Voice of Preaching the Gospel

vopg

الدكتور أنيس بهنامالقسم الرابع والأخير من هذه الرسالة الجليلة، أي أصحاحات 12-16، يتعلق بالحياة العملية التي تليق بمن قد تبرر بالإيمان وفيه تتجلَّى مشاعر الرسول بولس الرقيقة نحو المؤمنين.

أصحاح 12

موضوع هذا الأصحاح هو الحياة العملية للمؤمن بحسب الفكر الإلهي،

وهو يبدأ أولاً بعلاقتنا مع الرب. فإذا كانت هذه العلاقة سليمة وقويّة نستطيع أن نتمم النصائح الأخرى. علينا أن نقدم أجسادنا، أي قوانا ومقدرتنا، ذبيحة حية مقدسة، أي أن عيوننا وأفواهنا وآذاننا تكون مكرسة للرب، أي ما ننظر إليه، وما نصغي إليه وما نتكلم به يكون وفقًا لإرادة الرب ولمجد اسمه. لا يسعنا المجال هنا أن نتوسع في الكلام لكنه واضح ومهم جدًا. كذلك اليدان والرجلان – أي ما نعمله والأماكن التي نذهب إليها يجب أن تكون تحت الإرشاد الإلهي ولمجد اسمه. لأننا لسنا ملكًا لأنفسنا بل قد اشتُرينا بثمن.
ثانيًا، علاقتنا مع المؤمنين الآخرين كأعضاء في الجسد الواحد، جسد المسيح الذي يشمل جميع المؤمنين رغم اختلاف جنسياتهم وطوائفهم (عدد 3-8).
ثالثًا، الصفات التي يجب أن يتصف بها كل مؤمن (عدد 9-17) وهي تبدأ بالمحبة، والتواضع، والاجتهاد في خدمة الرب، والحرارة في العبادة، والصبر، والصلاة، والاهتمام باحتياجات المؤمنين الآخرين، أي الفقراء الذين يشير إليهم بأنهم "القديسين".
رابعًا، موقفنا إزاء من يعادوننا، وهذا مهم في أيامنا هذه التي ازداد فيها اضطهاد المؤمنين. [إذا جاع عدوك فأطعمه،] بذلك قد تقوده إلى التوبة، إذ [تجمع جمر نار على رأسه.] وهذا يتم فعلاً في هذه الأيام. حقًا ما أجمل تعاليمك أيها الرب سيدنا! أعنّا لنطيعك.

أصحاح 13

موضوع هذا الأصحاح هو "المؤمن كمواطن صالح". وهو أمر ضروريٌّ جدًا في أيامنا هذه. ويشتمل على إطاعة القوانين مثل دفع الضرائب بأمانة، وقوانين المرور وحدود السرعة في قيادة السيارة. إن الحكومات هي ترتيب إلهي لازم للمجتمع. ولنتذكر أنه حين أوحى الروح القدس للرسول بولس أن يكتب هذا الكلام كانت الحكومات وثنية. ومع ذلك فإن الله يريد أن يسطع نورنا أمام الناس. ولا حاجة لأن نؤكد أنه [ينبغي أن يُطاع الله أكثر من الناس.] ومما يساعدنا على الطاعة هو أن نتذكر أن [خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنا.] (عدد 11)

أصحاح 14، 1:15-13

كانت لهذا الجزء أهمية خاصة في أيام الرسل، إذ كان المؤمنون الأوائل من اليهود، ثم آمن كثيرون من الأمميين الذين كانوا كلهم قبلاً وثنيين. وكان كثيرون من اليهود الذين آمنوا يأكلون اللحوم التي من الذبائح للآلهة الكذبة. هذه الاختلافات كانت أحيانًا كثيرة تسبب مشاكل بين المؤمنين. لذلك كتب لهم الرسول بولس، بوحي من الروح القدس يحرضهم على أن يحتملوا بعضهم بعضًا بالمحبة. وأن يكون المبدأ الأساسي في مثل هذه الأمور هو أن [لا نحاكم بعضنا بعضًا.] وفي نفس الوقت يجب ألا يكون المؤمن سبب صدمة أو معثرة [حسن أن لا تأكل لحمًا ولا تشرب خمرًا، ولا شيئًا يصطدم به أخوك أو يعثر أو يضعف.] (21:14) من الواضح أن هذا له ما يشابهه في هذه الأيام بالنسبة للمؤمنين من خلفيات متنوعة، مثل أوربا والشرق الأوسط، وغير ذلك. راجع أيضًا ما جاء في 14:14-17. وقد تكلم الرسول بولس عن هذا الأمر في 1كورنثوس 13:8 فقال: [لذلك إن كان طعام يعثر أخي فلن آكل لحمًا إلى الأبد لئلا أُعثر أخي.] ويستمر الرسول في الكلام بهذا الخصوص في رومية 1:15-13.

أصحاح 14:15-32

في هذا الجزء يشارك الرسول إخوته في روما، أي المؤمنين الذين كتب لهم هذه الرسالة بخصوص ما هو مزمع أن يعمله، أي زيارته لأماكن أخرى ليبشر بإنجيل المسيح ويقول إنه محترص في أن يبشر الذين لم يسمعوا حتى ذلك الوقت ببشارة الخلاص (راجع أعداد 20 و21). ومتى سمح له الرب فهو يأمل أن يذهب إلى روما التي كان يشتاق لزيارة المؤمنين فيها (رومية 13:1) ويطلب منهم أن يجاهدوا في الصلوات من أجله. ولنلاحظ أنه في كل مرة يطلب فيها من المؤمنين أن يصلوا من أجله يحدد الهدف الذي يرجوه من صلواتهم. في هذا الفصل يذكر ثلاثة أشياء:
1) أن تكون خدمته المادية للفقراء في أورشليم مقبولة.
2) أن يُنقذ من هم غير مؤمنين هناك.
3) أن يتحقق أمله في زيارتهم، فيأتي إليهم في [ملء بركة إنجيل المسيح.]

أصحاح 16

في عدد 1 و2 يوصي بخصوص الأخت فيبي التي كانت تقوم بخدمات تدبيرية. وطلب منهم أن يعتنوا بها أثناء زيارتها لهم، مما يدلّ على الوحدة بين المؤمنين. وقوله "اقبلوها في الرب" يدل على أن الكنيسة كانت حريصة في قبول الأشخاص غير المؤمنين. وهذا الحرص يشمل بلا شك القبول على مائدة الرب. مما جاء في 2كورنثوس 1:3 نتعلم أنه كانت هناك حاجة إلى رسائل توصية من الكنائس لمن سيزور كنيسة لا تعرفه.
من عدد 3 إلى آخر الرسالة هو فصل جميل ومفرح يلمس المشاهر الأخوية، إذ يرسل الرسول تحيات للمؤمنين هناك بأسلوب مؤثر، فيصف البعض بأنهم تعبوا من أجل الرب ومن أجله، وهناك من تعبت كثيرًا، وعن شخص آخر أنه حبيبه في الرب. وهناك من يذكر أنهم كانوا في الرب قبله، والبعض كانوا أنسباءه، وآخرون استضافوه في بيوتهم، ويهدي السلام إلى روفس، والأرجح أنه روفس ابن سمعان القيرواني الذي حمل الصليب خلف الرب يسوع. ثم يقول: [وأمه أمي،] أي إنه كان يعتبرها كأمه هو شخصيًا.
في عدد 17 و18 إنذار ضد الذين يسببون انقسامات بين المؤمنين وخلافات لمصلحتهم الشخصية. ثم يطمئنهم بالقول: [وإله السلام سيسحق الشيطان تحت أرجلكم سريعًا.] ثم يذكر من عدد 21 آخرين معه يهدون السلام للمؤمنين في روما. من هؤلاء كان ترتيوس الذي كان يكتب ما يمليه عليه بولس، واسمه يعني رقم 3 – لأن الرومان كانوا يسمّون بعض العبيد بأرقام بدلاً من الأسماء. تأثر ترتيوس من هذا الجو المليء بالمحبة والمشاعر الرقيقة فأراد أن يهدي هو أيضًا سلامه. وسمح له الرسول بولس بإرشاد الروح القدس، فكتب: [أنا ترتيوس كاتب هذه الرسالة أسلّم عليكم في الرب.] كذلك يذكر اسم غايس [مضيّفه ومضيّف الكنيسة.]وكأن الرب يشهد لكرم غايس ويسجله في الوحي المقدس، لأن الرب وعد أن من أعطى كأس ماء بارد لا يضيع أجره.
وأخيرًا يختم الرسالة بهذه الكلمات الجليلة: [وللقادر أن يثبتكم حسب إنجيلي والكرازة بيسوع المسيح... الله الحكيم وحده بيسوع المسيح، له المجد إلى الأبد، آمين.]
حقًا، ما أجمل وما أثمن هذه الرسالة! ليتنا ندرسها ونختزنها في قلوبنا، ونقول مع النبي إرميا: [وُجد كلامك فأكلته، فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي.]

المجموعة: تشرين الأول (أكتوبر) 2017

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

267 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10475946