Voice of Preaching the Gospel

vopg

 "كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض، شفوقين متسامحين كما سامحكم الله أيضًا في المسيح." (أفسس 32:4)

الإنسان الخاطئ لا يعرف معنى التسامح، ولا يمكنه قبول الإساءة التي توجَّه إليه من الآخرين...

 

حتى وإن سكت عن هذه الإساءة فقلبه يظل مشحونًا بروح الانتقام، ولا بد أن ينتقم لنفسه لو استطاع ذلك. أما المؤمن الحقيقي الذي غُفرت خطاياه، وسُترت آثامه، فهو قادر على الصفح للآخرين عملاً بقول المسيح: "وَمَتَى وَقَفْتُمْ تُصَلُّونَ، فَاغْفِرُوا إِنْ كَانَ لَكُمْ عَلَى أَحَدٍ شَيْءٌ، لِكَيْ يَغْفِرَ لَكُمْ أَيْضًا أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ زَّلاَتِكُمْ." (مرقس 25:11)

حقًا إن العلامة التي تميّز المؤمن من غير المؤمن هي حياة التسامح. فالمؤمن يضع أمامه هذا الشعار: "محْتملين بعْضكمْ بعْضًا، ومسامحين بعْضكمْ بعْضًا إنْ كان لأحدٍ على أحدٍ شكْوى. كما غفر لكم الْمسيح هكذا أنْتمْ أيْضًا." (كولوسي 13:3)

ألم يصفح يوسف عن إخوته مع أنه كان قادرًا على الانتقام لنفسه؟ لكنه قال لهم: "والآن لا تتأسّفوا ولا تغْتاظوا لأنّكمْ بعْتموني إلى هنا، لأنّه لاسْتبْقاء حياةٍ أرْسلني الله قدّامكمْ." (تكوين 5:45) وبعد موت أبيه تقدم إخوته إليه وقالوا له: "أبوك أوْصى قبْل موْته قائلاً: هكذا تقولون ليوسف: آه! اصْفحْ عنْ ذنْب إخْوتك وخطيّتهمْ فإنّهمْ صنعوا بك شرًّا. فالآن اصْفحْ عنْ ذنْب عبيد إله أبيك.» فبكى يوسف حين كلّموه. فقال لهمْ يوسف: «لا تخافوا. لأنّه هلْ أنا مكان الله؟ أنْتمْ قصدْتمْ لي شرًّا أمّا الله فقصد به خيْرًا.]" (تكوين 16:50-17، 19-20)

وكيف نستطيع الصلاة ومناجاة الله والقلب ممتلئ بعدم التسامح؟ ينبغي أن نصطلح أولاً مع إخوتنا قبل أن نمثل أمام الله. "فإنْ قدّمْت قرْبانك إلى الْمذْبح، وهناك تذكّرْت أنّ لأخيك شيْئًا عليْك، فاتْركْ هناك قرْبانك قدّام الْمذْبح، واذْهبْ أوّلاً اصْطلحْ مع أخيك، وحينئذٍ تعال وقدّمْ قرْبانك." (متى 23:5-24)  لقد سأل بطرس الرب يسوع المسيح قائلاً: "يا ربّ، كمْ مرّةً يخْطئ إليّ أخي وأنا أغْفر له؟ هلْ إلى سبْع مرّاتٍ؟ قال له يسوع: لا أقول لك إلى سبْع مرّاتٍ، بلْ إلى سبْعين مرّةً سبْع مرّاتٍ." (متى 21:18-22) ثم حدّثه عن ذلك العبد الشرير الذي سامحه سيده بدينه الثقيل الذي هو عشرة آلاف وزنة، لكن ذلك العبد الشرير لم يستطع أن يسامح رفيقه بمئة دينار، وألقاه في السجن. آه، هذا ما يحدث معنا في هذه الأيام. فالله يسامحنا بالكثير ونحن لا نقدر أن نسامح الآخرين بالقليل. لقد غضب السيد حين سمع ما صنعه العبد وقال له: "أفما كان ينْبغي أنّك أنْت أيْضًا ترْحم الْعبْد رفيقك كما رحمْتك أنا؟" (متى 33:18) وغضب سيده وسلّمه إلى معذِّبين حتى يوفي كل ما كان له عليه. ثم قال المسيح لتلاميذه: "فهكذا أبي السّماويّ يفْعل بكمْ إنْ لمْ تتْركوا منْ قلوبكمْ كلّ واحدٍ لأخيه زّلاته." (متى 35:18)

آه، ربما تكون خطية عدم التسامح هي سبب جفاف حياتنا الروحية، وعدم استجابة صلواتنا، وعدم شعورنا برضى الله علينا، وعدم فيضان روح الله القدوس في قلوبنا، وعدم استخدام الله لنا. ليت الله يتوّبنا الآن عن هذه الخطية. "اعْترفوا بعْضكمْ لبعْضٍ بالزّلّات، وصلّوا بعْضكمْ لأجْل بعْضٍ، لكيْ تشْفوْا." (يعقوب 16:5) "سالموا بعْضكمْ بعْضًا." (1تسالونيكي 13:5)  الدكتور مراد عزيز

المجموعة: تموز (يوليو) 2016

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

115 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10475092