Voice of Preaching the Gospel

vopg

تتطلب خدمة خادم الإنجيل أن يصدر أحكاماً في مشاكل تُعرَض عليه؛ مشاكل روحية.. مشاكل زوجية.. مشاكل مالية.. ومشاكل اجتماعية. وهنا لا بدّ من الحكمة والحرص الشديد في إصدار الحكم. وفي هذه الرسالة إليك يا خادم الإنجيل، أقدّم لك أموراً هامة أرجو أن تطبِّقها قبل أن تصدر حكمك.

1- لا تصدر حكمك قبل أن تسأل الرب

لقد أخطأ يشوع في هذا المجال، وأعطى حكمه قبل أن يسأل الرب.. فقد سمع سكان جبعون بما عمله يشوع بأريحا وعاي، فأخذوا جوالق (خِرج) بالية لحميرهم، وزقاق خمر مشققة وبالية، ونعالاً بالية ومرقّعة، وخبزاً يابساً، وجاءوا إلى يشوع ورجاله وقالوا له أنهم جاءوا من أرض بعيدة جداً، بينما الحقيقة أنهم كانوا ساكنين في وسطهم، وطلبوا من يشوع أن يقطع لهم عهداً. “فَأَخَذَ الرِّجَالُ مِنْ زَادِهِمْ، وَمِنْ فَمِ الرَّبِّ لَمْ يَسْأَلُوا” (يشوع 14:9).

وانطلت الخدعة على يشوع ورجال إسرائيل لأنهم لم يسألوا الرب.. فقبل أن تصدر حكماً في موقف معين اسأل أن يقودك الرب ويرشدك.

2- لا تصدر حكمك بحسب الظاهر


“لاَ تَحْكُمُوا حَسَبَ الظَّاهِرِ بَلِ احْكُمُوا حُكْمًا عَادِلاً” (يوحنا 24:7).

لما رأى البرابرة سكان جزيرة مالطة الأفعى التي خرجت من الحرارة ونشبت في يد بولس وتعلّقت بها قالوا: “لاَ بُدَّ أَنَّ هذَا الإِنْسَانَ قَاتِلٌ، لَمْ يَدَعْهُ الْعَدْلُ يَحْيَا وَلَوْ نَجَا مِنَ الْبَحْرِ” (أعمال 4:28). حكموا على بولس الرسول حسب الظاهر، “فَنَفَضَ هُوَ الْوَحْشَ إِلَى النَّارِ وَلَمْ يَتَضَرَّرْ بِشَيْءٍ رَدِيّ” (أعمال 5:28).

كان حكمهم حسب الظاهر خاطئاً.. فادرس المشكلة التي تحتاج للحكم فيها بكل تفاصيلها ودقائقها ولا تحكم حسب الظاهر.

3- لا تصدر حكمك وأنت في حالة الغضب


“لأَنَّ غَضَبَ الإِنْسَانِ لاَ يَصْنَعُ بِرَّ اللهِ”.

(يعقوب 20:1)

الإنسان في غضبه يرتكب حماقات كثيرة.. وتسيطر عليه مشاعر الانتقام فيصدر حكمه بعيداً عن الحق. فلا تصدر حكماً في مشكلة ما وأنت في حالة الغضب.

لما جاء ناثان النبي إلى داود الملك ليعلن له شره العظيم بزناه مع بثشبع وقتله لزوجها أوريا.. وأخبره عن الرجل الغني الذي عفا أن يأخذ من غنمه وبقره ليهيّئ للضيف الذي جاء إليه، وأخذ نعجة الرجل الفقير الذي لم يكن له سواها.

“فَحَمِيَ غَضَبُ دَاوُدَ عَلَى الرَّجُلِ جِدًّا، وَقَالَ لِنَاثَانَ: حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، إِنَّهُ يُقْتَلُ الرَّجُلُ الْفَاعِلُ ذلِكَ” (2صموئيل 5:12). كان حكم داود في غضبه حكماً قاسياً وغير عادل.. وبهذا الحكم حكم على نفسه إذ قال له ناثان النبي: “أَنْتَ هُوَ الرَّجُلُ”. فلا تصدر حكمك وأنت غاضب.

4- لا تصدر حكمك تحت تأثير العاطفة


في كل إنسان عاملان يؤثران في حكمه على الأمور التي تُعرَض عليه: عامل العقل، وعامل العاطفة.

إذا خضع الإنسان لتأثير العاطفة، فسيكون حكمه في معظم الأحوال غير عادل.

في كثير من المشاكل التي تحتاج إلى حكمك، تجد بعض أطراف النزاع متخصصين في إثارة عواطفك عن طريق البكاء، والكلام الناعم.. فإذا خُدعت بما يقولون أو بالدموع التي يذرفون فستحكم حكماً بعيداً عن الصواب.

حين تتحرك عواطفك، أعطِ نفسك فرصة لاستعادة تحكيم عقلك، لتصدر حكماً عادلاً.

5- لا تصدر حكمك لإرضاء الناس


يقول بولس الرسول لكنائس غلاطية: “أَفَأَسْتَعْطِفُ الآنَ النَّاسَ أَمِ اللهَ؟ أَمْ أَطْلُبُ أَنْ أُرْضِيَ النَّاسَ؟ فَلَوْ كُنْتُ بَعْدُ أُرْضِي النَّاسَ، لَمْ أَكُنْ عَبْدًا لِلْمَسِيحِ”
(غلاطية 10:1).

كم من خدام أصدروا أحكاماً لإرضاء الناس.. أصدروا هذه الإحكام وهم يعلمون تماماً أنها لا تتفق مع إرادة الله، ولا مع إعلانات كلمته، وكانت النتيجة الإنشقاقات والعثرات داخل كنائسهم.

إن الرعاية الأمينة والأحكام السليمة مصدرها الحياة الممتلئة بالروح القدس.

حين ظهرت مشكلة ضرورة ختان المؤمنين الذين من الأمم، اجتمع الرسل والمشايخ لينظروا في هذا الأمر، ووصلوا إلى قرار أرشدهم إليه الروح القدس، فكتبوا إلى الإخوة الذين من الأمم قائلين: “لأَنَّهُ قَدْ رَأَى الرُّوحُ الْقُدُسُ وَنَحْنُ، أَنْ لاَ نَضَعَ عَلَيْكُمْ ثِقْلاً أَكْثَرَ، غَيْرَ هذِهِ الأَشْيَاءِ الْوَاجِبَةِ: أَنْ تَمْتَنِعُوا عَمَّا ذُبحَ لِلأَصْنَامِ، وَعَنِ الدَّمِ، وَالْمَخْنُوقِ، وَالزِّنَا، الَّتِي إِنْ حَفِظْتُمْ أَنْفُسَكُمْ مِنْهَا فَنِعِمَّا تَفْعَلُونَ. كُونُوا مُعَافَيْنَ” (أعمال 28:15).

هكذا حكم الرسل والمشايخ بخصوص مشكلة ختان المؤمنين من الأمم ورفعوا عنهم هذه المسئولية، وكان هذا بإرشاد الروح القدس. إن فهم وتفسير الكتاب المقدس تفسيراً سليماً يحتاج إلى دراسة متعمّقة، وإرشاد خاص من الروح القدس.

فليتك كخادم أمين للمسيح تطيع كلمة الرب القائلة: “اُدْعُنِي فَأُجِيبَكَ وَأُخْبِرَكَ بِعَظَائِمَ وَعَوَائِصَ لَمْ تَعْرِفْهَا” (إرميا 3:33).

6-  لا تصدر حكمك تحت تأثير الأغلبية


“لاَ تَتْبَعِ الْكَثِيرِينَ إِلَى فَِعْلِ الشَّرِّ، وَلاَ تُجِبْ فِي دَعْوَى مَائِلاً وَرَاءَ الْكَثِيرِينَ لِلتَّحْرِيفِ”.  (خروج 2:23)

يؤكد علم النفس أن هناك عقلاً فردياً.. وهو العقل الذي يحكم به الفرد بعيداً عن تأثير الآخرين.. وهناك عقلاً جماعياً وهو العقل الذي يسيطر على الناس في الاجتماعات، فيلغي عقولهم الفردية ويدفعهم للحكم بعقل الجماعة.

لما أثار “ديمتريوس” الصائغ الصنّاع الذين كانوا يصنعون الآلهة التي كان يعبدها سكان آسيا: “فَلَمَّا سَمِعُوا امْتَلأُوا غَضَبًا، وَطَفِقُوا يَصْرُخُونَ قَائِلِينَ: عَظِيمَةٌ هِيَ أَرْطَامِيسُ الأَفَسُسِيِّينَ... وَكَانَ الْبَعْضُ يَصْرُخُونَ بِشَيْءٍ وَالْبَعْضُ بِشَيْءٍ آخَرَ، لأَنَّ الْمَحْفِلَ كَانَ مُضْطَرِبًا، وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَدْرُونَ لأَيِّ شَيْءٍ كَانُوا قَدِ اجْتَمَعُوا” (أعمال 28:19 و32).

في وسط المحفل الهائج، فَقَدَ الفرد عقله الشخصي، وتصرّف بالعقل الجماعي.

فاحرص أن تحفظ عقلك هادئاً، وأن لا تجبْ في دعوى مائلاً وراء الكثيرين للتحريف.

يا خادم المسيح، حين تُعرض عليك مشكلة، أو تتعرّض لموقف يحتاج إلى حكم عادل مستقيم:

± لا تصدر حكمك قبل أن تسأل الرب

± لا تصدر حكمك بحسب الظاهر

± لا تصدر حكمك وأنت في حالة الغضب

± لا تصدر حكمك تحت تأثير العاطفة

± لا تصدر حكمك لإرضاء الناس

± لا تصدر حكمك تحت تأثير الأغلبية

وليعطك الرب حكمة في خدمتك وأحكامك.

زميلك في الخدمة المقدسة،

القس لبيب ميخائيل

 

المجموعة: 2009

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

419 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10588512