Voice of Preaching the Gospel

vopg

شباط (فبراير) 2009

"تعتمد علاقاتُ البشر بعضهم ببعض على أمرَيْن هامَّيْن جداً ألا وهما الذكاءُ العاطفي والذكاء الأكاديمي." هذا ما قاله الدكتور أحمد عكاشة رئيس الجمعية المصرية للطب النفسي في تقريرٍ له مؤخراً. كما أكَّد أن ستين بالمئة من حالات الطلاق بين المتزوجين في العالم تقع بسبب عدم وجودِ ذكاء عاطفي. فعندما يقول الزوجُ لزوجته "أحبكِ" في كل يوم فإنَّ هذا يَقيها من الذبحةِ الصدرية. والعكس أيضاً صحيح. فإذا قالت الزوجة لزوجها في كل يوم "أحبكَ" فإنها تحميه من أي مكروه يحصل له في قلبه.


وتابع الدكتور قوله: “إنه من أهم أسباب ارتفاع الطلاق بين المصريين خاصة في السنوات الأولى من الزواج، هو غيابُ الثقة بين الطرفين." إذن علاقاتُ الزوجين بعضهما ببعض تستمر وتنتعش إذا ما كان الزوجان حادَّي الذكاء العاطفي. وكذا العلاقات بين أفراد العائلة الواحدة والعلاقات بين البشر بشكل عام. إذ عندما يفوهُ المرء بكلمة أحبكَ وأحبكِ تنفرجُ الأسارير وتخفقُ القلوب وتلمعُ العيون وترتاح الأفئدة. فيا لَوقْع هذه الكلمة على حياة الأزواج والعائلات والمجتمعات.
لَكَم حزَّ في نفسي مرةً حين سمعت أحدهم يصِّرح بأنه لم يسمع كلمة "أحبكَ" من والده يوماً قط. فلقد ترعرع وسطَ عائلة لا تأخذ كلماتِ الحب وتعابيرَه على محمَلٍ من الجِدّ. ويمضي البعض في مجتمعاتنا العربية إلى اعتبار هذه الكلمات ضَرْباً من الدَّلع يصل إلى حدِّ الميوعة. لذا فنراهم يمتنعون عن استخدام كلمات الحب والولَه لاعتباره من كلام الشعراء والعشَّاق. لذا فليس للحبِّ مكانٌ في قاموس حياتهم اليومية. أمَّا البعض الآخر وخاصةً النساء اللاتي تربَّينَ في عائلات محافظة وتقليدية، نراهنَّ قليلاتِ التعبير عن عواطفهن حتى ولو لأزواجهن. في حين نراهنَّ يَفِضْنَ بها على أولادهن وفلذات أكبادهن. وبعض الأزواج يعتبرون أن كلمة أحبكِ يا زوجتي تُنقِص من قيمته كرجل، لذلك فهو لا يفوه بها ولا حتى في المناسبات. أما في مجتمعات الغرب فنرى كلمة أحبكِ وأحبكَ قد استُهلكت وأصبحتْ مبتذلة إذ فقدت معناها الحقيقي لكثرةِ ما استُعملَتْ. ونسمع الكلمة تُتداول في وقت مناسب وغير مناسب. وغدا بعض الأزواج يقولونها لبعضهم البعض في كل ساعة ووقت، حتى وصلت كلمة أحبكَ أو أحبكِ في بعض المرات إلى قاعات المحاكم حيث يرفعون فيها قضايا ضد بعضهم البعض. أحبكَ يا زوجي ولكنني لستُ واقعة في حبكَ، فاعذرني. وكذا الزوج لزوجته: أحبكِ لكن هناك أخرى تعجبني إلى حد أكبر... وهكذا دواليك... فهل تفوه بكلمة أحبكِ بشكل عشوائي أيها الزوج العزيز؟ أم أنَّكَ تعني بالضبط ما تقول؟ وكذلك أنتِ أيتها الزوجة العزيزة هل تحرِصين حقاً حين تنطقين بهذه الكلمة فتعنينَ ما تقولين؟ وهل تتصرفين بذكاء عاطفي مع زوجك وشريك حياتك؟ فتحميه بذكائك من كل ما يزعجه ويقلقه ويمرضه؟
منذ أكثر من مئة سنة طَبع لويس كلوبش Louis Klopsch أول كتاب مقدس يحوي "الحرف الأحمر". وذلك لأنَّه فكَّر في كلمات الرب يسوع المسيح المذكورة في الإنجيل بحسب لوقا والفصل الثاني والعشرين والعدد العشرين منه حين قال: "وكذلك الكأس أيضا بعد العشاء قائلاُ هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي الذي يُسفك عنكم." ولقد استخدم لويس من أجل ذلك حبراً أحمرَ ليجذبَ انتباه القارئ لكلمات الرب يسوع. وعليه تقول الكاتبة سيندي كاسبارCindy Kaspar فإنَّ الكلمات المدوّنة في الكتاب المقدس لا تُقدَّر بثمن بالنسبة لكل مؤمن ومؤمنة، لأنَّّها تخبرنا عن "رسالة الحب" التي أرسلها الله الآب منذ ألفيِّ سنة في شخص ابنه يسوع المسيح. إنَّ هدف مجيء يسوع المسيح لأرضنا هذه كابن الإنسان هو أن يموت ويقدِّم نفسه من أجلنا حتى يكون لنا حياة فيه. وخطة الله كُتبت بالأحمر لأنها كُتبت "بدمٍ كريم كما من حمَلٍ بلا عيب ولا دنس، دم المسيح"
(ابطرس 1: 19). وليس هذا فحسب، بل أضحى كلُّ مَنْ قَبِل محبة الله وعطيته التي لا يعبَّر عنها، رسالةً للذين لم يعرفوه بعد. فنحن كما يقول الرسول بولس في رسالته الثانية إلى أهل كورنثوس مدعوُّون لنصبحَ "رسالة المسيح المكتوبة ليس بحبر، إذ يقول: "ظاهرين أنكم رسالة المسيح مخدومة منا مكتوبة لا بحبرٍ بل بروح الله الحي، لا في ألواح حجرية بل في ألواح قلبٍ لحمية" (2 كورنثوس 3:3). وختمت سيندي كاسبار حديثها المدوَّن في خبزنا اليومي لتقول: وقبل أن يخصّص العالم يوماً في شهر شباط (فبراير) للاحتفال بالحب وقبل مئات السنين، أُرسِلتْ إلى البشرية "رسالةُ حبٍ" غيَّرت مجرى التاريخ والإنسان، رسالة حب الله للبشر حين صرَّح عنها المخلص والفادي نفسه إذ قال: “لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يوحنا 3 :16).
حريٌّ بنا إذن يا أصدقائي أن نقف هنيهةً لكي نراجع حساباتنا. ونلقي ضوءاً على حبِّنا كأزواج وزوجات، على محبتنا لعائلاتنا، وعلى محبتنا تجاه أصدقائنا وجيراننا والناس من حولنا. حريٌّ بنا أن نبدأ صفحة جديدة في هذا العام الجديد فنقبلَ أولاً رسالة الحب التي وصلتنا من السماء منذ ألفي عام، في شخص المسيح. وبالتالي نصبح نحن رسالة مكتوبةً للعالم بروح الله الحي. رسالة حب تؤثر في الناس فتحوِّلُ قلوبهم الحجرية إلى قلوبٍ لحمية تتجاوب هي الأخرى مع رسالة السماء لهم. فأرجو أن نكون جميعاً رجالاً ونساءً صغاراً وكباراً شيوخاً وأطفالاً، رسالة السماء إلى الأرض. فلا نحب بالكلام واللسان بل بالعمل والحق. ليس لكي ينجو الأزواج والزوجات من الذَّبْحات الصدرية والآلام وضغوط الحياة فحسب، بل لكي ننقذ الناس من حولنا أيضاً من حبائل الخطية وعقابها المرير.
فهل صرتَ رسالة المسيح المقروءة؟
هل يرى فيك الناس يسوع المحب والحنون والشفوق؟ الذي لمَّا رأى الجمع، أشفق عليهم لأنهم كانوا كغنم لا راعي لها. يا ليت حياتنا جميعاً تكون حقاً رسالة مكتوبة بالأحمر، وواضحة للعيان يفيض منها الحبُّ الكثير.

المجموعة: 200902

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

115 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10571751