Voice of Preaching the Gospel

vopg

تموز July 2012

عصام العطااللهرفض يسوع التدخل في نزاع عائلي دار حول تقسيم الميراث، ووجد المناسبة فرصة لتعليم درس حول جوهر النزاع وهو الطمع. فهو يحذر بشدة من الطمع.
ما هو الطمع؟ هو رغبة أنانية شديدة في اقتناء الممتلكات المادية الزائدة عن الحاجة، والاتكال عليها لجلب السعادة والقيمة لحياتنا، والسعي وراءها بكل طاقتنا بحيث تصبح مركز حياتنا كلها.
الكتاب المقدس ليس ضد المال والغنى لكنه ضد محبة المال والطمع. حذر يسوع من الطمع وضرب مثلاً يوضح ذلك، ثم قدم علاجًا للهم والقلق. وعند ضربه مثل الزارع أكّد يسوع أن القلق والطمع كلاهما يعيقان نمو وإثمار بذرة الكلمة (متى 22:13) "والمزروع بين الشوك هو الذي يسمع الكلمة. ولكن همَّ هذا العالم وغرور الغنى يخنقان الكلمة فتصير بلا ثمر".

الغني الغبي

إن مصدر حياتنا الروحية والجسدية هو الرب! ففي جواب يسوع للمجرب في البرية (متى  4:4، اقتبس من تثنية 3:8 "... لكي يعلمك أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل ما يخرج من فم الرب يحيا الإنسان"، هذا لا يعني فقط الاتكال على الرب في تسديد احتياجاتنا، بل إن الشعب القديم بقي حيًا في البرية لأن الله قال أنهم سيحيون. عندما يتكلم الله يحصلون على الطعام وعندما يقرر بقاءهم جائعين سيبقون جائعين. كل الحياة تقررها كلمة الرب.
وفي الأرض الجيدة التي تفيض لبنًا وعسلاً حذرهم الرب من تجربة الاكتفاء الذاتي، لذلك يجب أن يعلموا أنهم هناك أيضًا سيحيون فقط بكلمة الرب، تثنية 17:8 "ولئلا تقول في قلبك قوتي وقدرة يدي اصطنعت لي هذه الثروة. بل اذكر الرب إلهك أنه هو الذي يعطيك قوة لاصطناع الثروة".
إن سر الحياة المسيحية هو حضور الرب وبركته، يقول المزمور 16:37 "القليل الذي للصديق خير من ثروة أشرار كثيرين. لأن سواعد الأشرار تنكسر وعاضد الصديقين الرب". ويكتب بولس إلى تيموثاوس: "أوصِ الأغنياء في الدهر الحاضر أن لا يستكبروا ولا يلقوا رجاءهم على غير يقينية الغنى بل على الله الحي الذي يمنحنا كل شيء بغنى للتمتع" (1تيموثاوس 17:6). وفي مزمور 7:4 "جعلت سرورًا في قلبي أعظم من سرورهم إذ كثرت حنطتهم وخمرهم. بسلامة أضطجع بل أيضًا أنام. لأنك أنت يا رب منفردًا في طمأنينة تسكنني". "بركة الرب هي تغني ولا يزيد معها تعبًا" (أمثال 22:10).
إن النجاح الزمني بحد ذاته ليس خطيئة، ولكن المشكلة تكمن في الغاية من امتلاك الثروة، هل هي لتمجيد الله أم فقط للتمتع الذاتي والأناني بها؟ لدينا رجل هو غني بالأساس، قام بزراعة محصوله في تلك السنة التي كانت سنة خير وغلال وفيرة، ومع توافر تخطيط جيد وإدارة ناجحة للمحصول تضاعفت ثروته. لا يوجد في ذلك أي مشكلة أخلاقية أو شرعية، ليس هناك احتيال أو سرقة، وباختصار: الأرض أخصبت من تلقاء ذاتها. المسألة المهمة هي: موقف هذا الرجل من نجاحه المادي وتضاعف ثروته! فقد اعتقد أن ثروته هي أساس سعادته ومصدر حياته. كان أنانيًا إذ اعتمد على غنى حساباته المادية فقط، دون التفكير في حياته الأبدية ولا في الآخرين من حوله. غباؤه ناجم عن خلطه بين حياته المؤقتة على الأرض وحياته الأبدية بعد الموت. إن موته لم يكن عقابًا من الله على غناه وثروته، بل إن ساعة موته صادفت في نفس تلك الليلة التي ظن فيها أنه حقق ضمانة سعادته ومعنى حياته على الأرض بناء على ثروته الكبيرة.
يجب أن نعلم جيدًا أننا وكلاء على كل ما نملك: أجسادنا، وأموالنا، ومواهبنا، وأوقاتنا، وأولادنا، وسوف نقدم حسابًا لله عن كيفية استخدامها، وهذا ما نسيه الإنسان الغني. عندما نقف أمام الله سوف يسأل كل واحد منا سؤالين:
ماذا فعلت بيسوع المسيح؟
وماذا فعلت بما أعطيتك على الأرض؟
السؤال الأول يحدد أين ستقضي الأبدية، والسؤال الثاني يحدد مكانتك في الأبدية.

الهم والقلق

برأي علم النفس، إن الخوف، أو القلق هو العدو رقم واحد للإنسان في جميع العصور. هناك خوف طبيعي، صحي وسليم وضروري يدفع الإنسان لتجنب الخطر، ويدفع الحيوان للهروب من الافتراس. وهناك قلق مرضي قد يتحوّل إلى وسواس يشل حياة الإنسان ونشاطه وغالبًا ما يكون سببه وهميًا وليس حقيقيًا. علاج يسوع منذ ألفي سنة للخوف والقلق هو نفسه، الإيمان والثقة بالرب، وعدم الاهتمام بأمور خارج طاقتنا، "فلا تهتموا للغد لأن الغد يهتم بما لنفسه. يكفي اليوم شره" (متى 34:6). في هذا النص يعالج يسوع الهم والقلق بطريق:
أولاً، النظر إلى الطبيعة والكائنات العاجزة، والتي يؤمِّن لها الله طعامها ولباسها.
وثانيًا، استعمال العقل والمنطق في تحليل الأمور وعدم حمل همّ ما نحن عاجزون عن التحكم به أو تغييره.

ترتيب الأولويات

يشجع الكتاب المقدس على الطموح والتخطيط للغد والمستقبل، ولكنه يحذر من حمل الهموم والقلق. والطريقة الكتابية للحياة الخالية من الخوف والقلق هي: الثقة بالرب ووعوده، وترتيب الأولويات. اعمل بجد واجتهاد واسْعَ نحو النجاح بكل طاقتك، لكن أربط خططك  بملكوت الله والأبدية فتنجح مشاريعك.
ضع الله أولاً في حياتك، وهو يعتني ببقية أمورك، هذا الوعد مشروط.
يقول: "أعطوا تعطوا. كيلاً جيدًا ملبدًا مهزوزًا، فائضًا يعطون في أحضانكم" (لوقا 38:6). "هاتوا جميع العشور إلى الخزنة ليكون في بيتي طعام وجربوني بهذا قال رب الجنود إن كنت لا أفتح لكم كوى السماوات وأفيض عليكم بركة حتى لا توسع" (ملاخي 10:3).
إن سر سعادة المسيحي هي في التقوى (خوف الله) والقناعة. "وأما التقوى مع القناعة فهي تجارة عظيمة" (1تيموثاوس 6:6).
"فإن كان لنا قوت وكسوة فلنكتف بهما. وأما الذين يريدون أن يكونوا أغنياء فيسقطون في تجربة وفخ وشهوات كثيرة غبية ومضرة تغرق الناس في العطب والهلاك. لأن محبة المال أصل لكل الشرور الذي إذ ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة. وأما أنت يا إنسان الله فاهرب من هذا واتبع البر والتقوى والإيمان والمحبة والصبر والوداعة" (1تيموثاوس 8:6).

المجموعة: تموز July 2012

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

327 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10573818