Voice of Preaching the Gospel

vopg

حزيران (يونيو) 2008

يتكلم الله إلينا بأنواع وطرق شتى ”لأنه يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون“. وأهم وسيلة يتكلم بها الله إلينا هي من خلال الكتاب المقدس، إلا أنه يتكلم إلينا في كثير من الأحيان بوسائط أخرى. فالله يتكلم بواسطة الطبيعة ويجعلها شاهداً على عظمة المبدع القدير. ”السموات تحدّث بمجد الله، والفلك يخبر بعمل يديه. يوم إلى يوم يذيع كلاماً، وليل إلى ليلٍ يبدي علماً... في كل الأرض خرج منطقهم، وإلى أقصى المسكونة كلماتهم“ (مزمور 1:19 و2 و4).

 

ويحدثنا الله بواسطة أشخاص يتكلمون عنه ويمجدونه، كما أنه يكلمنا بواسطة الحوادث التي تصيبنا في الحياة. قد لا نفهم  في كثير من الأحيان أن الله تكلم معنا بهذه الحادثة أو تلك، إلا أن هذا لا يمنع أن يكون الله قد كلّمنا. والذي أودّ أن أقوله هو أن الله في كثير من الأحيان يستعمل الوسائط الغريبة وغير المألوفة لكي يحدثنا بواسطتها. ففي سفر يونان 4:1-6 يذكر الوحي المقدس أن الرب أرسل ”ريحاً شديدة إلى البحر، فحدث نوء عظيم في البحر حتى كادت السفينة تنكسر. فخاف الملاحون وصرخوا كل واحد إلى إلهه، وطرحوا الأمتعة التي في السفينة ليخففوا عنهم. وأما يونان فكان قد نزل إلى جوف السفينة واضطجع ونام نوماً ثقيلاً“ (عدد 4 و5). لقد دعا الله يونان لكي يذهب إلى نينوى ليدعو شعبها للتوبة، لكنه لم يقم بالمأمورية لعلمه جيداً أن الله محبة وأنه إذا تابت نينوى فسوف يغفر لها الله ولا يعاقبها. وهذا ما لم يكن يطيقه. فكيف تنجو أمة غير أمته؟ فهرب من وجه الرب. ولكن الرب لم يتركه بل أراد أن يحدثه بواسطة قوة الطبيعة المستمدّة من قوته، فأرسل ريحاً شديدة فهاج البحر واضطرب جميع الركاب وملاحو السفينة التي أقلّت يونان وطلبوا النجاة بأي ثمن. وبدلاً من أن يعتبر يونان الهارب من المحنة، ويتعلّم درساً، ويفهم تدبير الله من خلال الطبيعة الهائجة والبحر المائج، أو أن يقتدي بهؤلاء الوثنيين فيصلي هو أيضاً ويقرّ بخطيئته ويستغفر الله عليها، أو يفعل أي شيء يخفف من عاقبة هروبه من الله، فإنه نزل إلى أسفل السفينة ونام، وكأن الأمر لا يعنيه. ولكن الله لم يتركه وإن فشلت المحادثة الأولى. قال: لا أهملك... أنصحك. عيني عليك. ولكن كيف يحدثه تعالى والطبيعة الهائجة فشلت في تعليمه الدرس؟ كما أنه ليس في السفينة كتاب مقدس ولا يوجد مؤمن، فهل يعجز الله عن مخاطبة يونان مرة أخرى ليدرك خطأه؟ ففي عدد 6 يذكر الوحي أن رئيس النوتية جاء إليه وقال له: ”ما لك نائماً؟ قم اصرخ إلى إلهك عسى أن يفتكر الإله فينا فلا نهلك“.

إن الله هو الذي تكلم بلسان هذا الوثني وهتف بيونان: ”قم افتكر في إلهك“، وأن الله يتكلم إلينا كثيراً بواسطة ألسنة أناس هم تماماً بعيدون عنه. ففي يوحنا 49:14-50 قال لهم واحد وهو قيافا - كان رئيساً للكهنة في تلك السنة - ”أنه خير لنا أن يموت إنسان واحد عن الشعب ولا تهلك الأمة كلها“. كان قيافا رجلاً حقوداً وله ضلع كبير في صلب يسوع المسيح، ولكنه تكلم بهذه الآية التي تتضمن أهم مواضيع الكتاب المقدس ألا وهو موت المسيح البديلي. المسيح مات عن الإنسان، والكتاب المقدس يقول أنه لم يقل هذا من نفسه بل إذ كان رئيساً للكهنة في تلك السنة تنبّأ أن يسوع مزمع أن يموت عن الأمة (يوحنا 51:11). إن كلام قيافا هذا كان كلاماً صريحاً من الله له ولجميع أعضاء مجلسه ولجميع الأجيال. وهكذا يتحدث الله إلينا بكل الوسائل حتى التي نراها غير معقولة. فلنكن على استعداد لنسمع صوته على لسان من يرسله مهما يكن شأنه. ولنقل للرب، أنا أعرف أنك تحدثني بواسطة كتابك، وبواسطة الطبيعة، وبواسطة الكنيسة، وبواسطة المؤمن والملحد، فتكلم يا رب لأن عبدك سامع.

المجموعة: 200806

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

539 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10472009