Voice of Preaching the Gospel

vopg

تموز July 2012

المسيحية الحقيقية المذكورة أدناه هي مسيحية الشخص الذي يتبع المسيح والذي وُلد ثانية ويحيا المسيح فيه، وليست ديانة موروثة.

نعم! المسيحية تقيد حرية الشباب

المسيحية حالة يكون فيها الإنسان قادرًا على عمل شيء أو تركه بحسب إرادته واختياره، غير أنه لا يوجد شيء في قاموس الحياة اسمه الحرية المطلقة، لأن الحرية في جميع أنواعها مقيدة وإلا أصبحت فوضى. ويحدثنا الكتاب المقدس عن ناموس الحرية، أي أن الحرية لها ناموس وقانون وشرائع، ولا يمكن أن تكون إباحية بلا قيد ولا شرط. فالحرية الصحيحة لا تضعفها القيود بل بالحري تبرزها، والحرية الصحيحة ليست هي أن يفعل الشاب ما يريد، بل أن يفعل ما يليق.

والحرية في قاموس المسيحية شيء نسبي، فهي انتقال من خدمة سيد إلى خدمة سيد آخر. "أنتم عبيد للذي تطيعونه إما للخطية للموت أو للبر للحياة الأبدية". كنتم عبيدًا للخطية "وكل من يفعل الخطية هو عبد للخطية"، ولكن المسيح قد خلصنا من عبودية الخطية، و"إن حرركم الابن فبالحقيقة تصيرون أحرارًا". فصرنا بذلك عبيدًا لله! فالحرية المسيحية عبودية لله، ولخدمة الله، ولشعب الله... عبودية يختارها الإنسان بنفسه دون أن تُفرض عليه من أحد،  "إِذْ كُنْتُ حُرًّا... اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ". يقول المسيح: "تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم. احملوا نيري عليكم وتعلموا مني...". إن الحرية التي ينالها المسيحي هي راحة له من كل تعب وعبودية، ولكنها مرتبطة بنير. فالمسيحي ينال حريته كاملة عندما يحمل نير المسيح.
الشباب أعز أدوار الحياة وأقواها، ولكن من ذا الذي ينسى أن الشباب أيضًا هو دور الجهالة والطياشة والاعتداد بالذات؟ وللشباب نزعاته التي تلتصق به، فهو يطلب الحرية، ويطلب المتعة، ويطلب الراحة، ولا ينكر أحد عليه ذلك، فإن هذا شيء في تكوين الشباب وطبيعة الشباب. يقول الحكيم سليمان في سفر الجامعة: "اِفْرَحْ أَيُّهَا الشَّابُّ في حَدَاثَتِكَ، وَلْيَسُرَّكَ قَلْبُكَ فِي أَيَّامِ شَبَابِكَ، وَاسْلُكْ فِي طُرُقِ قَلْبِكَ وَبِمَرْأَى عَيْنَيْكَ... [افعل ما تريد بكل حرية ولكن] اعْلَمْ أَنَّهُ عَلَى هذِهِ الأُمُورِ كُلِّهَا يَأْتِي بِكَ اللهُ إِلَى الدَّيْنُونَةِ...". هذا هو القيد!
قال المسيح في متى 13:7-14 "ادخلوا من الباب الضيق... مَا أَضْيَقَ الْبَابَ وَأَكْرَبَ الطَّرِيقَ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْحَيَاةِ". وهل يمكن أن يكون الباب ضيقًا والطريق كربًا من غير قيود؟!
وقال الرسول بولس في أفسس 15:5 "فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة". وهل يكون التدقيق حقيقيًا وكاملاً من غير قيود؟!

 

لا! المسيحية لا تقيد حرية الشباب

المسيحية تمتع الشباب بالحرية الحقيقية التي تسمو به فوق عبث الحريات المزيفة الكاذبة.
حريات العالم قد يشوبها الخداع، والتظاهر، والاندفاع في تيار الشر والخطيئة، وإشباع الرغبات الدنسة. ولا يمكننا أن نعتبر هذه الأشياء حريات. أما الحرية التي تمنحها المسيحية فهي حرية إشباع رغبات الإنسان ومطامحه بشكل لا يتنافى مع المبادئ النبيلة وكرامة الإنسان. هي حرية الحياة المجددة المنطلقة في شركة طيبة مع الله بعيدًا عن قيود الخطيئة وأغلال الإثم.
عندما يمتنع الإنسان عن شيء ما بمحض إرادته لا يمكن أن نعتبر هذا قيدًا. لذلك نقول أنه عندما يحرم المسيحي نفسه، بمحض اختياره، من الشهوات الدنسة ومن حريات العالم الكاذبة، فإننا لا نعتبر هذا قيدًا بل نعتبره تعففًا وسموًا.
إن تحرر (أو خرج) القطار من خطوط السكة الحديدية يؤدي ذلك به إلى الانحراف والسقوط، وتحرر السمك من الوجود في الماء يؤدي به إلى الموت. فالمسيحية ليست قيدًا بغيضًا كريهًا ولكنها المجال الوحيد الذي يمكن للمسيحي أن يحيا محفوظًا في دائرتها مضمونًا في سياجها.
بدون المسيحية يكون الإنسان عبدًا ضعيفًا لا يستطيع أن يفعل الخير الذي يريده بل الشر الذي لا يريده فإياه يفعل. أما المسيحية فهي التي تقدم للناس الحرية الحقيقية "لأنه إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارًا".
المسيحية لا تكبت ولا تقيد الحرية ولكنها تمنح الشباب قوة ضبط النفس والتحكم في العواطف والميول والرغبات حتى لا يفلت منه الزمام.
"لا تملكنّ الخطية في جسدكم المائت لكي تطيعوها في شهواته. ولا تقدموا أجسادكم آلات إثم للخطية بل قدموا ذواتكم لله كأحياء من الأموات وأعضاءكم آلات بر لله". وعلينا أن ندرك بأن جميع هذه القيم المسيحية نابعة من شخص المسيح.

المجموعة: تموز July 2012

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

85 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10472547