ليلة الجمعة 3 سبتمبر 2011، كنت في نوم عميق وحلمت حلمًا كأنه استغرق الليل كله. حلمت أن ثلاثة رجال شيوخ جاءوا لزيارتي، لدعوتي لرعاية كنيستهم التي كانت عضويتها تزيد عن ثلثمئة عضو.
قالوا: نحن سمعناك تعظ، وسمعنا عنك، وجئنا لنطلب منك أن تكون راعيًا لكنيستنا.
قلت: هل يمكن أن تمهلوني ثلاثة أيام لأصلي وأفكر قبل أن أقرّر؟
وافق الشيوخ على ما قلت وتركوني. وجلست أنا أصلي وأفكّر في مسئولياتي في حالة قبولي دعوتهم.
أولاً: سأكون مسؤولاً عن الصغار في الكنيسة
وهذا يعني تدريب بعض شابات الكنيسة ليقوموا برعاية هؤلاء الصغار، وتقديم قصص الكتاب المقدس لهم بأسلوب جذّاب وبسيط يعلمهم طريق الإيمان بيسوع المسيح والسلوك حسب وصاياه.
ثانيًا: سأكون مسؤولاً عن الشبان والشابات في الكنيسة
ونحن في زمن اختلط فيه الحابل بالنابل، وصار الشبان والشابات يعيشون معًا في علاقات زوجية بغير زواج مقدس، ومسؤوليتي أن أعلم هؤلاء جميعًا كل ما جاء في سفر الأمثال... أعلم الشباب أن لا يسمعوا لاقتراحات الخطاة، وأن لا تغريهم شفتا المرأة الأجنبية المملوءة عسلاً (أمثال 3:5) لأن عاقبتها مرة كالأفسنتين.
وأن أعلّم الشابات ضرورة الاحتفاظ بالطهارة والعذراوية والتصرف بحكمة، لأن حكمة المرأة تبني بيتها والحماقة تهدمه بيدها (أمثال 1:14)، وباختصار أن أدرس معهم سفر الأمثال، وأن أوجّه طاقاتهم إلى كل ما هو للبنيان.
ثالثًا: سأكون مسؤولاً عن حلّ المشاكل الزوجية
ما أكثر المشاكل الزوجية! المشكلة الجنسية، والمشكلة المالية، ومشاكل العلاقات بين أسرة الزوج وأسرة الزوجة، ومشاكل تربية الأولاد... هل نربيهم تربية محافظة في مجتمع متحرر كالمجتمع الأمريكي؟ أم نتركهم يسيرون مع التيار ويخضعون للضغوط، ويعيشون كما يعيش الكثيرون من الأمريكيين بلا ضابط أو قانون؟
ثم، من المسؤول عن قيادة الأسرة وعن ضمان راحة أفرادها؟! الزوج أم الزوجة؟
في هذه الدائرة الحسّاسة يجب أن يثق الزوجان فيّ، وأن يبوحا لي بمشاكلهم قبل أن تزداد وتتفاقم.
ومسؤوليتي أن أقودهم إلى ما جاء في رسالة أفسس 22:5-33، وإلى ما جاء في 1بطرس 1:3-8، وإلى ما جاء في رسالة كولوسي 18:3-19، وأن أساعدهم في تطبيق وصايا الكتاب المقدس في حياتهم الشخصية.
رابعًا: سأكون مسؤولاً عن خدمة العبادة يوم الأحد
ويوم الأحد يحضر الاجتماع الرئيسي كل أعضاء الكنيسة، وأضف إليهم الضيوف. وفيهم المكسور القلب بسبب محنة أصابته... وفيهم الذي امتلأ رأسه بالشك بسبب كتاب إلحادي قرأه، وفيهم من ترك محبته الأولى للرب، وفيهم من ارتدّ عن الرب، وفيهم أعضاء لا يريد الواحد منهم أن يرى الآخر بسبب سوء تفاهم شديد قام بينهم، وفيهم من هو في صراع مع الرؤساء والسلاطين وأجناد الشر الروحية في السماويات، وفيهم فتيات وصلن إلى سن الزواج ويزدن عليه، وحتى الآن لم يتقدم شاب مؤمن للزواج بهن، وهنّ في حيرة ماذا يفعلن بحياتهن؟ وفيهم شباب يصارعون مع زيادة الهرمونات في أجسادهم حتى لا يرتكبوا خطية الزنى، وفيهم... وفيهم...
مجموعة مختلفة الحاجات ستحضر أمامي يوم الأحد، وعليَّ مسؤولية إشباع كل هؤلاء من كلمة الله. والوسيلة الوحيدة أن أقف في مجلس الرب، الذي وعد خدامه الأمناء "وَلَوْ وَقَفُوا فِي مَجْلِسِي لأَخْبَرُوا شَعْبِي بِكَلاَمِي وَرَدُّوهُمْ عَنْ طَرِيقِهِمِ الرَّدِيءِ وَعَنْ شَرِّ أَعْمَالِهِمْ" (إرميا 22:23). لا بدّ من وقوفي في مجلس الرب!
خامسًا: سأكون مسؤولاً عن ترتيب مؤتمرات الكنيسة السنوية
مؤتمرات الشباب، وهي مؤتمرات تضم الشبان والشابات، وبعضهم جاء يبحث عن عروس، وبعضهن جئن يبحثن عن عريس... كيف أجعل مؤتمرات الشباب بركة لهم؟ أين هو المتكلم الذي أدعوه بثقة ليملأ احتياجاتهم ويجاوب عن أسئلتهم، ويساعدهم على الانتصار على شكوكهم.
ثم المؤتمر السنوي الكبير... أين الخادم الممتلئ بالروح القدس، والحكمة، والمعرفة ليكون ضيف المؤتمر؟
وفي حلمي بدأت أستعرض مسؤولياتي: سأكون مسؤولاً عن الصغار في الكنيسة. سأكون مسؤولاً عن الشبان والشابات. سأكون مسؤولاً عن حلّ المشاكل التي تقوم بين الزوجين. سأكون مسؤولاً عن خدمة العبادة يوم الأحد. سأكون مسؤولاً عن ترتيب مؤتمرات الكنيسة السنوية... أضف إلى هذا كله زيارات أعضاء الكنيسة ومن أرجو ربحهم للمسيح، وخدمات الأعراس، وخدمات الجنازات. مسؤوليات تحتاج صحة، وحكمة، وشركة مستمرة مع الرب، وامتحانًا للنفس في محضره كل يوم.
ما زلت في حلمي، وقد عاد إليّ الشيوخ الثلاثة بعد ثلاثة أيام ليعرفوا قراري.
قال أحد الشيوخ: أرجو أن تكون قد قررت قبول دعوتنا لرعاية كنيستنا.
قلت: إنه لشرف عظيم أن أكون راعيًا لكنيستكم، لكنني راجعت مسؤولياتي، ووجدت أن هناك عائقًا واحدًا يمنعني عن رعاية كنيستكم هو أنني زدت عن التسعين من عمري.
واستيقظت لأرى نفسي نائمًا على سريري وشكرت إلهي أنه كان مجرد حلم.
شريكك في الخدمة المقدسة
القس لبيب ميخائيل
