Voice of Preaching the Gospel

vopg

"اُذْكُرْ يَسُوعَ الْمَسِيحَ الْمُقَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ." (2تيموثاوس 8:2)
توجد أمور لو تذكرناها

لا تفيدنا شيئًا لأن تذكّرها أو نسيانها سيَّان، وأمور أخرى لو تذكرناها سيصيبنا الضيق والحزن والاكتئاب... ولكن هناك أمور لو تذكرناها تتولّد فينا قوة وشجاعة وفرح وسلام وعلى رأسها أن نذكر يسوع المسيح المُقام من الأموات.
يحاول الشيطان جاهدًا أن يبعدنا عن هذا التذكّر، وقد يذكرنا فقط بيسوع الذي لم يقدر أن يمنع الناس عن وضع إكليل الشوك على رأسه، وعن جلده، وضربه بالقصبة على رأسه، ولم يمنع الناس عن صلبه، ويذكّرنا بموته ودفنه فقط. وبذلك يبعدنا عن حقيقة قيامة المسيح المجيدة.
أوصى الرسول بولس تلميذه تيموثاوس قائلاً: "فتقوّ أنت يا ابني بالنعمة..." وحدّثه عن الأمر الذي يقوّيه بالنعمة قائلاً: "اُذْكُرْ يَسُوعَ الْمَسِيحَ الْمُقَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ." لأن هذه الذكرى النافعة تمتّعنا ببركات كثيرة أذكر منها:

أولاً: ترفعنا

إن تذكُّر الرب يسوع المسيح المُقام من الأموات يرفعنا فوق كل الظروف... يرفعنا فوق المخاوف والأحزان... لقد أُصيب تابعو المسيح بصدمة عندما مات المسيح ودُفن، وأصدق مثال على ذلك ما أصاب مريم المجدلية وتلاميذه... يقول الكتاب عن مريم المجدلية: "وأما مريم فكانت واقفة عند القبر خارجًا تبكي. وفيما هي تبكي انحنت إلى القبر، فنظرت ملاكين بثيابٍ بيضٍ جالسَيْن واحدًا عند الرأس والآخر عند الرجلين، حيث كان جسد يسوع موضوعًا. فقالا لها: [يا امرأة، لماذا تبكين؟] قالت لهما: [إنهم أخذوا سيدي، ولست أعلم أين وضعوه!] ولما قالت هذا التفتت إلى الوراء، فنظرت يسوع واقفًا، ولم تعلم أنه يسوع. قال لها يسوع: [يا امرأة، لماذا تبكين؟ من تطلبين؟] فظنّت تلك أنه البستاني، فقالت له: [يا سيد، إن كنت أنت قد حملته فقل لي أين وضعته، وأنا آخذه.] قال لها يسوع: [يا مريم.] فالتفتت تلك وقالت له: [ربوني!] الذي تفسيره: يا معلّم!"
تخيّلوا مدى الفرحة التي ظهرت على محيّاها!
وأما عن التلاميذ فتقول كلمة الله: "ولما كانت عشية ذلك اليوم، وهو أول الأسبوع، وكانت الأبواب مغلّقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود، جاء يسوع ووقف في الوسط، وقال لهم: [سلامٌ لكم!] ولما قال هذا أراهم يديه وجنبه، ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب." وأضاف الرب يسوع قائلاً أيضًا: [سلامٌ لكم!]
لقد تبدّدت أحزانهم ومخاوفهم... ويخيّل إليّ أنهم فتحوا الأبواب على مصراعيها...
أقول لكل خائف وكل حزين وكل من هو في ضيق: "اذكر يسوع المسيح المُقام من الأموات" فيرفعكم فوق كل هذه الظروف.

ثانيًا: تشجِّعنا

تولّد فينا هذه الذكرى قوة وشجاعة... وبهذه القوة والشجاعة نتمكّن من الانتصار في كل ميادين الحروب الروحية. يقود الشيطان حروبًا يشنّها علينا مستخدمًا كل أنواع الأسلحة... وعندما نتذكّر يسوع المسيح المُقام من الأموات سنحقّق انتصارات دائمة فنردّد القول مع الرسول بولس قائلين: "شكرًا لله الذي يعطينا الغلبة بربنا يسوع المسيح." "شكرًا لله الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين..." بهذه الذكرى ننتصر في ميدان الحرب التي يشنّها علينا العالم والجسد.
تجعلنا هذه الذكرى أقوياء، "يجدّدون قوة..." و"يذهبون من قوة إلى قوة."
أقول لكل ضعيف: "اذكر يسوع المسيح المُقام من الأموات." لأن ذكراه تمدّنا بالشجاعة والأمن والسلام فنردّد القول مع داود: "الرب نوري وخلاصي، ممّن أخاف؟ الرب حصن حياتي، ممن أرتعب؟ عند ما اقترب إليّ الأشرار ليأكلوا لحمي، مضايقيّ وأعدائي عثروا وسقطوا. إن نزل عليّ جيش لا يخاف قلبي. إن قامت عليّ حرب ففي ذلك أنا مطمئن."
"بسلامة اضطجع بل أيضًا أنام، لأنك أنت يا رب منفردًا في طمأنينة تسكّنني."
أوصى الرسول بولس كنيسة أفسس: "تقوّوا في الرب وفي شدّة قوّته."
بذِكرِ يسوع المسيح المُقام من الأموات نتقوّى.
كلمة أقولها لكل ضعيف وواهن: "لماذا يا ابن الملك أنت ضعيف هكذا من صباح إلى صباح؟" لماذا نحن ضعفاء وإلهنا قويّ؟
أحب جدًا الكلمات التي نطق بها بطرس: "وإله كل نعمة الذي دعانا إلى مجده الأبدي في المسيح يسوع، بعد ما تألّمتم يسيرًا، هو يكمّلكم، ويثبّتكم، ويقوّيكم، ويمكّنكم." عندما نذكر يسوع المسيح المُقام من الأموات نتكمّل ونثبت ونتقوّى ونتمكّن، هللويا!

ثالثًا: تدفعنا

إن تذكُّر يسوع المسيح المُقام من الأموات يعطينا دفعة قويّة إلى الأمام نحو الكرازة والشهادة وإخبار الآخرين عن الرب. "أُخبر باسمك إخوتي. في وسط الجماعة أسبّحك." قال الرب يسوع للتلاميذ: "اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها." وتجدر الملاحظة أن المسيح لم يكلّف التلاميذ بهذه المأمورية إلا بعد قيامته لكي تشمل كرازتهم أمر قيامته من بين الأموات. ويجب أن نلاحظ شيئًا آخر: لو كرز الكارزون بالرب المتجسّد والقوي الذي صنع آيات وعجائب كثيرة إذ شفى مرضى كثيرين بأمراض مختلفة، وطهّر البرص، وفتح أعين العمي، وأقام الموتى، وصُلب ومات ودُفن... لو توقّفت الكرازة على هذه الأمور فقط ستكون الكرازة باطلة وغير مجدية، لكن عندما نذكر يسوع المسيح المُقام من الأموات ستكون الكرازة ناجحة ومثمرة.
يقول الرسول بولس: "فإذ حصلتُ على معونةٍ من الله، بقيت إلى هذا اليوم، شاهدًا للصغير وللكبير." ويقول المرنم:
نخدم يسوع الساكن العلا من أحب جنسنا العنيد
وبحبه نبشر الملا فيمتدّ ملكه المجيد
لنذكر يسوع المسيح المُقام من الأموات لكي يرفعنا ويشجعنا ويدفعنا.

المجموعة: نيسان (إبريل) 2023

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

97 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10629714