Voice of Preaching the Gospel

vopg

تموز July 2012

الدكتور القس ميلاد فيلبسلنبدأ أولاً في تعريف كلمة الدين أو لنجيب عن السؤال:
ما هو الدين؟ وهل المسيحية مثلا ديانة؟
وما هي الديانة الطاهرة النقية؟
وكيف لا يقوم الأشرار في الدين؟
لنبدأ أولا بتعريف الدين في كلمات، فالدين هو العقيدة، أو السلوك، أو الله، أو الحكمة، أو الطهارة، أو الرحمة، أو الأخلاق، فمن أنت يا من تدين غيرك فهناك يوم الدين. والدين هو السعادة، ومن يسب دين غيره جريمة يعاقب عليها القانون. والدين في اللغة هو الجزاء والمكافأة والورع والطاعة كقولك "أدان له"، والدين أيضًا هو الملة والمذهب والسيرة والحال والشأن والإكراه والقهر والغلبة. والديانات اسم لجميع ما يتعبد به الإنسان. إن الديانة النقية الطاهرة عند الله هي هذه: افتقاد اليتامى والأرامل في ضيقتهم، وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم، لذلك "لا تقوم الأشرار في الدين" (مزمور 5:1).  فالدين:

1- توعية

إن الله أوصى آدم: "من جميع شجر الجنة تأكل أكلا وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها لأنك يوم تأكل منها موتًا تموت". وكانت رسالة الأنبياء أيضًا رسالة توعية، فنوح حذر جيله من مغبة الطوفان بعد سبعة أيام فخلص ثمانية من عائلته. ويونان نادى في نينوى بهلاك المدينة بعد أربعين يومًا فتاب شعبه. والمسيح كرز بملكوت الله، وفي الموعظة على الجبل علّم ضد الشتم والزنى والغضب والحقد. وتكلم عن خراب الهيكل في متى 24، وعن الأيام الأخيرة "ها أنا قد سبقت وأخبرتكم". ويقول الرسول بولس: "إنه لا يأتي إن لم يأت الارتداد أولا". يقال أن الأسد سلطان الوحوش يخاف النملة ويهرب من لدغتها، والنمر الكاسر الجبار يخشى أصغر فأر، أما البشر فيخافون كل شيء. إنهم يخافون المرض، والفقر، والضياع، والموت، والآخَر، والمستقبل وأنفسهم. فالدين توعية "أنا هو لا تخافوا". في مزمور 5:1 نقرأ بأنه "لا تقوم الأشرار في الدين أي الدينونة". وهنا يصف الأشرار في ثلاثة حقائق:

الأولى، أنهم كالتبن الذي تذرّيه الرياح وتحمله بقوة غير منظورة.
والثانية، أن دينونتهم أمام الله لا مفر منها.
والثالثة، أنهم هالكون أبديًا.
فالإنسان بحاجة إلى مخلص "وليس بأحد غيره الخلاص [أي المسيح]". والدين:

2- محبة

"إن كان أحد فيكم يظن أنه ديِّن وهو لا يلجم لسانه بل يخدع قلبه فديانة هذا باطلة. الديانة الطاهرة النقية عند الله هي هذه: افتقاد اليتامى والأرامل في ضيقتهم، وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم" (يعقوب 1: 26-27). إنها إعلان عن صحة العلاقات، أو "الدين المعاملة" وأن تحب قريبك كنفسك، وكما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا أنتم أيضا بهم. لنراجع معا رسالة كورنثوس الأولى 13 في ضوء قول المسيح "أحبوا أعداءكم"، فالإنسان الذي يخون الأمانة ليس له دين. إن الدين هو الشعور بالواجب، فالدين وازع وقضاء، وازع للخير وقضاء على الشر.
وجدت كتابة فرعونية تقول: "أحبب زوجتك وأخلص لها، أطعمها إذا جاعت، وداوها إذا مرضت، وأسعدها إذا شفيت، فهي أغلى ما تملك، وأعز نعم الله عليك". لذلك خدم يعقوب سبع سنوات لأجل راحيل، وسبع سنوات لأجل ليئة، وللأسف خدم ست سنوات لأجل متاع الزمان الحاضر، ونسي إله بيت إيل وفدان آرام "إله الرعاية وسلّم العناية" عندما كان طريدا وفقيرا. لقد صدق قول الوحي "ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه". وكانت النتيجة صراع مع ملاك الرب.

3- صحة

قيل عن موسى: "وَكَانَ مُوسَى ابْنَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَاتَ، وَلَمْ تَكِلَّ عَيْنُهُ وَلاَ ذَهَبَتْ نَضَارَتُهُ"، فكيف يصل الدين إلى هذه النتيجة؟
إن رسالتنا ليس أن ننادي بمنع التدخين بل كشف ضرره على الصحة والعائلة. لا تظلم الطفل البريء ولا تبدد قوته.
قال أحدهم: لو أراد الله للإنسان أن يدخن لخلق له مدخنة أعلى رأسه. وعلق على رؤية مدخِّن غليون Pipe والتبغ قائلاً: "إنه ككلب يمسك بعظمة".
قال الشاعر:
إذا ما كساك الدهر سربال صحةٍ
ولم تخل من قوتٍ يحلّ ويقربُ
فلا تغبطنّ أهل الكثير فإنما
على قدر ما يعطيهم الدهر يسلب
توجد ثلاث طرق للعلم بالله: أولها استخدام العقل، فالعقل المتحرر يقودنا الى علة الوجود، أما الفلسفة البحتة فتؤدي فقط إلى نوع من القوة الذاتية البشرية لما فيها من أدلة وبراهين. ويظل استخدام الإحساس والقرب والصلة طريق الأنبياء واستنارة النفس بالروح القدس. إن الله يبحث عن الخروف الضال الذي لا يعرف طريق العودة إذا ضل بسبب غبائه، والدرهم المفقود الذي يحتاج إلى نور المعرفة والحكمة لتجده بسبب جهله، والابن الضال الذي هو موضوع الوليمة وسعادة الآخر والذي ضل بسبب طيشه. حقيقة إن الإنسان متدين بفطرته، والدين ضروري لإنماء الشخصية والتحرر من الخرافات والمخاوف. إن الإيمان بالله هو الإيمان بالحياة.

4- إيمان

يتغلب الإيمان على الصعاب ويغير مفاهيم الحياة. إنه يرى الله الحل ويخضع لحكم الله وقضائه. هل التقدم العلمي يلغي الدين؟ وهل النهج العلمي أرقى من النهجين الديني والفلسفي؟ الدين يهتم بالأمور الخارقة للطبيعة لكنه يصحح علاقة الإنسان بأخيه ولا يستطيع الإنسان نوال الخلاص بدون الدين. الدين ثابت أما النظريات العلمية فمتغيرات، ونظرياته سريعًا ما تختفي ليحل محلها أي كشف علمي جديد. قال أفلاطون: "لأخبرك لماذا أوجد الله هذا العالم. إن الله الخالق صالح وأراد أن تكون خليقته على شاكلته، لذلك نرى الصلاح والمحبة في صميم الكون".
سئل أحد رجال مجمع اللغة عن ما هو الصلاح؟ فقال: "الصلاح اسم معنوي لا يوجد في العالم بل هو أمر شخصي، صفة للشخص الصالح حقيقة". ومارس المسيح الصلاح في حياته فغير سلوك البشر وحسّن أخلاق الناس. "فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السماوات".

تقول الأمثال: القناعة كنز لا يفنى، أما الدين فيقول: "التقوى مع القناعة فهي تجارة عظيمة". وفي رسالة فيلبي 4 "تعلمت أن أكون مكتفيًا بما أنا فيه... أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني". الحمد لله! وما التسبيح والشكر والابتهال إلا لغة الاكتفاء. حقًا إن القناعة مرتبطة بالإيمان في الله.

5- اكتفاء

إنني لم أسمع قط في حياتي هذه الأمور: "إن عادة دفع العشور جعلتني أفلس!" أو "أنا متأسف لقبولي يسوع مخلصًا!" أو بعد أن خدم أحدهم الرب يصرّح بأنه نادم لأنه خدمه! أو أن أحدهم بعد أن وجد في محضر الرب تأسف لأنه كان في هذا الاجتماع، لأن رسالة الله ستستمر ولا تتوقّف! "أشبع الجياع خيرات وصرف الأغنياء فارغين".
يقول عالم الأمراض "البثولوجي" روفس جونس ما معناه: "لا تستطيع النظريات الاجتماعية ولا الطرق البيولوجية ولا أية قوة خارجية، تفسير أصل وقوة الضمير إن لم تكن متأصلة في الكيان البشري". ويقول الكاتب الإنجليزي برنرد رسل: "إن الدوافع الأدبية في البشر هي محاولة للتشبه بالله، أما الأدب الخلقي فليس سوى غريزة اجتماعية تتقبل المقاييس الحسية الخارجية"، ولكن هذه النظرية لا تربط المقاييس الأدبية مع الضمير فالإنسان ليس مقياسًا لكل شيء. والدين رجاء "فلا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم". قال الشاعر:
إن كنت في قصر أعيش أو كوخة بلا حمى
سيان عندي إنني ضيف معدٌّ للسما

المجموعة: تموز July 2012

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

88 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10587316