Voice of Preaching the Gospel

vopg

لقد دعانا الرب أن نشاركه أشرف مهمة وهي خدمة المصالحة التي أرسلنا فيها كسفراء عنه. ومهما كان للإنسان من مواهب وقدرات، فالكل يعبر عن ضآلته وإفلاسه إزاء هذه الخدمة لأنه "من هو كفؤ لهذه الأمور؟" من هنا كانت الحاجة ماسة لهذا الوعد "ولكنكم ستنالون قوة متى حلّ الروح القدس عليكم." وكانت وصيته الأخيرة لهم: "فَأَقِيمُوا فِي مَدِينَةِ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَنْ تُلْبَسُوا قُوَّةً مِنَ الأَعَالِي."

(لوقا 49:24) وقد صار هذا الوعد موضوع اشتياق قلوبهم فكانوا جميعًا بنفس واحدة أمام الله ينتظرون إتمام الوعد المبارك. ولما جاء يوم الخمسين تحقق لهم الوعد المبارك بالقوة الموعود بها.

أولاً: مفهوم هذه القوة
إن قوة الروح القدس هي القوة الإلهية العاملة في الأواني الخزفية ليكون "فضل القوة لله لا منا،" "كي لا يفتخر أحد." وهذه القوة ليست امتلاك جزء أكبر من الروح القدس بل معناها أن تتسع قلوبنا لحلول وامتلاك الروح القدس حتى يتمّم بنا البرنامج الإلهي. وهذا الفكر يقسم المؤمنين إلى قسمين: مؤمن جسدي ومؤمن روحي. أما الإنسان الخاطئ فهو إنسان طبيعي لا مكان له هنا.
المؤمن الجسدي: كتب الرسول عنه في 1كورنثوس 1:3 "وَأَنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أُكَلِّمَكُمْ كَرُوحِيِّينَ، بَلْ كَجَسَدِيِّينَ كَأَطْفَال فِي الْمَسِيحِ." والمؤمن الجسدي هو الذي يحكم فيه الجسد في كل شيء. ويصفه الكتاب بأنه طفل. والطفل لطيف في سنه الصغير، ولكن من غير المقبول أن يحتفظ بصفات الطفولة عندما يتقدّم به السن. والمؤمن الذي لا يتغذّى على كلمة الله، يتوقف نموّه عند مرحلة الطفولة الروحية، هذا الطفل يُخشى عليه، ويمكن أن يُخدع بسهولة، وأن يُحمل بكل ريح تعليم.
المؤمن الروحي: هو الذي يحكم الروح القدس في كل سلوكه وتصرفاته، وهو مؤمن نامٍ يعيش على الكلمة وله شركة مع الله، لذلك فهو يحكم في كل شيء ولا يُحكم فيه من أحد. والمؤمن الروحي نافع، كلماته مُصلحة بملح، تُعطي نعمة للسامعين، وعنده روح تمييز، وله الحواس مدرّبة للتمييز بين الخير والشر. فمن أي فريق أنت؟

ثانياً: غاية الوعد
عندما تَخاطَب الرب مع التلاميذ وأوصاهم ألا يبرحوا من أورشليم، ابتدأوا كجسديين يتكلمون في الأمور الأرضية. وابتدأ الرب يصرف أنظارهم عن الأرضيات بقوله: "ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات." الرب لا يريدنا أن ننشغل بالسياسة لأن شاغلنا هو المصالحة وانتظارنا مجيء العريس. ووجّه أنظارهم إلى مهمتهم العُظمى "ولكنكم ستنالون قوة متى حلّ الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودًا." والقوة الروحية التي وعد بها الرب تؤيّد حياة المؤمن بالسلطان الإلهي والمسحة التي تتفق مع المهمة التي كلّفه وشرّفه بها الرب.

ثالثًا: عمل القوة في حياة المؤمن
1- قوة للنصرة
هذه القوة تعطي انتصارًا على الخطية والضعف. فالمؤمن في حرب ضدّ الأفكار غير النقيّة من حقدٍ، أو غضب، أو تحزّب، أو خصام. ويبقى في هذه الحرب والصراع حتى يصرخ "ويحي أنا الإنسان الشقي. من ينقذني من جسد هذا الموت؟" ويدرك المؤمن أنه بحاجة لقوة خارجة عنه، هي قوة الروح القدس. "بالروح تميتون أعمال الجسد."

2- قوة للقيادة
لقد اتخَذَنا الروح القدس هيكلاً لسكناه، ولذلك يجب أن يكون هذا الهيكل مقدّسًا وأن تكون السيادة فيه للروح القدس. لأنه هل يمكن أن الله الروح القدس بكل عظمته يحلّ فيك وتكون القيادة لك أنت؟ إن هذا ما يفعله المؤمن الجسدي، وهذا ما يحزن قلب الله. إن الكتاب يقول عن شمشون – الذي عاش في عصر الناموس – "كان روح الرب يحرّك شمشون"، فما بالك بمؤمن العهد الجديد الذي يعيش في عهد سُكنى الروح القدس؟
وليست القيادة في السلوك والتصرف فقط بل في الخدمة أيضًا. ونجد في سفر الأعمال الأمثلة للانقياد بالروح في الخدمة، فنجد الروح القدس يمنع بولس وسيلا من الخدمة في آسيا وقد أطاعا صوت الله. وفي مرة أخرى ظهر للرسول رجل مقدوني في رؤيا يقول: "اعبر إلينا وأعنّا،" وأطاع الرسول هذا أيضًا. وكان لهذه الطاعة الثمار المباركة. بل قيل عن الرب يسوع نفسه بعد المعمودية أنه "كان يُقتاد بالروح القدس." (لوقا 1:4)

3- قوة للخدمة والشهادة
المؤهِّل الوحيد الذي يؤهل المؤمن للشهادة المثمرة الناجحة هو قوة الروح القدس. فلنحذر من خدمةٍ تُقدَّم معتمدة على كفاءتنا الشخصية.
نحن لا ننتظر يوم خمسين آخر لأن الروح القدس قد جاء، ولكن علينا أن ننتظر أمام الرب، ونضع نفوسنا تحت الفحص الإلهي، لنرى الشوائب التي دخلت إلينا، ولنسلّم تسليمًا كاملاً للروح القدس، وهكذا يملأنا إلى كل ملء الله، ونختبر القوة الإلهية التي ترينا الفرق بين الخدمة الأولى المبنية على الإمكانيات، والخدمة الجديدة المؤسسة على القوة.
ما أعظم الفرق بين بطرس في الأناجيل وبطرس في سفر الأعمال! إنها قوة الروح القدس الذي حوّل سمعان (الرمل المفكّك) إلى بطرس (الصخرة القوية). وعندما رفعت الكنيسة الأولى صلاة بنفس واحدة "تزعزعَ المكان الذي كانوا مجتمعين فيه، وامتلأ الجميع من الروح القدس، وكانوا يتكلمون بكلام الله بمجاهرة." (أعمال 31:4) إنها قوة الروح القدس للشهادة. فهل يتجاسر أحد بعد ذلك أن يخرج للخدمة دون أن يمتلئ بالروح القدس؟

المجموعة: 2017

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

265 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10589358