Voice of Preaching the Gospel

vopg

في إنجيل لوقا 5 يصوّر لنا البشير صورة حزينة لليلة فاشلة قضاها سمعان بطرس وزملاؤه من الصيادين في الصيد ولم يمسكوا شيئًا، وقد عبّر سمعان بطرس عن خيبته هو وزملاؤه بهذه العبارة: "يا معلم، قد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئًا."

وفجأة ظهر الرب يسوع في مشهد الفشل هذا ليحوّله إلى نجاح عظيم. إن وجود الرب في أي مكان يحوّل حزنه إلى فرح، وفشله إلى نجاح.
كان أول ما فعله الرب يسوع أنه دخل سفينة سمعان وسأله أن يبعد قليلاً عن البر، ثم جلس وصار يعلم الجموع من السفينة. وهل يعقل أن يأخذ الرب السفينة الفارغة ويعيدها خاوية كما أخذها؟ إن الرب لا يتسلّم إناء فارغًا إلا ويملأه بكل بركته.
لكن، كيف انقلب الفشل الذريع إلى نجاح مجيد رائع؟ هناك ثلاث خطوات:

1- البعد إلى العمق

يقول البشير لوقا: "ولما فرغ من الكلام قال لسمعان: ابعد إلى العمق وألقوا شباككم للصيد." (لوقا 4:5)
فمن يريد النجاح في خدمة المسيح لا بد أن يبعد إلى العمق...
- أن يبعد إلى العمق في الصلاة فيقضي أوقاتًا مباركة مع الرب فيها يفحص نفسه، ويصلي لأجل الآخرين.
- أن يبعد إلى العمق في درس الكتاب المقدس، فشعب الرب جائع إلى دسم الكلمة وإلى البركات المذّخرة في أسفار الكتاب. وعمل خادم الله الأمين أن يبعد إلى العمق في دراسته لكلمة الله حتى لا يقدم مجرد "وجبات خفيفة" لشعب الرب، بل طعامًا قويًّا يغذّي الحياة الروحية ويبنيها.
- وعلى الخادم أن يبعد إلى العمق في معرفة حاجات الناس. فهذا العصر الذي نعيش فيه هو عصر معقّد، كثرت فيه آلام الناس وأحزانهم ومتاعبهم. ولكي ينجح خادم الله عليه أن يتعمق في معرفة حاجات الناس ليسدها من مخازن كلمة الله فيشبع قطيع الرب ويرويه.
نقرأ في أصحاح 47 من سفر حزقيال نقرأ: "ثمّ أرْجعني إلى مدْخل الْبيْت وإذا بمياهٍ تخْرج منْ تحْت عتبة الْبيْت نحْو الْمشْرق... والْمياه نازلةٌ منْ تحْت جانب الْبيْت الأيْمن.. ثمّ أخْرجني منْ طريق باب الشّمال ودار بي في الطّريق منْ خارجٍ إلى الْباب الْخارجيّ من الطّريق الّذي يتّجه نحْو الْمشْرق، وإذا بمياهٍ جاريةٍ من الْجانب الأيْمن. وعنْد خروج الرّجل نحْو الْمشْرق والْخيْط بيده، قاس ألْف ذراعٍ وعبّرني في الْمياه، والْمياه إلى الْكعْبيْن. ثمّ قاس ألْفًا وعبّرني في الْمياه، والْمياه إلى الرّكْبتيْن. ثمّ قاس ألْفًا وعبّرني، والْمياه إلى الْحقْويْن. ثمّ قاس ألْفًا، وإذا بنهْرٍ لمْ أسْتطعْ عبوره، لأنّ الْمياه طمتْ، مياه سباحةٍ، نهْرٍ لا يعْبر." (ع 1-5) وهذه الصورة تمثل لنا درجات الاختبار الروحي. فالمياه إلى الكعبين تشير إلى التجديد، حين نبدأ السير مع الله، والمياه إلى الركبتين تشير إلى حياة الصلاة، والمياه إلى الحقوين تشير إلى حياة الخدمة، والنهر الذي لا يُعبر يشير إلى حياة الملء.
فأين أنت في هذه الاختبارات؟ "ابعد إلى العمق وألقوا شباككم للصيد."

2- إلقاء شباكنا "نحن" لا شباك غيرنا
"ألقوا شباككم." بعض الخدام يستخدمون شباك غيرهم وهذا سر فشلهم.
ألقِ شبكتك أنت. استخدم مواعظك التي تستخرجها بإرشاد روح الله ومن كلمة الله.
قالت لي مرسلة أمريكية: "إذا أراد خادم الله أن يستخدم عظة كاملة لخادم غيره فيجب أن يكون أمينًا ويبدأ عظته بالكلمات: ’قال خادم الرب فلان الفلاني،‘ ثم يعظ."
لا تسرق مواعظ غيرك وتعظها... ألقِ شباكك أنت. قد تكون ممزّقة، أصلحها. قد تكون غير مرتبة، رتّبها. لكن استخدم شباكك أنت.
وقف قسيس في قرية ليعظ، وكان قد سرق عظته من كتاب مواعظ للقس سبرجن. فبدأ عظته بالكلمات: "في الأسبوع الماضي كنت في قلب لندن" وكان أعضاء كنيسته يعرفون أنه لم يغادر القرية منذ سنوات. فبعد العظة اقترب منه أخ شجاع وقال: متى سافرت إلى لندن أيها الراعي؟!
حين تنقل موعظة غيرك احذر، فقد تكون رعيتك مطلعة عليها.
هذا لا يعني ألا تدرس مواعظ غيرك، أو الكتب التفسيرية المفيدة. إن وصية الرسول لتيموثاوس "اعكف على القراءة والوعظ والتعليم (1تيموثاوس 13:4). فعلى الخادم أن يقرأ كثيرًا ويدرس كثيرًا.
اذكر كلمة الرب: "ألقوا شباككم للصيد." استخدم طريقتك أنت لا طرق غيرك، وكن طبيعيًا عاديًا في معاملاتك مع الناس وأنت تربحهم.

3- إلقاء الشبكة على كلمة الرب يسوع
لنستمع إلى كلمات سمعان بطرس وهو يقول: "يا معلم، قد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئًا. ولكن على كلمتك ألقي الشبكة." (5:5)
لكي تمسك الشبكة سمكًا كثيرًا يجب أن نلقيها على كلمة الرب يسوع، ولكي تكرز كرازة صحيحة لا تعتمد على كلامك أنت بل اكرز بكلمة الرب. "اكْرزْ بالْكلمة. اعْكفْ على ذلك في وقْتٍ مناسبٍ وغيْر مناسبٍ. وبّخ، انْتهرْ، عظْ بكلّ أناةٍ وتعْليمٍ. لأنّه سيكون وقْتٌ لا يحْتملون فيه التّعْليم الصّحيح، بلْ حسب شهواتهم الْخاصّة يجْمعون لهمْ معلّمين مسْتحكّةً مسامعهمْ، فيصْرفون مسامعهمْ عن الْحقّ، وينْحرفون إلى الْخرافات. وأمّا أنْت فاصْح في كلّ شيْءٍ. احْتمل الْمشقّات. اعْملْ عمل الْمبشّر. تمّمْ خدْمتك."
إن أمر الرب لنا هو الكرازة بالكلمة الموحى بها من الله، واذكر دائمًا كخادم للرب أن "كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ." (عبرانيين 12:4)
في سفر الجامعة 11 توجد كلمات ثمينة شجعتني كثيرًا في سني خدمتي. يقول كاتب سفر الجامعة بالروح القدس: "مَنْ يَرْصُدُ الرِّيحَ لاَ يَزْرَعُ، وَمَنْ يُرَاقِبُ السُّحُبَ لاَ يَحْصُدُ. فِي الصَّبَاحِ ازْرَعْ زَرْعَكَ، وَفِي الْمَسَاءِ لاَ تَرْخِ يَدَكَ، لأَنَّكَ لاَ تَعْلَمُ أَيُّهُمَا يَنْمُو: هذَا أَوْ ذَاكَ، أَوْ أَنْ يَكُونَ كِلاَهُمَا جَيِّدَيْنِ سَوَاءً." (جامعة 4:11، 6) فازرع كلمة الله في قلوب الناس صباحًا ومساء، وإذا تأخر ظهور الثمر لا تيأس ولا تفشل، بل استمر في زراعة كلمة الله. "اِرْمِ خُبْزَكَ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ فَإِنَّكَ تَجِدُهُ بَعْدَ أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ." (ع 1) ليعطِ الله كل واحد منا حكمة وبركة للنجاح في خدمة المسيح.
شريكك في الخدمة المقدسة
القس لبيب ميخائيل

المجموعة: 2016

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

263 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10607209