Voice of Preaching the Gospel

vopg

(متى 1:7-5؛ رومية 1:2-3؛ يعقوب 12:4)
"لا تدينوا"، "لا يئن بعضكم على بعض أيها الإخوة لئلا تدانوا" (يعقوب 9:5).
كنت أتحدث مرة مع أخ وصديق لي من أصل أرمني عن هذا الموضوع - وكنا نرى أن روح الدينونة والانتقاد يتزايد بين أولاد الله في هذه الأيام - بأنه مرض عضال يصيب المؤمنين، لا بل يعرّض المؤمنون أنفسهم له.

إنه لروح خبيث قد سرى بين مؤمني هذا العصر، وأضعف الكنيسة والنفوس المخلصة، وصار مانعًا كبيرًا في سبيل خلاص النفوس ونمو الكنيسة وانتعاشها. لماذا نرى روح الاحتقار والانتقاد والادعاء والاكتفاء بالذات في الكنيسة وأعضائها؟ أليست هذه من الأمور التي تحزن الروح القدس؟

أولاً: أسباب هذا المرض
الضعف في الصلاة، وذلك لكثرة انشغالنا بأمور العالم وعدم انتباهنا لحيل الشيطان الذي يظهر ذاته كملاك نور ليخدعنا.
عدم التمرّن على المحبة الطاهرة للإخوة الذين نضربهم بسياط الدينونة ونرميهم بسهام الانتقاد الحادة.
عدم المواظبة على درس الكتاب المقدس بتدقيق وبروح الصلاة حتى يعمل الروح القدس فينا.
عدم حكمنا على أنفسنا حالاً عند ظهور روح الانتقاد هذا، "لأنه لو حكمنا على أنفسنا لما حُكم علينا". يجب ألّا نستهين بالصغائر بل نحكم عليها بنور كلمة الله.
البر الذاتي، ننظر لأنفسنا أننا أحسن من غيرنا، بدلاً من أن ننظر إلى بر المسيح.
عدم الاعتراف بعضنا للبعض بالزلات "اِعْتَرِفُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ بِالزَّلاَتِ" (يعقوب 16:5).
روح الكبرياء والافتخار والادعاء من خلال مدح الذات، مدح الجنسية، الافتخار بنجاح العمل، الكبرياء الروحية، لا أسمع لمن هو دوني. يجب علينا أن نتعلم الخدمة من سيدنا الخادم المحب، مثلنا الأعلى في التواضع والخدمة المضحية، ونطيعه ونعمل إرادته، نصلب الجسد ونطهر حياتنا وبيوتنا من محبة العالم ومحبة الذات والكبرياء.

ثانياً: ما هي نتائج هذا المرض؟
يسبب الانتقاد ضعفًا في خدمة الرب، في الكنيسة وشهادتها وتأثيرها، وجفافًا في الحياة، ومانعًا لخلاص النفوس... يسبب ضعفًا في الصوم والسهر الروحي والجهاد في الصلاة.
إهانة للمسيح نفسه لأننا لا نطيع كلامه ووصيته "لا تدينوا"، ونسمع الإناء المختار بولس الرسول يقول: "من أنت الذي تدين عبد غيرك؟ هو لمولاه يثبت أو يسقط... وأما أنت، فلماذا تدين أخاك" (رومية 4:14 و10).
يسبب لنا أمراضًا جسدية أحيانًا وفشلاً في الحياة، ويُضعف سلامنا وفرحنا الداخلي، وأيضًا يسبب لنا حدة الطبع والسقوط بسهولة في الخطايا المستترة التي يجب أن نتبرّأ منها.
يجردنا من السخاء المسيحي ويميت فينا نعمة العطاء، فنحب الأخذ أكثر من العطاء، وننسى كلمات الرب يسوع "مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ"، ويجعلنا نسلب أموال الله، ولا نهتم بالآخرين ولا بكنيسة المسيح، فنكون بلا ثمر وبلا تأثير في حياتنا.
يخسّرنا الأكاليل، لأننا لا نقدر أن نجاهد قانونيًا إذ نشغل أنفسنا بانتقاد الآخرين ودينونتهم.
يجعلنا ننظر إلى غلطات وضعفات الآخرين في المجهر وننظر إلى غلطاتنا بشكل مصغّر.
يقسّم الكنيسة ويضعف اتحادها، ويولّد خصومات وانشقاقات بين الأعضاء، ويجعل شتاتًا في الفكر وعدم فهم كلمة الله في معناها الحقيقي. مثلاً، "هذه الكلمات توافق حياة فلان وأما أنا فلست هكذا... إلخ، مع أن الرسول يقول: "ليُرفع من بينكم كُلُّ مَرَارَةٍ وَسَخَطٍ وَغَضَبٍ وَصِيَاحٍ وَتَجْدِيفٍ مَعَ كُلِّ خُبْثٍ" (أفسس 31:4).

ثالثًا: ما هو علاج هذا المرض المعدي الرديء؟
أن نضع الرب أمامنا في كل حين، وننظر إليه دائمًا، ونعرف مشيئته في كل أمر، ونلهج بناموسه نهارًا وليلاً حتى لا نعطي وقتًا للنظر إلى سقطات الآخرين.
أن ننشغل في الصلاة والشركة مع الرب ومع أولاده الأمناء، مع الدرس والتأمل في كلمة الله المقدسة وفي الحياة العتيدة، والتسبيح والشكر للرب.
يجب أن ندين أنفسنا أولاً قبل أن ندين الآخرين. إن الكنيسة الأولى تغلّبت على تجارب كثيرة كهذه بواسطة الصلاة المستمرة والشركة الأخوية. يا حبّذا لو نرى فتورنا، وإفلاسنا الروحي، وضعفنا، وإهمالنا، وفقرنا، ويقول كل واحد منا مع رجل الله صموئيل: "وأما أنا فحاشا لي أن أخطئ إلى الرب فأكفّ عن الصلاة من أجلكم، بل أعلّمكم الطريق الصالح المستقيم. إنما اتقوا الرب واعبدوه بالأمانة من كل قلوبكم، بل انظروا فعله الذي عظّمه معكم" (1صموئيل 23:12).
يجب أن نعيش وفقًا لكلمة الله. فكلمة الله هي النور المنير لنا. قال أحدهم: "نحن لم نزل في عالم مظلم، لم نزل في الليل ولذلك نحتاج إلى النور". ونسمع رسول المحبة يقول: "إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ... إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ" (1يوحنا 7:1 و9). وأيضًا "قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، لِتَكُنْ مَحَبَّتُكُمْ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ شَدِيدَةً، لأَنَّ الْمَحَبَّةَ تَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا" (1بطرس 8:4).
يجب إن نتمرّن على المحبة الأخوية التي هي من أنجع العلاجات لهذا المرض المشين المفسد، إطاعة لوصية المسيح الذي قال: "وصية جديدة أنا أعطيكم: أن تحبوا بعضكم بعضًا. كما أحببتكم أنا تحبون أنتم أيضًا بعضكم بعضًا"، و"إن قال أحد: [إني أحب الله] وأبغض أخاه، فهو كاذب"، لأن "من يحب الله يحب أخاه أيضًا". إن إرادة الله لنا أن نحبه ونحفظ وصاياه ونحب بعضنا بعضًا.
إشهار سيف الروح (كلمة الله) ضد هذا المرض، فاستعمال كلمة الله هو العلاج الوحيد، لأن فيها الحياة والغذاء والقوة. "لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ" (عبرانيين 12:4).

بقلم القس عبدالله خضر

المجموعة: 2015

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

71 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10623616