Voice of Preaching the Gospel

vopg

أيار (مايو) 2008

سعيد حقاً هو الإنسان الذي يسعى بإخلاص لأن يعرف إرادة الله لحياته، وبعد أن يعرفها أن يتممها بفرح وليس على مضض، ويقول حقاً لله: لتكن مشيئتك، لأن إرادة الله هي خير ما يمكن أن نحصل عليه في الحياة، كما يقول الرسول بولس في رسالة أفسس: ”من أجل ذلك لا تكونوا أغبياء بل فاهمين ما هي مشيئة الرب“ (أفسس 17:5). والجميل أن للرب في حياتنا مشيئة وله فيها خطة، كما قال أيضاً بولس: ”لأننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدّها لكي نسلك فيها“ (أفسس 10:2). وأيضاً مكتوب: ”مِن قِبَل الرب تتثبّت خطوات الإنسان وفي طريقه يُسرّ“ (مزمور 23:37). وفي سفر الأعمال يقول عن التلاميذ: ”وبينما هم يخدمون الرب ويصومون قال الروح القدس افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه“ (أعمال 2:13). والجميل أيضاً أن الرب على استعداد أن يعلن لنا هذه المشيئة ”أعلّمك وأرشدك الطريق التي تسلكها. أنصحك عيني عليك“ (مزمور 8:32)؛ ”أنا الرب إلهك معلّمك لتنتفع وأمشّيك في طريق تسلك فيه“ (إشعياء 17:48). ومشيئة الرب لحياتنا ليست مشيئة جامدة، لكنها ديناميكية يعلنها لنا خطوة خطوة، ونتعرف عليها يوماً بعد يوم كمخطوطة تُسرد أمامنا لنقرأها تدريجياً.

 

ولكن، كيف نعرف هذه المشيئة؟

كلنا يتمنى لو كانت لنا جزّة جدعون التي نقرأ عنها في سفر القضاة الأصحاح السادس حين أراد جدعون أن يعرف مشيئة الله من جهة حربه ضد المديانيين. وضع جزة في البيدر وقال لله إن كنت سوف تعينني في الحرب وتنصرني فلتكن الجزة مملوءة ماء بينما البيدر يظل جافاً. إن رأيت هذا عرفت إرادتك أنك تريدني أن أحارب، وفعلاً في الصباح وجد الجزة مليئة بالماء والبيدر وجده جافاً، ولم يُرد جدعون أن يترك مجالاً للصدفة فأراد أن يفعل الشيء ذاته بصورة عكسية وقال جدعون للرب: هذه المرة إن كنت تريدني أن أحارب فلتبقَ الجزة جافة بينما البيدر يكون مليئاً بالماء، وقد حدث في الصباح ما طلبه جدعون. فعرف جدعون مشيئة الرب.

ونحن - إن لم تكن لنا هذه الجزة -  لنا ما هو أفضل منها! لنا كلمة الله التي تعلن لنا مشيئة الله.

الوسيلة الأولى

فأول طريق به نعرف مشيئة الله هو من خلال كلمة الله. وفي كلمة الله أوامر إيجابية واضحة، كما نقرأ في إنجيل مرقس: ”وقال لهم [يسوع] اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها“ (مرقس 15:16). ونقرأ أيضاً: ”لأن الذين سبق فعرفهم سبق فعيّنهم ليكونوا مشابهين صورة ابنه ليكون هو بكراً بين إخوة كثيرين“ (رومية 29:8). مشيئته الواضحة إذاً هي أن نكرز بالكلمة وأن نكون مشابهين صورة ابنه. وهناك في كلمة الله أوامر سلبية: ”لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين، لأنه أية خلطة للبر والإثم؟ وأية شركة للنور مع الظلمة؟ وأي اتفاق للمسيح مع بليعال؟ وأي  نصيب للمؤمن مع غير المؤمن؟“ (2كورنثوس 14:6-15). هذا أمر سلبي واضح، لكننا نحاول كثيراً أن نهرب منه وأن نبرر زواج مؤمن بغير مؤمنة أو العكس مدّعين أننا نتمّم مشيئة الله بدعوى أننا نعمل على اجتذاب غير المؤمن إلى المسيح. دعونا لا نخدع نفوسنا بل نتمم أوامر ووصايا الله. ولا نقرأ الكلمة عشوائياً، أو نستخدمها كتعويذة أو لاستطلاع الطالع. وعلينا أثناء قراءة الكلمة لمعرفة مشيئة الله أن نفرّق بين أمرٍ عام وأمر خاص صدر في زمن معين ولمناسبة معينة. فالأمر الذي جاء لبني إسرائيل أن يدخلوا أرض الموعد وأن يقتلوا كل من فيها، لم يكن أمراً عاماً للإنسان في كل زمان ومكان.

فماذا إذاً عن الأمور التي ليست واضحة في كلمة الله؟

إن كنا نطلب مشيئة الله ولا نجد لها أمراً واضحاً في كلمة الله، فماذا نفعل حينئذ؟

أقول إن هذه الأمور سيعلن لنا الله مشيئته فيها إن كنا على استعداد وقد عزمنا أن نخضع لهذه المشيئة حين يعلنها لنا، كما قال المسيح: ”إن شاء أحد أن يعمل مشيئته [أي مشيئة الله] يعرف التعليم هل هو من الله أم أتكلم أنا من نفسي“ (يوحنا 17:7). وإن كنا مطيعين لما نجده في كلمة الله، فالله سيعلن لنا ما لا نجده في كلمته.

الوسيلة الثانية

أن نعرف مشيئة الله في الصلاة، لكن ليس أن نجعل الصلاة حديثاً مستمراً من ناحيتنا أو تقليداً أو عادة، لكن نصلي بثقة ثم نصمت أمامه وننتظره أن يعلن لنا مشيئته.

الوسيلة الثالثة

هي إحساسنا بالسلام الداخلي والاستراحة الداخلية، ”وليملك [أي ليحكم] في قلوبكم سلام الله الذي إليه دعيتم في جسد واحد وكونوا شاكرين“ (1كورنثوس 15:3). لكن علينا أن نحذر ألا نخدع نفوسنا فنتصوّر أننا في سلام بينما الأمر الذي نعمله لا يمجد الله.

الوسيلة الرابعة

هي مشورة الإخوة كما قال سليمان الحكيم: ”طريق الجاهل مستقيم في عينيه، أما سامع المشورة فهو حكيم“ (أمثال 15:12). وعلينا أيضاً أن نكون على حذر، فمشورة الله لإنسان ما قد لا يعلنها لإنسان آخر كما هو مكتوب في إنجيل يوحنا عندما ”التفت بطرس ونظر التلميذ الذي كان يسوع يحبه يتبعه... فلما رأى بطرس هذا قال ليسوع: يا رب. وهذا ما له؟ قال له يسوع: إن كنت أشاء أنه يبقى حتى أجيء فماذا لك؟ اتبعني أنت“ (يوحنا 20:21-22).

الوسيلة الخامسة

هي الأحداث التي حولنا، فالله أحياناً يغلق أبواباً لا يريدنا أن ندخل منها، ويفتح أبواباً يريد أن يوجهنا إليها، لكن علينا أيضاً أن نكون على حذر، فيونان جاءته الدعوة وجاء الأمر أن يذهب إلى نينوى، ولما خرج ليهرب من الله وجد سفينة متجهة إلى ترشيش.

الوسيلة السادسة

هي معرفة مشيئة الله من خلال العقل والمواهب والتكوين الشخصي، لأن الله الذي خلقنا لأعمال صالحة قد سبق فأعدّها لنسلك فيها قد أعطانا عقولاً ومواهب لنتمم بها هذه الأعمال، فعقولنا ومواهبنا إن أخضعناها لله فإنه يمكن أن تقودنا لمعرفة مشيئة الله. وعلى كل حال فإن كلمة الله تؤكد لنا أن إرادة الله هي ”... أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون“ (1تيموثاوس 4:3). وإرادته أيضاً أن نكون قديسين ”لأن هذه هي إرادة الله قداستكم..“ (1تسالونيكي 3:4).

وهو يريدنا أن نكون معه، قال المسيح للآب: ”أيها الآب أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أكون أنا لينظروا مجدي الذي أعطيتني لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم“ (يوحنا 24:17)، له المجد آمين.

المجموعة: 200805

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

183 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10472876