لقد دخلنا جميعًا عام 2024 كأيِّ عامٍ آخر. هناك من دخله بحسابات قديمة
لم يُصَفِّها فدخل بسلبياتٍ ومخاوف كثيرة بسبب ما حدث حولنا، أو بسبب ظروفٍ مفاجئة حدثت في السنة الماضية. أنت لست وحيدًا هنا لأننا كلّنا لدينا هذه المخاوف والشكوك التي تجعلنا نخاف مما سيأتي. ولكن لنبدأ عام 2024 بهتاف وتسبيح للرب مستندين على كلمته التي لا تفشّل أبدًا، بل تنجح في كل شيء... ولنستند على وعوده الأمينة وحبّ الرب يسوع الكامل الذي برهنه لنا فوق الصليب الذي يطرح مخاوفنا إلى خارج، وعلى قوة ذراعه ويمينه المرتفعة القادرة أن تدافع وتحامي عنّا وتمهّد كل الهضاب.
مهما حدث في عام ٢٠٢٣، هو الآن في الزمن الماضي... لننسَ ما هو وراء ولنمتدّ إلى ما هو قدّام، وعيون إيماننا ثابتة على قائدنا المنتصر... أما بالنسبة لهمومنا وأحمالنا فلنا هذه الوصية: "ملقين كلّ همكم عليه، لأنه هو يعتني بكم." (1بطرس 7:5) تعال وألقِ بكل ما عندك من مرضٍ وحزنٍ واحتياجٍ... تعالَ في بداية السنة الجديدة وألقِ كل أحمالك على الذي وحده قادر أن يرفعها عنك. ثق به، وسلّم له حياتك... لا تخف من أن تأتي إليه وتطرح عند قدميه هذه الأثقال، وابدأ هذه السنة مستندًا عليه وليس على الأخبار، أو الظروف، أو الاقتصاد، فالرب الذي عبّر شعبًا كاملًا في البحر الأحمر ألا يعبر بك إلى مواعيد متجدّدة في كلمته الصالحة؟ هو يشبع في زمن الجوع... وإله كل التعويضات... يُشبِع بالخير عمرَك ويجدّد كل حياتك وصحتك. تعال وضع بين يديه كل أمرك، وأعمالك، وظروفك، وأولادك... نعم، هو يرفع ويحمل وينجّي وينقذ فهو إله كل إنقاذ.
أرجوك أن تبدأ السنة الجديدة بانتصار. اعبر برؤية جديدة وثقة جديدة واطرح كل مخاوفك إلى خارج وانظر إليه لأنه في محضره كل بهجة، وحبّ، وفرح، وسلام، وأمان، واطمئنان. هذه ليست كلمات لكنها حقيقة... نحن بين يديه لأنه راعينا الصالح ونحن على كتفيه لأنه رئيس كهنة عظيم يشفع فينا ويرثي لضعفاتنا ونحن فيه لأنه هو فلك نجاتنا.
يا رب، إني آتي إليك واطرح عندك كل مخاوفي وأستند على حبك الكامل لي... الحب الذي يطرح كل مخاوفي إلى خارج وتذوب كلّها في نهر سلامك. آتي إليك مستندًا على أمانتك معي ومسيرك كل الطريق معي. أنت وحدك تقدر أن تُخرِج من الجافي حلاوةً والقادر أن تحوّل فشلي إلى نجاح، وتجعل قدميّ كالأيّل... القادر أن تعوّضني عن كل السنين والأوقات والأيام التي أكلها الجراد. أنا أثق بك ربًّا ومخلِّصًا على حياتي وأُعلن ملكَكَ على حياتي وأعلن أنك قائد سفينة حياتي.
أسلّم لك يا ربّ كل القيادة، وأستريح واثقًا بأنّك تعرف كل الظروف المحيطة بي ووحدك قادر أن تتجاوز كل أعاصير الحياة واضطراباتها. أنت قادر أن تحملني وترفعني فوق الأمواج العالية لأستريح معك ولا مزعج ولا مخيف فتحفظ وديعتي إلى آخر يوم في حياتي على الأرض.
إني أثق في قوة دمك القادرة أن تخلصني وتغفر كل آثامي وتشفيني. أريد أن أبدأ السنة الجديدة وقلبي مغسول بدمك، لأعيش لك، وأكرّس وقتي لك... إن حياتي وأيامي وعمري ومواهبي هي لك... أنت وحدك الذي أحببتني وستبقى تحبني وتهتم بي لأني موضوع اهتمامك وشغلك الشاغل. ساعدني أن أثبّت نظري عليك ولا أحوّل عيني عنك لأنظر إلى الأمواج التي حولي كما فعل بطرس بل أثق أنك تأتيني ماشيًا فوق الأمواج العالية.
أنت عالٍ فوق كل اسم... فوق كل الظروف، والأمواج، والمخاطر... أنت عالٍ وتحت قدميك تخضع كل الأمور ولا يعسر عليك أمر. أثق أنني سأبدأ هذه السنة بنجاح غالبًا في شخصك مستندًا على وعودك الصادقة...
