Voice of Preaching the Gospel

vopg

حزيران (يونيو) 2007

الحياة والموت... ما أعظم الفرق بينهما! إنهما نقيضان لا يجتمعان. إننا نحرص على الحياة ونحاول أن نبقيها، بينما ننفر من الموت ونحاول أن نتجنبه ونتحاشاه. ولعل حكيم الأجيال كان متأثراً بهذه الحقيقة عندما قال: ”كلب حي خير من أسد ميت“.

 

ولذلك فإن الدهشة تأخذنا إذا ما وجدنا الموت والحياة في كفتين متعادلتين عند بعض الناس. وقد كان الرسول بولس واحداً من هؤلاء. أصغِ إليه وقد امتلأ قلبه حباً للمسيح: ”إني متيقّن أنه لا موت ولا حياة... تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا“. أي إن الموت والحياة قد تساويا عنده. فالحياة فقدت إغراءها. والموت فقد سلطانه المرعب، وأصبح كل منهما عاجزاً، لا أثر لأيهما في نفسه، إزاء محبة المسيح الغامرة التي استولت عليه!

وعندما امتلأ الرسول غيرة لخدمة الفادي، حتى أصبحت هذه الخدمة غرضه الأساسي بل مطلبه الأول، لم يعد يبالي بالحياة أو يأبه بالموت، كان مستعداً أن يخدم المسيح بحياته أو بموته: ”الآن يتعظّم المسيح في جسدي سواء بحياة أو بموت“. وقد تساوى الموت والحياة عنده لدرجة أنه عجز أن يفاضل بينهما، فقال: ”إني محصور بين الاثنين“!

لقد هانت عليه نفسه، وكان مستعداً أن يقدمها - عن طيب خاطر - في سبيل خدمة المسيح: ”ولكنني لست أحتسب لشيء ولا نفسي ثمينة عندي حتى أتمم بفرح سعيي والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع لأشهد ببشارة نعمة الله“.

إن الإيمان بالله المحب يولّد الثقة المطلقة به وبكل أفعاله. فإذا أعطى الحياة فهي بركة.. وإذا سمح بالموت فهو بركة أيضاً! وبهذه الحقيقة واجه أيوب موت أبنائه وبناته، فقال قوله المأثور: ”الرب أعطى والرب أخذ فليكن اسم الرب مباركاً“.

إن سر شقائك، راجع في المقام الأول إلى خوفك على الحياة ومباهجها لئلا تضيع، وفي نفس الوقت خوفك من الموت لئلا يداهمك.

ولذا فالعلاج الحاسم، الذي اختبره الكثيرون، هو أن تقبل المسيح ليأخذ مكانته اللائقة في قلبك محباً وفادياً. ستأسرك محبته فتعطي نفسك بجملتها لخدمته. وبذلك يفقد الموت سلطانه والحياة سيطرتها، فتتحرر من القلق على الحياة والخوف من الموت. فالمسيح ”أبطل الموت وأنار الحياة والخلود“، فإذا قبلته فستسعد في الحياة والموت، وتستطيع عندئذ أن تضمّ صوتك مع بولس قائلاً: ”لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح“، ”لأننا إن عشنا فللرب نعيش وإن متنا فللرب نموت. فإن عشنا وإن متنا فللرب نحن“، وهكذا يزول كل فارق بين الحياة والموت.

المجموعة: 200706

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

132 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10473490