق، إنه يناديك! وبمحبته العظيمة يُحاصرك من كل ناحية لكي تعلم أنه هو الذي ينزل إليك ويُنجيك من طين الخطيّة. إن يسوع يحبِّكَ إلى المنتهى... إلى منتهى ما أوصلتك إليه الخطيّة إلى هذه اللحظة، وأنت بنفسك لا تستطيع أن تنقذ نفسك لا من دينونة الخطيّة ولا من عواقبها. لهذا ثق في محبته العظيمة لك، إنه يناديك ببشارة فرح برسالة السماء التي تخبرك بأنّ المنقذ قد جاء من أجل محبته لك... تقيّد فوق الصليب ومات حاملًا خطاياك لكي تنجو أنت، وكل ما عليك أن تفعله هو أن تدرك يقينًا أنه لا خلاص لك إلا بالمخلّص الوحيد يسوع.
عزيزي القارئ، لتكن صرخة قلبك: "يا رب نجّني!" فهو يريد أن يحيطك بحزام محبته لأنه هو فاديك... هو منقذك الوحيد! ضع ثقتك وإيمانك بما صنعه الرب يسوع على الصليب وكما فتح ذلك الرجل يديه لكي يحيط به ذلك المنقذ، افتح قلبك للرب يسوع المنقذ لنفسك وروحك وجسدك فتجد نفسك راسخًا في خلاصٍ كاملٍ وأبديٍّ ومقيم في نعمة غنية متهلِّلا بيسوع وقائلًا: "أحبُّكَ يا ربّ يا قوَّتي! الرب صخرتي وحصني ومنقذي... أعظِّمك يا ربي يسوع لأنك نشلتني، تَعلّقتُ بك فنجيتني وبترانيم بهجة النجاة تُطوّقني. لك الشكر يا منقذي يسوع، آمين."
"لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية." (يوحنا ١٦:٣)

المجموعة: نيسان (إبريل) 2023

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

251 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10631360