Voice of Preaching the Gospel

vopg

Mounir_Suleimanإذا تواضع شعبي... ورجعوا عن طرقهم الرديئة:
تحدثنا في الحلقة الماضية عن العبارة "وصلّوا وطلبوا وجهي"، ورأينا ضرورة الصلاة، وذكرنا أن الصلاة هي التعبير الحقيقي لمحبتنا للرب، وهي الباب المفتوح دائمًا والذي لا يُغلق قط أمامنا، وهي السلاح الذي يفشّل ويبطل مؤامرات العدو، كما إنها سر الانتعاش وخلاص النفوس، وبدونها لا آيات أو معجزات.

وفي هذه الحلقة والحلقة التالية نتحدث عن الجزئية "ورجعوا عن طرقهم الرديئة"، وهذه العبارة تعني ببساطة "التوبة"، وتابوا عن طرقهم الرديئة.
وسنركز الحديث في نقطتين أساسيتين هما:
توبة الخطاة
توبة المؤمنين
وسنتناول في هذه الحلقة: توبة الخطاة. وهنا لا بد أن نجيب عن هذا السؤال: ما هي التوبة؟
أو يقول آخر: ماذا نعني بالتوبة؟
التوبة تعني تغيير المسار الخطأ، تغيير الطريق الشرير الذي يسلكه المرء، أي الاستدارة للاتجاه المعاكس U turn لتصحيح المسار الفكري والسلوكي في طرق حياتنا. وهذا واضح من كلمة الله في إشعياء 7:55 "لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ، وَرَجُلُ الإِثْمِ أَفْكَارَهُ، وَلْيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ، وَإِلَى إِلهِنَا لأَنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ". ولأن موضوع التوبة متشعب الجوانب، ولضيق مساحة المجلة، فإنني أكتفي بأن أوضّح وأجيب عن السؤال: لماذا يجب أن يتوب الإنسان الخاطئ؟ بعبارة أخرى "ضرورة التوبة".

1- لأن العمر قصير والنهاية مجهولة

يقول الرب في أيوب 1:14 "اَلإِنْسَانُ مَوْلُودُ الْمَرْأَةِ، قَلِيلُ الأَيَّامِ وَشَبْعَانُ تَعَبًا". والرسول يعقوب يقول: "ما هي حياتكم؟ إنها بخار يظهر قليلاً عن يضمحلّ".
بينما كان أحد الخدام يلقي عظته، كان أحد الشبان الحاضرين يبكي متأثرًا، وعند تقديم الدعوة لمن يريد الخلاص، لم يتقدم هذا الشاب، فحثّه الإخوة والخادم لأن يأخذ قرار التوبة، ولكنه قال لهم: أنا فعلاً محتاج للخلاص، لكن ليس الآن لأنني مضطر أن أذهب لمباشرة عملي في المحطة لأني موظف في سكة الحديد. وبعد نصف ساعة تقريبًا، كان الخادم في طريقه إلى بيته، وكان لا بد أن يمر بمحطة سكة الحديد التي يعمل بها هذا الشاب. ولدهشته، وجد هذا الشاب ملقى على خط سكة الحديد ورجلاه مفصولتان عن جسده والدم ينزف منهما، وسمعه وهو ينطق بآخر كلماته: "يا ليتني قبلته الليلة! يا ليتني قبلته الليلة".
"أَمْ تَسْتَهِينُ بِغِنَى لُطْفِهِ وَإِمْهَالِهِ وَطُولِ أَنَاتِهِ، غَيْرَ عَالِمٍ أَنَّ لُطْفَ اللهِ إِنَّمَا يَقْتَادُكَ إِلَى التَّوْبَةِ؟" (رومية 4:2).
تب الآن لأن العمر قصير والحياة مجهولة، ومجيء المسيح قريب جدًا.

2- للنجاة من الموت والهلاك الأبدي

"إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذلِكَ تَهْلِكُونَ" (لوقا 3:13 و5)، "لأن أجرة الخطية هي موت".
هناك أربعة أنواع من الموت:
الموت الجسدي: "لأنك تراب، وإلى تراب تعود". وهذا الموت يشترك فيه جميع البشر.
الموت الأدبي: "لك اسم أنك حي وأنت ميت". في نظر نفسك أنت حي، ولكن في نظر الله فأنت ميت.
الموت الروحي: الانفصال عن الله، فالخاطئ ميت بالذنوب والخطايا.
الموت الأبدي: في جهنم، هناك يكون البكاء وصرير الأسنان، للخطاة الذين لم يتوبوا.
لقد أهلك الله العالم القديم في أيام نوح الذي كرز 120 سنة ولم يتوبوا فأهلكهم الله لفسادهم وشرهم، وهكذا سدوم وعمورة، أهلكها الله بالحريق، أما نينوى بعد مناداة يونان ليوم واحد فيها، رجعت وتابت وكان لها النجاة من الهلاك.
"فالله الآن يأمر جميع الناس في كل مكان أن يتوبوا"، لينجوا من الهلاك والموت الأبدي.

3- لغفران الخطايا

في عظة يوم الخمسين لبطرس، قال للذين نُخسوا في قلوبهم: "تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا" (أعمال 37:2-38). وفي أعمال 19:3 يقول: "فَتُوبُوا وَارْجِعُوا لِتُمْحَى خَطَايَاكُمْ، لِكَيْ تَأْتِيَ أَوْقَاتُ الْفَرَجِ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ".
الاعتراف بالخطية، والتوبة الحقيقية، والإيمان بيسوع المسيح كمخلص ورب لحياتنا هو طريق الغفران والخلاص.
وقف جندي ليشهد في الاجتماع، فقال: تركت بيتي ملحدًا ولكني تركت زوجة مؤمنة مصلية، وقد أرسلت لي رسالة لتسأل عن أحوالي، وهل ما زلت في إلحادي، فغضبت جدًا وكتبت لها رسالة مملوءة بالعبارات القاسية، ولكنني لم أستطع أن أغلق الخطاب فمزّقت الرسالة، وكتبت لها رسالة ثانية، وبها كلمات رقيقة، وأيضًا لم أستطع أن أغلق الخطاب، فشعرت بروح الله يبكتني، فركعت وصليت وطلبت بدموع غفران خطاياي، وفي وقتها شعرت بأن خطاياي قد غُفرت. فأخبرت زوجتي بذلك. فهل تصلي عزيزي القارئ وتتوب لتُغفر لك خطاياك؟

4- للتمتع بالحياة الأبدية

"لأنه هكذا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ" (يوحنا 16:3). وقال السيد المسيح لنيقوديموس: "إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ... إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ" (يوحنا 3:3، 5).
إن الاعتراف بالخطية، والتوبة الحقيقية والإيمان بالرب يسوع المسيح وموته على الصليب وقيامته، وقبوله ربًا ومخلصًا هو الباب الوحيد لدخول السماء والتمتّع بالحياة الأبدية.
عزيزي القارئ، لا تؤجل، فالله يدعوك أن تتوب الآن قبل فوات الأوان، ويُغلق الباب، ولن يُفتح مرة أخرى أمامك. فالعمر قصير، والنهاية مجهولة، فتب الآن لتنجو من الهلاك، وتمحى خطاياك وتتمتع بالحياة الأبدية.
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة وموضوعها "توبة المؤمنين".

المجموعة: شباط (فبراير) 2015

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

82 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10475947