Voice of Preaching the Gospel

vopg

أيلول (سبتمبر) 2006

حقاً إنه لتعبير بليغ عميق المعاني...  كيف لا وهو لسان حال رجال الله القديسين، وقد نطق به ذلك المرنم الشهير داود، النبي والملك في آن معاً؟

 

لم يطلق داود هذه الزفرة إلا من خلال تأثيرات داخلية عميقة؛ من قلب متألم يئن بسبب حرب ضروس بينه وبين عالم مضطرب وجسد جموح وخطية محيطة. والحق أن هذه هي حالة رجالات الله الروحيين، الذين خاضوا في بحور الروح، وبعدوا إلى العمق، وهم في شركة متينة مع الإله الخالق القدير، والحكيم، والمحب الذي دفعته محبته لأن يضحي بابنه الوحيد الذي بذله من أجلنا أجمعين.

إن إرادة الله لحياتنا ليست أن نكون مؤمنين سلبيين نفعيين؛ بل أن نكون إيجابيين. يريد الله أن نحمل عارالمسيح، وأن نعيش غرباء نزلاء، قولاً وفعلاً.

وإننا لنرى ذلك القائل: ”غريب أنا في الأرض“ غريباً حقاً، فقد كان هدفه إرضاء الرب، وعاش حياة إيجابية فعلاً؛ فبينما كانت إرادة شاول قتل داود، لم يشأ داود أن يقتله - مع أن هذا كان يسيراً بالنسبة له - بل عندما دفعه الرب ليده، عفا عنه، وكان صوته يرتفع وينادي شاول قائلاً:  ”هوذا قد رأت عيناك اليوم هذا كيف دفعك الرب ليدي في الكهف، وقيل لي أن أقتلك، ولكنني أشفقت عليك، وقلت لا أمدّ يدي إلى سيدي لأنه مسيح الرب هو“ (1صموئيل 10:24). ثم ناداه مرة أخرى قائلاً: ”وراء من خرج ملك إسرائيل، وراء من أنت مطارد... وراء كلب ميت، وراء برغوث واحد. فيكون الرب الديان ويقضي بيني وبينك ويرى ويحاكم محاكمتي وينقذني من يدك“ (1صموئيل 14:24-15). إن داود لم يكن كلباً ميتاً، ولا برغوثاً مطارداً، ولكن هذه هي حالة وشعور من أراد أن يعيش غريباً.

كل رجل يتغرّب عن وطنه نراه يعمل جاهداً بلا إهمال حتى إذا رجع إلى وطنه يكون مرفوع الرأس؛ حتى وإن طالت غربته ألا يئن شوقاً وحنيناً إلى وطنه الأول؟ فلنهبّ إلى العمل المثمر الذي يبقى إلى الحياة الأبدية، ولنعمل ليل نهار في خدمة سيدنا وحصاد الثمر الوفير، حتى نكون مرفوعي الرؤوس عندما ننتقل إلى وطننا السماوي.

والغريب أيضاً لا يبني بيتاً، ولا يقتني شيئاً من حطام موطن الغربة. ولا يحمل معه إلى وطنه الأول إلا ما كان ثميناً ومفضّلاً. وهل أثمن من الثمار المجتناة من هذه الحياة للحياة الأبدية وهي ما نعمله ليسوع؟ فلا شيء نستطيع أن نحمله عبر وادي ظل الموت إلا ما هو ليسوع! ولا شيء يمكننا أن نصطحبه معنا في الاختطاف إلا ما هو ليسوع.  فلنتيقّظ ولنتّعظ.

لنفحص نفوسنا أمام كلمة الله وأمام الرب، ولنعش حياة الغربة الحقيقية، عالمين أن لنا وطناً باقياً في السماء. عندئذ نستطيع أن نقول مع الرسول بولس: ”إني أحسب كل شيء أيضاً خسارة، من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي“ (فيلبي 8:3). ليتنا نعيش غرباء ونزلاء فعلاً، لا يستهوينا شيء من حطام هذه الدنيا؛ عالمين أن لنا - ما دمنا في هذا العالم - سكنى الخيام، وشتى المصاعب والأهوال، وكل ما يمكن أن يصادفه غريب، متيقنين أن لنا بيتاً في السماء، غير مصنوع بيد أبدياً ثابتاً، وهناك سيمسح الله كل دمعة من عيوننا، وسنعيش في بيوتنا الحقيقية...

لنحمل الصليب متمثّلين برجل الله داود، ولتكن كل مقاصدنا تتميم مشيئة الرب في حياتنا؛ والله الذي نظر إلى داود وأكرمه هو يكرمنا ويرفعنا، ولنذكر ما هو مكتوب في 1صموئيل 30:2 ”فإني أكرم الذين يكرمونني والذين يحتقرونني يُصغرون“.

المجموعة: أيلول September 2006

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

111 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10475798