Voice of Preaching the Gospel

vopg

"فَخَرَجَ بُطْرُسُ إِلَى خَارِجٍ وَبَكَى بُكَاءً مُرًّا." (لوقا 62:22)

تقول الدراسات عن "لغة العيون" بأننا قد نعرف الشخص من خلال نظرات عينيه عن حزنه، وفرحه وتفكيره، إلخ..." ونظرات العين هي من أبرز أسرار النفس البشرية، فمن خلالها نتعرّف على العالم، ونرى فيها الجمال والقبح، ونتعرّف على الآخرين ونتواصل معهـم، ويظهر فيها فرحنا وغضبنا ورضانا على الأشخاص وحالاتهم أو يظهر عدم رضانا عليهم... فنستمتع من خلالها باللحظات الجميلة وننزعج من اللحظات السيئة...
نعم، هذِه هي تمامًا "لغة العيون" التي نلتمسها هنا في إنجيل لوقا. كانت نظرة الرب يسوع إلى بطرس نظرة كفيلة لتستنهض فيه روح التوبة... نظرة حاكت ضمير بطرس ... لم تكن مجرّد نظرة عابرة، كلّا على الإطلاق، فقد كانت نظرةً محمّلةً بالمحبة والعطف والرحمة والدعم النفسي والروحي والجسدي.
ربّما لو عدنا إلى أيام موسى في العهد القديم لوجدنا لغةً مشابهة لهذِه اللغة التي نتحدّث عنها، أي لغة العيون، فنقرأ: "وَتَكَلَّمَ الشَّعْبُ عَلَى اللهِ وَعَلَى مُوسَى... فَأَرْسَلَ الرَّبُّ عَلَى الشَّعْبِ الْحَيَّاتِ الْمُحْرِقَةَ... فَمَاتَ قَوْمٌ كَثِيرُونَ... فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اصْنَعْ لَكَ حَيَّةً مُحْرِقَةً وَضَعْهَا عَلَى رَايَةٍ، فَكُلُّ مَنْ لُدِغَ وَنَظَرَ إِلَيْهَا يَحْيَا.»" (العدد 5:21-8)
فكما قرأنا، أن كلّ من لُدغ ونظَر إلى الحية المصنوعة من نحاس كان يحيا فلا يموت...
ونقرأ أيضًا قول الرب في خروج 13:12 "فَأَرَى الدَّمَ وَأَعْبُرُ عَنْكُمْ، فَلاَ يَكُونُ عَلَيْكُمْ ضَرْبَةٌ لِلْهَلاَكِ حِينَ أَضْرِبُ أَرْضَ مِصْرَ."
ويقول المرنم: "أرفع عينيّ إلى الجبال، من حيث يأتي عوني!" (مزمور 1:121) وأيضًا، "وأما العشّار فوقف من بعيد، لا يشاء أن يرفع عينيه نحو السماء، بل قرع على صدره قائلًا: [اللهمّ ارحمني، أنا الخاطئ." (لوقا 13:18)
ففي هذه النظرات المتبادلة نجدها تارة من قِبَلِ الرب نحونا نظرات محبة، ورحمة، وعطف، وطول أناة، ومغفرة، ووداعة... ونجدها تارة أخرى نظرات من قِبَلِ الإنسان نحو الله نظراتِ توبة، وثقة، وإيمان، وانكسار، واتكال على الرب... نعم، نجدها نظرات صامتة لكنها ترنّ منها آلاف الكلمات...
أخيرًا، لربما أحيانًا كثيرة لا نجد كلمات مناسبة نودّ أن نُسمعها لله، لكن هناك تلك النظرات المتبادلة، التي تحكي مئة قصة وقصة.
إخوتي الأفاضل، دعونا نركّز عيون أذهاننا على صليب الرب يسوع المسيح البار... دعونا نحاكي وننطق بأناتٍ وأناشيد لا تُسمَع بل تُقرأ من خلال عيون أذهاننا وليكن الصليب هو الطريق الذي نركّز عيوننا عليه ونحاكي قصتنا.

المجموعة: حزيران (يونيو) 2023

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

379 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10629440