Voice of Preaching the Gospel

vopg

لعل معظم رعاة الكنائس في العالم يتساءلون في هذا العام عما يحمله إليهم من مفاجآت سارة أو محزنة؟ أو ما هي تمنياتهم، كرعاة وكنائس، لنموّ المؤمنين، وانتشار كلمة الله بين الأمم والشعوب بصورة فعالة، أو على الأقل في أوساطهم الاجتماعية التي يعيشون.

ولكنني في هذه المشاركة القصيرة أودّ أن أشير إلى ثلاثة أوضاع بعضها ذاتية تمس الراعي وكنيسته، وبعضها الآخر يرتبط بالمجتمع القائمة فيه الكنيسة ومدى تأثيرها فيه، والوضع الثالث هو الوضع العالمي الذي قد يكون له تأثير مباشر أو غير مباشر على الخدمة المسيحية في صراعها مع القوى الروحية المناوئة التي تحاول أن تخمد روح الكرازة بكل ما لديها من وسائل خطَّط لها إله هذا الدهر للقضاء على كنيسة المسيح.

وضع الكنيسة المحلية
لو سألنا أي راعي كنيسة محلية: ماهي أُمنيتك للعام لأجاب - بلا ريب – أن تكون رابحة نفوس لتنمو وتصبح شهادة حية عن عمل قوة المسيح في حياة كل من يؤمن به. أليس هذا هو هدف كل كنيسة تجعل المسيح محورها، والروح القدس مصدر انتعاشها، والآب المسيّج حولها؟ إنَّ أُمنية الراعي هذه هي أمنية مقدسة يبتهج لها قلب الرب ويباركها. ولكن: ما هو الدور الذي يجب أن تقوم به الكنيسة لتكون فاعلة في مجتمعها؟ والجواب، إن كل وسائل النجاح المثمرة متوافرة في داخلها، وليس خارج حدودها. إن كل انتعاش يبدأ حقًا في حياة الراعي والرعية وهذا يتطلب من كنيسة المسيح أن تكون:

أولاً، كنيسة مصلية
من الملاحظ أن اجتماع الصلاة هو أضعف الاجتماعات حضورًا في معظم الكنائس، على الرغم من الوصايا الكثيرة التي دوَّنها الكتاب عن الصلاة كمثلِ "صلوا ولا تملّوا... صلوا ساهرين وباجتهاد... صلوا في كل حين..." إن الكتاب المقدس يحثّ على الصلاة لأنها هي وسيلة الاتصال المضمونة بعالم الملكوت ولا تستطيع أية قوة أن تعطلها إلا الخطيئة. وهذا ما يستهدفه إبليس دائمًا في تعطيل خطوط الاتصال بين الله والمؤمنين، وهو أمر على الكنيسة أن تتوقَّاه لتدرأ عن نفسها روح الفشل وتتغلب عليه بل تظفر بالانتعاش الذي تتوق إليه. إن اجتماع الصلاة هو الأتون الذي يضرم الكنيسة بالقوة لأن فيه تتحد النفوس والقلوب.

ثانيًا، درس الكتاب المقدس
درس الكتاب المقدس هو مؤسسة التدريب العملي، والتعمّق في معرفة إرادة الله ومقاصده وعقائد الإيمان المسيحي. فالمؤمن الذي لا يدرس الكتاب المقدس، ويتأمل في تعاليمه يكون كمن يذهب إلى شاطئ البحر بكامل ثياب السباحة ولكنه لا يجرؤ على الخوض في المياه العميقة. إن في معرفة كلمة الله تدريب، وتنمية، وتهيئة للإجابة عن كل سؤال كتابي يوجهه الآخرون إلينا. ومن المؤلم حقًا أن يكون اجتماع درس الكتاب المقدس هو ثاني أضعف اجتماع في الكنيسة، فضلاً عن الخسارة الروحية التي يُمنى بها المؤمن. إن في رأيي أن اجتماع درس الكتاب المقدس هو معهد لاهوت مصغّر، يتلقّى فيه المؤمن، ولا سيما في أول عهده بالإيمان، المعرفة، والرؤيا الروحية، والأسس المبدئية التي يبني عليها معارفه السليمة.

ثالثًا، الشهادة لأجل ربح النفوس
وهي أمر حتميّ على كل مؤمن أن يكرز بكلمة الإنجيل، كل حسب الموهبة التي أعطاه إياها الله. في وسع أي مؤمن أن يشهد عن عمل المسيح في حياته بثقة وبساطة إيمان لأنه قد اختبر معنى الخلاص بغفران خطاياه، وما أصابه من تغيير حق في حياته أو كما يقول الكتاب: "هوذا الكل قد صار جديدًا." ولا شك أن هناك مَن وهبه الله نعمة الوعظ، أو التعليم، أو الإرشاد، ولكن هذه المواهب تفتقر إلى تدريب وتعمّق وتنمية، وليس أفضل لأيّ مؤمن حديثٍ من أن يبدأ صقل موهبته هذه في اجتماع درس الكتاب المقدس.
وعندما يجتاح الانتعاش الكنيسة فإنها تصبح منارة مشعًّة تضيء حولها بأنوار باهرة ويصبح كل عضوٍ فيها ثورة روحية تضرم ما حولها، فإذ بالمجتمع الذي تجد نفسها فيه يعتريه تغيير جذري في حياة المؤمنين وغير المؤمنين بل تجتذب تلك المنارة الكثيرين إليها كما تجتذب منارة مرفأٍ السفن التي تمخر عباب بحر هائج في ليلة مظلمة عاصفة، ومن ثمّ ترسو في مينائها، مطمئنة سالمة. إن الكنيسة الحية مبنية على صخرة ثابتة تعجز عنها ضربات الأمواج الهائلة، لهذا استطاعت على الرغم من كل اضطهاد وضيق، وهجوم مرعب أن تثبت وتستمرّ لأنها كنيسة المسيح. فالمجتمع المحيط بالكنيسة المنتعشة الناهضة يدرك أنها مرسى بركة وسلام ومحبة ويستضيء بوهجها الوقّاد.
وكذلك يكون موقفها من الصراعات العالمية، والانقلابات، والحروب والقوى التي تتألب لكي تقضي على الكنيسة ونموّها وكرازتها، بل إن ما يجري في العالم اليوم من اتجاهات إلحادية وتغييرات اجتماعية في البنية العائلية، والمساومة على كلمة الله، والانهيار الروحي حتى في كيانات المؤسسة الدينية، يثير حربًا ضروسًا عل الكنيسة في محاولة لتقويض دعائمها، واختلاق تعاليم منحرفة تتعارض كليًا مع جوهر الكتاب المقدس وقداسة الحياة المسيحية. مثل هذه الحركات الشيطانية التي شرعت في التسرّب إلى كيان بعض الكنائس، تنخر كالسوس في أسسها، وتشكِّل خطرًا داهمًا على حياة كنيسة المسيح التي ما برحت بكل ثقة ويقين وإيمان تتمسّك بما أعلنه الله من سلوك القداسة والطاعة التي يطالبنا بها خالق الكل.
إنني أدرك تمامًا أن أمنية كل راعٍ ومؤمن أن تكون السنة الجديدة هي سنة نهضة وانتعاش وامتداد روحي، وغلبة على البدع والانحرافات والحرب الشعواء التي أعلنها إبليس على الكنيسة المفدية، ولكن أقول: إن الانتصار يبدأ أولاً من الداخل، في قلوب المؤمنين، في الانتعاش الحيوي الذي سيمتدّ إلى ما وراء جدرانها إلى الخارج. فلنطلب من رب الانتعاش أن يبدأ بنا.
أخوكم في الخدمة،
صموئيل عبد الشهيد

المجموعة: 2018

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

91 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10610909