الاختراعات التي ظهرت في القرنين العشرين والحادي والعشرين يجب أن تقرّبنا إلى الله وإلى الناس. في خلال ثوانٍ يمكنك أن ترسل رسالة الكترونية إلى صديق أو قريب في أي بلد من بلاد العالم فتصله في الحال، وهذا يؤكد لنا أن صلواتنا تصل إلى الله في اللحظة التي نرفعها إليه، وهذا هو وعده: "ويكون أني قبلما يدعون أنا أجيب، وفيما هم يتكلمون بعد أنا أسمع" (إشعياء 24:65).
هناك خطوط اتصال يجب على خادم الإنجيل أن يبقيها مفتوحة دائمًا.
1- خط الاتصال بإلهك
"اقتربوا إلى الله فيقترب إليكم".
(يعقوب 8:4)
"وتطلبونني فتجدونني إذ تطلبونني بكل قلبكم" (إرميا 13:29).
الشيء الوحيد الذي يعطل هذا الاتصال أو يوقفه هو الخطية.
"هَا إِنَّ يَدَ الرَّبِّ لَمْ تَقْصُرْ عَنْ أَنْ تُخَلِّصَ، وَلَمْ تَثْقَلْ أُذُنُهُ عَنْ أَنْ تَسْمَعَ. بَلْ آثَامُكُمْ صَارَتْ فَاصِلَةً بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِلهِكُمْ، وَخَطَايَاكُمْ سَتَرَتْ وَجْهَهُ عَنْكُمْ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ".
(إشعياء 1:59-2)
"إن راعيت إثمًا في قلبي لا يستمع لي الرب" (مزمور 18:66).
فيا خادم الإنجيل، امتحن قلبك في حضرة إلهك، وإذا أراك خطية أو نقصًا في حياتك، فاطلب منه أن يزيل بنعمته أخطاءك ونقصاتك، ليبقى خط الاتصال به مفتوحًا دائمًا.
2- خط الاتصال بزوجتك
الحياة العصرية بمسؤولياتها ومشغولياتها طالما أوقفت هذا الخط، مع أن الحياة الزوجية السعيدة ولا سيما في بيت خادم الإنجيل يجب أن تجعله يحرص على بقاء هذا الخط مفتوحًا. ويتوقف هذا الخط بالإهمال، وبالكلمات المهينة التي يوجهها الزوج لزوجته. ولكي تبقي هذا الخط مفتوحًا، فعليك أن تروي حبك لزوجتك بكلمات التقدير، وبمدح ما تقوم به لك ولجعل بيتك يبدو دائمًا لائقًا بخادم الإنجيل.. ولكي يستمر هذا الخط مفتوحًا فعليك أن تحرص على تقديم هدايا لزوجتك في عيد ميلادها، وعيد زواجكما، ومناسبات الأعياد الأخرى لتُظهِر لها مدى تقديرك لما تعمله لك ولأسرتك. عليك أن توفيها حقها الواجب جسديًا، وعاطفيًا وتكرمها شخصيًا.
ومع إبقاء خط الاتصال مع زوجتك مفتوحًا، أبقِ هذا الخط مفتوحًا مع أولادك وبناتك.
لقد قيل عن المرأة الفاضلة: "يقوم أولادها ويطوّبونها. زوجها أيضًا فيمدحها: بنات كثيرات عملن فضلاً، أما أنتِ ففقتِ عليهن جميعًا" (أمثال 28:31-29).
3- خط الاتصال بأصدقائك
العلاقات القائمة بين خدام الإنجيل العرب بكل أمانة وصدق، هي علاقات حسد، وحقد، كدت أقول علاقات حرب في كل الجبهات، وهذا أمر يدعو إلى الحزن والأسف.
ويبدو أن الخدام العرب متفوّقون في هذا المجال، لأن خدام الإنجيل في الغرب يمدح الواحد منهم الآخر، ويعلن تقديره لما يقوم به زملاؤه، أما خدام الإنجيل العرب فأكثرهم، ولا أقول كلهم، يحاول أن يجد مذمة في الآخر ليذيعها، وينسى أنه إذ يحطم زميله في الخدمة يحطم نفسه. كم أشتاق أن أرى صداقات حميمة بين الخدام العرب، صداقات بنّاءة تهدف إلى البنيان لا إلى الهدم.
إن الصداقة الحقيقية تثري أصحابها، وتبني أصحابها، وتعمل على نجاح الصديق وتقدّمه في الإيمان، والعلم، والعمق في معرفة كلمة الله.
لقد صادق يوناثان داود "وَقَطَعَ يُونَاثَانُ وَدَاوُدُ عَهْدًا لأَنَّهُ أَحَبَّهُ كَنَفْسِهِ. وَخَلَعَ يُونَاثَانُ الْجُبَّةَ الَّتِي عَلَيْهِ وَأَعْطَاهَا لِدَاوُدَ مَعَ ثِيَابِهِ وَسَيْفِهِ وَقَوْسِهِ وَمِنْطَقَتِهِ" (1صموئيل 3:18-4). لم يكن حب يوناثان مجرد كلمات معسولة بل كان حبًا عمليًا. هذا هو مثال الصداقة الحقيقية، لا صداقة الاستغلال التي نراها في تصرفات بعض الخدام، بل صداقة تبادل المعرفة، صداقة البنيان.
فيا خادم الإنجيل، أرجوك باسم المسيح أن "لا تترك صديقك وصديق أبيك" (أمثال 10:27)، وأن تُبقي هذه الخطوط مفتوحة: خط الاتصال بإلهك. خط الاتصال بزوجتك وأولادك. خط الاتصال بأصدقائك.
ووسائل إبقاء هذه الخطوط مفتوحة هي: التليفون، والرسائل الالكترونية، والبطاقات المطبوعة التي تحمل كلمات الإعزاز والتقدير. والرب يبارك خدمتك.
أخوكم في الخدمة المقدسة
القس لبيب ميخائيل
