Voice of Preaching the Gospel

vopg

تموز (يوليو) 2008

 

”فإن مصارعتنا ليست مع دم ولحم، بل مع الرؤساء، مع السلاطين، مع ولاة العالم، على ظلمة هذا الدهر، مع أجناد الشر الروحية في السماويات“ (أفسس 12:6).

 

لو انفتحت عيون أذهاننا، ورأينا القوى الروحية المحيطة بنا، وميادين مصارعتها لنا نحن المؤمنين لأسرعنا مختبئين تحت دم يسوع المسيح الكريم الذي وحده يقدر أن يعطينا النصرة على قوات الظلام!

يكشف بولس الرسول بالروح القدس عن مصارعة المؤمنين. والمصارعة فيها مواجهة بالأيدي والعضلات، هدفها طرح المهزوم على الأرض.

وسأضع حديثي في هذه الرسالة في كلمتين:

أولاً: ميادين الصراع مع قوات الظلام

الفضاء المحيط بنا نحن المؤمنين بيسوع المسيح يعجّ بمختلف درجات قوات الشيطان التي تصارعنا في صحونا ونومنا، وهدفها هزيمتنا وإذلالنا.

والقوات التي يرأسها الشيطان، قوات منظّمة تنظيماً عسكرياً متقناً يتدرّج من الرؤساء، إلى السلاطين، إلى ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر، إلى أجناد الشر الروحية في السماويات... والسماويات هنا ليست هي السماويات التي يجلس فيها المؤمنون مع يسوع المسيح (أفسس 6:2)، ولكنها طبقات الفضاء العليا التي هي مسكن رئيس سلطان الهواء وجيشه المنظم (أفسس 2:2).

وميادين مصارعة المؤمنين ثلاثة ميادين:

1- ميدان مكايد الشيطان

”البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس“ (أفسس 11:6).

والمكايد تعني تدبير خطط لهزيمة المؤمن. ونحن نقرأ عن اليهود كيف تشاوروا ليقتلوا بولس بعد تجديده واعترافه بيسوع رباً، ”فعلم شاول (الذي هو بولس) بمكيدتهم.. فأخذه التلاميذ ليلاً وأنزلوه من السور مدلّين إياه في سلّ“ (أعمال 23:9-25). والشيطان يضع الخطط مع قواته ليهزم المؤمن، ويذلّه، ويشوّه شهادته.. ومكايد إبليس لا حصر لها، لذلك كتب بطرس الرسول للمؤمنين قائلاً: ”اصحوا واسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو“ (1بطرس 8:5).

2- ميدان اليوم الشرير

”من أجل ذلك احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تقاوموا في اليوم الشرير“
(أفسس 13:6).

واليوم الشرير هو اليوم الذي تحدث فيه المصائب متتالية في يوم واحد. فاليوم الذي خرج فيه الشيطان من أمام وجه الرب، وقد سمح له الرب أن يفعل ما يريد بكل ما لأيوب، ووضع له حداً قائلاً: ”وإنما إليه لا تمدّ يدك“ (أيوب 12:1).. كان يوماً شريراً تتابعت فيه الكوارث على أيوب.. ففي ذلك اليوم الشرير فقد كل ما كان يملك من بقر وأتن.. وأحرقت النار غنمه وغلمانه وأكلتهم.. وهاجم الكلدانيون خدمه وأخذوا الجمال التي كانت له.. وأخيراً ضرب إعصار شديد زوايا البيت الأربع الذي كان أولاده وبناته فيه فسقط عليهم وماتوا.

كان هذا اليوم الأسود، هو اليوم الشرير في حياة أيوب.. ولعلك اختبرت ولو جزئياً يوماً مثل هذا.. حدث خلل في سيارتك، وانزلقت رجل ابنك فانكسرت، واكتشفت سرقة المال الذي اقتصدته واحتفظت به في بيتك، وجاءك خبر وفاة والدتك.. كل هذا في يوم واحد. هذا يوم شرير يحتاج إلى حمل سلاح الله الكامل لتقاوم هجوم قوات الظلام.

3- ميدان سهام الشرير الملتهبة

”حاملين فوق الكل ترس الإيمان الذي به تقدرون أن تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة“ (أفسس 16:6).

وسهام الشرير توجّه إلى عقلك.

هي سهام تملأ عقلك بالشك في حقيقة محبة الله... إذ يهمس الشرير في عقلك قائلاً: أين هي محبة الله فيما حدث لك؟ لماذا أُخذ ابنك أو ابنتك منك وهما في ريعان الشباب؟ لماذا أضاع ثروتك؟ لماذا سمح أن يهاجم جسدك هذا المرض الخطير؟

وهي سهام تملأ العقل بالتصوّرات الجنسية المثيرة، فتتسلّط عليك أفكار جنسية قذرة تسلبك طهارة فكرك وسلام قلبك.

وهي سهام تملأ العقل بتدابير الانتقام من أشخاص أساءوا إليك.. فتدفعك لقضاء وقت في تدبير مكايد للانتقام من أعدائك. وسهام الشرير ”ملتهبة“، فهي كالنار تلسع وتؤلم وتحرق الأعصاب.

لما حان وقت وفاة يعقوب جمع أولاده ليخبرهم بما يصيبهم في آخر الأيام.. ولما جاء دور يوسف قال له يعقوب: ”يُوسُفُ، غُصْنُ شَجَرَةٍ مُثْمِرَةٍ، غُصْنُ شَجَرَةٍ مُثْمِرَةٍ عَلَى عَيْنٍ. أَغْصَانٌ قَدِ ارْتَفَعَتْ فَوْقَ حَائِطٍ. فَمَرَّرَتْهُ وَرَمَتْهُ وَاضْطَهَدَتْهُ أَرْبَابُ السِّهَامِ. وَلكِنْ ثَبَتَتْ بِمَتَانَةٍ قَوْسُهُ، وَتَشَدَّدَتْ سَوَاعِدُ يَدَيْهِ. مِنْ يَدَيْ عَزِيزِ يَعْقُوبَ، مِنْ هُنَاكَ، مِنَ الرَّاعِي صَخْرِ إِسْرَائِيلَ“ (تكوين 22:49-24).

فسهام الشرير تملأ الحياة مرارة. وليس أردأ من المرارة في حياة المؤمن.

ثانياً: أسلحة المقاومة المقدمة للمؤمنين

”البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تثبتوا ضدّ مكايد إبليس“ (أفسس 11:6).

”احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تقاوموا في اليوم الشرير“ (أفسس 13:6).

السلاح سلاح الله

”إذ أسلحة محاربتنا ليست جسدية، بل قادرة بالله على هدم حصون. هادمين ظنوناً وكل علو يرتفع ضدّ معرفة الله، ومستأسرين كل فكر إلى طاعة المسيح“  (2كورنثوس 4:10-5).

ويوجد سلاح للدفاع، ”لكي تقدروا أن تثبتوا ضدّ مكايد إبليس“،

ويوجد سلاح للهجوم، ”لكي تقدروا أن تقاوموا في اليوم الشرير“.

وسلاح الله كامل يحمي كل جزء وكل دائرة في حياة المؤمن.

×  فهناك منطقة الحق التي تشدّ أزرنا. ومنطقة الحق هي كلمة الله.. هي التمسّك بالكتاب المقدس، وعدم الحيدان عن كلماته، وعدم استبدالها بتقاليد الناس.

×  وهناك درع البر.. والدرع لحماية الصدر والقلب.. والشخص الوحيد الذي يحمي القلب هو ”المسيح“ الذي ”صار لنا حكمة من الله وبراً وقداسة وفداء“ (1كورنثوس 30:1).

”فوق كل تحفّظ احفظ قلبك لأن منه مخارج الحياة“ (أمثال 23:4).

×  وهناك حذاء استعداد إنجيل السلام.. ومعناه الاستعداد للسلوك كما يحق لإنجيل المسيح.. والاستعداد للمناداة بإنجيل المسيح.. إنجيل السلام.

×  وهناك ترس الإيمان الذي يحمله المؤمن فوق كل الأسلحة المتقدمة، وهو وسيلة إطفاء جميع سهام الشرير الملتهبة، ”حاملين فوق الكل ترس الإيمان الذي به تقدرون أن تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة“ (أفسس 16:6).

عندما حمل ”أيوب“ ترس الإيمان استطاع أمام الكوارث المتتابعة التي هاجمه بها الشيطان في يوم واحد أن يقول:

”عرياناً خرجت من بطن أمي وعرياناً أعود إلى هناك. الرب أعطى والرب أخذ فليكن اسم الرب مباركاً“ (أيوب 21:1).

×  وهناك خوذة الخلاص التي تحمي الرأس من الشكوك التي يحاول الشيطان وقواته الخفية مهاجمة المؤمنين بها.

×  وهناك سيف الروح الذي هو كلمة الله.. والذي استخدمه يسوع حين جرّبه إبليس إذ قال له مقاوماً كل تجربة: ”مكتوب“، ”مكتوب“، ”مكتوب أيضاً“
 (متى 4:4 و7 و10).

”لأن كلمة الله حية وفعّالة وأمضى من كل سيف ذي حدّين، وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ، ومميّزة أفكار القلب ونيّاته“ (عبرانيين  12:4).

فالمؤمن يحتاج في صراعه مع الشيطان وقواته أن يعرف ويحفظ كلام الكتاب المقدس في قلبه، ”خبّأت كلامك في قلبي لكي لا أخطئ إليك“ (مزمور 11:119). عليه أن يحفظ على الأخصّ مزمور 119 كله ليعرف معنى قوة استخدام سيف الروح الذي هو كلمة الله في صراعه مع قوات الشر الروحية.

×  مع كل هذه الأسلحة التي أعدّها الله للمؤمنين، أضاف بولس الرسول سلاح الصلاة، ”مصلين بكل صلاة وطلبة كل وقت في الروح وساهرين لهذا بعينه بكل مواظبة وطلبة لأجل جميع القديسين“ (أفسس 18:6).

إن صلواتنا يجب أن تكون في الروح القدس ”وكذلك الروح أيضاً يعين ضعفاتنا لأننا لسنا نعلم ما نصلي لأجله كما ينبغي، ولكن الروح نفسه يشفع فينا بأنات لا يُنطق بها. ولكن الذي يفحص القلوب يعلم ما هو اهتمام الروح. لأنه بحسب مشيئة الله يشفع في القديسين“ (رومية 26:8-27).

هناك أمر في غاية الأهمية لا بد أن نضيفه لهذه الأسلحة وهو الثبات. فقد كرر بولس في هذا الأصحاح كلمة ”اثبتوا“ عدة مرات. فالمؤمن في صراعه مع الشيطان يجب أن يتعلم الثبات ولا يتزعزع قط واثقاً في وعد الرب الثمين:

”وإله السلام سيسحق الشيطان تحت أرجلكم سريعاً“ (رومية 20:16).

ففي هذا الوعد الإلهي الصريح ضمان الانتصار على قوات إبليس.. قوات الظلام. أضف إلى ذلك الطريق الذي رسمه سفر الرؤيا بالكلمات، ”وهم غلبوه بدم الخروف وبكلمة شهادتهم ولم يحبوا حياتهم حتى الموت“ (رؤيا 11:12).

المجموعة: 200807

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

143 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10571644