يقع نهر الأردن بين تجمعين مائيين كبيرين هما بحيرة طبرية في الشمال والبحر الميت في الجنوب. والغريب في الأمر أن بحيرة طبرية مياهها عذبة ومليئة بالأسماك وتنمو على ضفافها الأشجار والنباتات، أما البحر الميت

يقع نهر الأردن بين تجمعين مائيين كبيرين هما بحيرة طبرية في الشمال والبحر الميت في الجنوب. والغريب في الأمر أن بحيرة طبرية مياهها عذبة ومليئة بالأسماك وتنمو على ضفافها الأشجار والنباتات، أما البحر الميت فهو على النقيض تمامًا، فمياهه مالحة جدًا تقتل كل حياة تعيش فيها، ولذلك فالأرض حولها صحراء خاوية من النباتات. ترى، لماذا هذا التباين الرهيب  بينهما رغمًا من أنهما يقعان على نفس المجرى المائي وهو نهر الأردن؟

السر في غاية البساطة:

مياه بحيرة طبرية جارية ومتجددة دائمًا، تتدفّق إليها مياه نهر الأردن والينابيع المجاورة ومياه المطر مما يجعل نسبة ملوحتها متدنية. أما البحر الميت فمياهه راكدة لأنه فيه يصب نهر الأردن ولا مخرج له، فمياهه غير متجددة وبالتالي ملوحته عالية جدًا تقتل كل حيٍّ فيه.

والمؤمنون أيضًا صنفان:

الصنف الأول كالبحر الميت يأخذ دون أن يعطي. يأخذ من الله الكثير في الصلاة، ودراسة الكتاب، وأعمال العناية الإلهية، دون أن يستخدم هذه البركات في بناء الآخرين وتسديد احتياجاتهم فيتصلّف ويشعر بالكبرياء الروحي ويتعالى على إخوته فيفقد الفرح والقوة.

والصنف الثاني كبحيرة طبرية الذي يأخذ ويعطي فيبقى في حالة من الفرح والانتعاش والقوة؛ يرى الحياة تدب في النفوس الخاطئة، والنفوس الضعيفة تُبنى، وتتم فيه إرادة الله الصالحة والمرضية، لأنه يدرك بنعمة المسيح أن "النفس السخية تسمن، والمروي هو أيضًا يروى".

يا ترى، أين أنت منهما؟ هل أنت بحر ميت أو متجدد؟                            للأخ عامر حداد

• السابق
• التالي