Voice of Preaching the Gospel

vopg

كانون الأول December 2010

"لأَنَّ الرُّؤْيَا بَعْدُ إِلَى الْمِيعَادِ، وَفِي النِّهَايَةِ تَتَكَلَّمُ وَلاَ تَكْذِبُ. إِنْ تَوَانَتْ فَانْتَظِرْهَا لأَنَّهَا سَتَأْتِي إِتْيَانًا وَلاَ تَتَأَخَّرُ" (حبقوق 3:2).
 
 الحياة والدنيا تشبه بحرًا عظيمًا أمواجه متلاطمة، وتياراته متصادمة، فيها مدٌّ وجزر، وصخور، ونوء مخيف، وأحيانًا ضباب كثيف. النفس البشرية تمخر فيه كسفينة تتقاذفها الأمواج يمنة ويسرة، إلى أعلى وإلى أسفل؛ المدّ يرفعها والجزر يخفضها ويخبطها في الصخر. وبما أنها في أمسّ الحاجة إلى مرساة في ظروف قاسية كهذه، كذلك النفس البشرية تحتاج إلى مرساة قوية لتحفظها من الهلاك. هذه هي نفسك ونفسي في خضم هذه الحياة وتحتاج إلى مرساة قوية.
 
 الرجاء في الإيمان المسيحي
 
 أجاب كاتب الرسالة إلى العبرانيين عن تساؤلاتنا عن المرساة في (17:6-18): "... نَحْنُ الَّذِينَ الْتَجَأْنَا لِنُمْسِكَ بِالرَّجَاءِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، الَّذِي هُوَ لَنَا كَمِرْسَاةٍ لِلنَّفْسِ مُؤْتَمَنَةٍ وَثَابِتَةٍ". ورجاء جميع المؤمنين أن يكونوا في يوم من الأيام مع المسيح كما قال بولس الرسول: "لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ، ذَاكَ أَفْضَلُ جِدًّا". فالمسيح هو رجاؤنا كما أكد لنا وقال "وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا".
 
 والمؤمن الحقيقي ينتظر، وعلى هذا الرجاء يستند ويقول مع النبي حبقوق: "إِنْ تَوَانَتْ فَانْتَظِرْهَا".
 
 والرجاء يختلف كلية عن الأمل. فالأمل ممكن أن يتحقق أو لا يتحقق، إنما الرجاء في المسيح هو حقيقة حية موجودة ومضمونة بضمان المسيح نفسه.
 
 قال الرسول بطرس في رسالته الثانية 13:3 "وَلكِنَّنَا بِحَسَبِ وَعْدِهِ نَنْتَظِرُ سَمَاوَاتٍ جَدِيدَةً، وَأَرْضًا جَدِيدَةً، يَسْكُنُ فِيهَا الْبِرُّ". فالمسيح نفسه وعد والذي وعد هو أمين. لذلك يقول النبي:
 
 "إِنْ تَوَانَتْ فَانْتَظِرْهَا لأَنَّهَا سَتَأْتِي إِتْيَانًا وَلاَ تَتَأَخَّرُ".
 
 يقول في الرسالة إلى العبرانيين 37:10 "لأَنَّهُ بَعْدَ قَلِيل جِدًّا سَيَأْتِي الآتِي وَلاَ يُبْطِئُ".
 
 كثيرون في هذا العالم يقولون باستهزاء: أين هو هذا الذي تزعمون أنه آت؟ كل شيء سائر منذ بدء الحياة بدون تغير، وهذا ما قاله الرسول بطرس في رسالته الثانية 3:3-4:
 
 "عَالِمِينَ هذَا أَوَّلاً: أَنَّهُ سَيَأْتِي فِي آخِرِ الأَيَّامِ قَوْمٌ مُسْتَهْزِئُونَ، سَالِكِينَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ أَنْفُسِهِمْ، وَقَائِلِينَ: أَيْنَ هُوَ مَوْعِدُ مَجِيئِهِ؟".
 
 أعمدة الحياة المسيحية: "الإيمان والرجاء والمحبة"
 
 ونجد أن الرجاء موجود في الوسط. إنه المركز الذي يرتكز عليه الإيمان والمحبة. الرجاء هو المرساة التي تستند عليها النفس بين الإيمان والمحبة. فالإيمان بالرب يسوع مخلصًا شخصيًا يعطينا ويؤكد لنا الرجاء الموضوع أمامنا الذي أُعطي لنا بالإيمان، ويكمل ويملأ قلوبنا بالمحبة التي نبعت من قلب محب وحنون، قلب حبيبنا ومخلصنا الرب يسوع.
 
 والرجاء هو الذي يعطينا القدرة والصبر على الانتظار، ويريدنا أن نقف على المرصاد كما قال حبقوق: "عَلَى مَرْصَدِي أَقِفُ، وَعَلَى الْحِصْنِ أَنْتَصِبُ، وَأُرَاقِبُ لأَرَى مَاذَا يَقُولُ لِي، وَمَاذَا أُجِيبُ عَنْ شَكْوَايَ". قال له: "اكْتُبِ الرُّؤْيَا وَانْقُشْهَا عَلَى الأَلْوَاحِ". إنه يريدنا أن ننقشها على ألواح قلوبنا، قلبك وقلبي... ألواح لحمية تشعر وتتفاعل مع عمل الرب بالروح القدس في قلوبنا وحياتنا. يقول حبقوق: "لأَنَّ الرُّؤْيَا بَعْدُ إِلَى الْمِيعَادِ، وَفِي النِّهَايَةِ تَتَكَلَّمُ وَلاَ تَكْذِبُ". إنها الرؤيا المعطاة لنا برجاء أكيد ومضمون في المسيح يسوع.
 
 
 سيحوِّل الرب قلقك إلى عبادة
 
 نجد أن الرب حوّل قلق حبقوق إلى عبادة وثقة بأن الرب سيستجيب في الميعاد المحدد عنده، ولذلك علينا أن نثق في محبته وننتظرالاستجابة في الوقت المعين كما قال لحبقوق: "إِنْ تَوَانَتْ فَانْتَظِرْهَا لأَنَّهَا سَتَأْتِي إِتْيَانًا وَلاَ تَتَأَخَّرُ". أي نثق في كلمة الرب ووعوده وعظمته... إنه إله فوق كل الآلهة، كما قال المرنم في مزمور 3:115 "إِلهَنَا فِي السَّمَاءِ. كُلَّمَا شَاءَ صَنَعَ".
 
 تحمل صورة المراقب في أيامنا هذه معنى روحيًا، إذ أن رجاءنا هو في السماويات وليس في الأرضيات كما قال الرسول بولس: "لأَنَّنَا بِالرَّجَاءِ خَلَصْنَا" بأن نراقب وننتظر عمل واستجابة الرب وإرشاده لنا في حياتنا. ويقول حبقوق أيضًا: "وَالْبَارُّ بِإِيمَانِهِ يَحْيَا". إنه بإيمان مرتكز على الرجاء الذي هو الرب يسوع "كَمِرْسَاةٍ لِلنَّفْسِ مُؤْتَمَنَةٍ وَثَابِتَةٍ".
 
 قال الرسول بولس في رسالة كولوسي 27:1 "الْمَسِيحُ فِيكُمْ رَجَاءُ الْمَجْدِ".
 
 أخي وأختي، مهما كانت الظروف التي نمر بها، لنتمسك بالرجاء ولنجعل إيماننا قويًا ومرتكزًا على مخلصنا وحبيبنا الرب يسوع الذي وعد - لأنه أمين وعادل - وقال: "لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ. أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ فَآمِنُوا بِي. فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ، وَإِلاَّ فَإِنِّي كُنْتُ قَدْ قُلْتُ لَكُمْ. أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا، وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا".
 
 "وَأَمَّا مُنْتَظِرُو الرَّبِّ فَيُجَدِّدُونَ قُوَّةً. يَرْفَعُونَ أَجْنِحَةً كَالنُّسُورِ. يَرْكُضُونَ وَلاَ يَتْعَبُونَ. يَمْشُونَ وَلاَ يُعْيُونَ" (إشعياء 31:40).

المجموعة: 201012

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

190 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10476010