Voice of Preaching the Gospel

vopg

الدكتور جون حدادفي إطار البحث والتدقيق في المواضيع والاكتشافات العلميّة الرائدة في العصر الحديث، نعرف يقينًا أنّ الكتاب المقدّس هو كلمة الله بالحّق، ولكنّه حقًّا ليس بالكتاب العلميّ المحض.

إلا أنّه عندما يتناول الكتاب مواضيع علميّة محدّدة، نلاحظ الدّقة والترتيب في البحث والإقناع في شتّى النواحي البشريّة والثقافيّة والاجتماعية والطبيعيّة كافةً.
لذلك ندرك جيدًا أنّ "علوم" أو "علميّة" الكتاب هي صحيحة بالفعل وكاملة ومستقبليّة أيضًا، وقد سبقت عصرها في التطوّر والاكتشاف (تكوين 1؛ أيوب 37؛ عبرانيين1)؛ وإن كانت قد كتبت بلغةٍ بسيطة منذ آلاف السنين، إلا أنّها تظهر عظمة الله في خليقته والإبداع اللامتناهي في التكوين. يتردّد صدى الكتاب المقدّس العلميّ عبر العصور ليصبح تاريخًا علميًّا بحدّ ذاته.
عندما أنظر إلى "روائع في الخلق" من منطلق الثوابت العلميّة الراسخة في الكتاب المقدّس التي يتردّد صداها عبر العصور والأزمنة والحقبات التاريخيّة المتعدّدة، وفي معرض الدفاع عن الحقّ العلميّ المدوّن في الكلمة الإلهية، أتذكّر كلمات الطبيب لوقا، الرجل العالم والمثقّف، في كتابته وحواره مع رمزٍ اجتماعي وسياسيّ مرموق، ألا وهو "العزيز ثاوفيلس" الذي كان يبحث عن الحق في كلمة الله. (لوقا 4-1:1)
الإنسان بطبيعته توّاقٌ للمعرفة والعلم ويحّب الاكتشاف والحدث العلميّ، فما هناك من شيء أروع وأدقّ من كلمة الله في إظهار صحّة الحقائق العلميّة التي كان ولا يزال يفتّش عنها الكثيرون في القدم وفي عالمنا المعاصر. الله يدعو الجميع للإقبال إلى المعرفة وفهم أسرار التكوين: "ادْعني فأجيبك وأخْبرك بعظائم وعوائص لمْ تعْرفْها." (إرميا 3:33) يبقى الكتاب المقدّس منارةً علميّة وروحيّة في آنٍ معًا يرشد البشريّة نحو الحق والمعرفة في كل مكان وزمان.

الكتاب المقدّس والعلم الحديث: نظرة شاملة
كم من مرةٍ فكّر الإنسان العالِم بإقناع الآخرين بصحّة الكتاب المقدّس العلميّة إلا أنّه كان دائمًا يصطدم بمقولة أنّ الكتاب ليس كتابًا علميًّا؟ إلا أنّه وفي كل مرةٍ كان الكتاب يوضع أمام الامتحان العلميّ كان يقف ناجحًا وبامتياز منقطع النظير. إذا كان العلم الحديث لا يستطيع أن يبرهن دقّة الكتاب العلميّة، لا شك أنّ الكتاب يؤكّد في كثير من النواحي صوابية الاكتشافات العلميّة التي تدعم نظريات، أو الأصّح تعليم، الكتاب المقدّس والتطورات العلميّة الحديثة.
يوجد هناك بالطبع بعض التناقض بين فكر وتعليم الكتاب من جهة، والفكر العلميّ المجرّد من ناحيةٍ أخرى. لكن تبقى كلمة الله المعصومة عن الخطأ المرجع الصحيح في الفكر والتعليم الروحي والعلميّ في آنٍ معًا وصالحة لكل الأجيال والعصور والمستويات البشريّة. والتاريخ يشهد عن مدى إتقان الكتاب للأمور العلميّة وإلمامه العميق بمبادئ الاكتشاف والتطوّر.
يبدأ الكتاب المقدّس في سفر التكوين - ثم بالتدريج في أسفار أخرى - بسرد أولى الوقائع العلميّة بلغة بسيطة وواضحة في العهد القديم: "في الْبدْء خلق الله السّماوات والأرْض." (تكوين 1:1) ثم "سمعْنا فذابتْ قلوبنا ولمْ تبْق بعْد روحٌ في إنْسانٍ بسببكمْ، لأنّ الرّبّ إلهكمْ هو الله في السّماء منْ فوْق وعلى الأرْض منْ تحْت." (يشوع 11:2) الأمر الذي ردّده سفر أعمال الرسل: "أيّها السّيّد، أنْت هو الإله الصّانع السّماء والأرْض والْبحْر وكلّ ما فيها." (أعمال 24:4) والرسالة إلى العبرانيين في العهد الجديد: "وأنْت يا ربّ في الْبدْء أسّسْت الأرْض، والسّماوات هي عمل يديْك." (عبرانيين 10:1)
لا شك أنّ هذه الكلمات، وكلماتٍ وآياتٍ أخرى حملها الكتاب في طيّاته من سفر التكوين إلى سفر الرؤيا (تكوين 1 و2؛ أيوب 14:37-16؛ أيوب 1:39-30؛ مزمور 10:48؛ 13:74-14؛ 11:96-13؛ 104؛ مزمور 139؛ أمثال 22:8-31؛ رومية 19:1-20؛ كولوسي 15:1-18؛ 1تيموثاوس 3:4-4)، قد اختصرت مسيرة العلم الحديث ووضعت الأسس الصالحة والمتينة له في بداية التكوين والخلق.
الكثيرون في هذا العالم لا يؤمنون بهذه الكلمات ويقاومونها بشدّة وعناد. البعض يعتقد بعدم وجود الله وبالتالي فإنّ الكتاب المقدّس من منظورهم ليس كلمة الله. نُقاد في بعض الأحيان للاعتقاد بأنّ العلماء لا يؤمنون بالله أو بالكتاب المقدّس. لكنّ هذا الأمر ليس صحيحًا، فالعلم الحقيقيّ لا تتعارض مبادئه والكتاب. في حقيقة الأمر، إذا كان المفهوم العلميّ متوازنًا وذا مصداقيّة، فلا بدّ إلا وأن تتفّق مبادئه مع فكر الكتاب المقدّس الموحى به من الله الذي هو "الإله الوحيد الحكيم والقادر على كل شيء."
وإن كان الكتاب المقدّس ليس كتابًا علميًا، فعندما يتناول مواضيع ومبادئ علميّة فهو حتمًا دقيق وعصريّ وصحيح ومقنعٌ أيضًا. إنّ ما يسمّى "تناقضات" بين الإيمان المدوّن في الكتاب والعلم ما هو إلا سرابًا لا يعدو كونه تناقضًا أو وهمًا ظاهريًا بين تحليل الكتاب والنظريات العلميّة الحديثة. إنّه صراع الأجيال بين التقاليد العلميّة الثابتة والفلسفة الحديثة التي تقبل الاكتشاف والبعد العلميّ من دون دراسة أو تدقيق.
منذ حداثتي وخلال دراستي الجامعيّة، ولمّا كنت بعد توّاقًا لأن أعرف أكثر عن العلم والعلوم في الكتاب المقدّس، بدأت بالبحث والتدقيق في كتابة دراسة توضيحيّة في نواحي العلم كافة باختصار وبلغةٍ مفهومة حتى يستمتع القارئ ويستفيد في آنٍ معًا. فهذا الموضوع ليس دراسة مفصّلة عن العلم أو العلوم في الكتاب المقدّس بقدر ما هو مرجعٌ سريع وموجز تقني في أهم المواضيع العلميّة من منظور الكتاب ومفهومه.
أما المفاصل الأساسيّة لهذه الدراسة فقد شملت العناوين التالية، أذكرها باختصار:

علوم الطب والصحّة العامّة؛
علم الحياة، فيزيولوجيا الجسم البشرّي والبيوتكنولوجيا؛
علم الميكروبيولوجي والأمراض السّارية؛
علم الجزيئات غير المرئيّة؛
العلوم الفيزيائيّة والكيميائيّة؛
علم الفلك الفيزيائيّ؛
علم المياه والأنهار والبحار؛
علم الأرض والجغرافية الطبيعيّة؛
علم المناخ والجيوديموغرافي؛

مقاربة موضوعيّة للعلم القديم والحديث وما يقوله الكتاب المقدّس
في إطار المقاربة البناءة والعلميّة المجرّدة للعلم في الكتاب المقدّس وما يقوله المجتمع والعلم القديم والحديث، إليكم بعض العناوين العريضة للحقائق العلميّة البارزة في كلمة الله. فالعلم يؤكّد دقّة وصحّة الكتاب المقدّس ونظرته العلميّة الصائبة.

ما يقوله الكتاب المقدّس في العلم ما يقوله العلم قديمًا / وحديثًا

ما يقوله العلم حديثًا ما يقوله العلم قديمًا ما يقوله الكتاب المقدّس في العلم
الأرض كروية الأرض مسطّحة الأرض كوكبٌ كروي (إشعياء 22:40)
عددٌ لا يحصى عددٌ محدود من النجوم عددٌ لا يحصى من النجوم (إرميا 22:33)
دوران الأرض في الفضاء الخارجي (في الفراغ) الأرض مستقرة تعليق الأرض على لا شيء أو على الخلاء (إشعياء 7:26)
العناصر كوّنت من النواة (Atoms) غير محدّد لخليقة صنعت من عناصر غير منظورة (عبرانيين 3:11)
النجوم في السماء غير متشابهة النجوم متشابهة النجوم في السماء غير متشابهة (1 كورنثوس 41:15)
الهواء له كثافة أو وزن الهواء ليس له كثافة أو وزن الهواء له كثافة ووزن (أيوب 25:28)
الرياح تهبّ دائريًا الرياح تهبّ بشكلٍ مستقيم الرياح تهبّ بشكلٍ دائري (جامعة 6:1)
الدم هو مصدر الحياة والصحّة سفك دم الإنسان المريض الدم هو مصدر الحياة والصحّة
(لاويين 11:17)
قعر البحار يحتوي على الجبال والوديان قعر البحار مستوي قعر البحار يحتوي على الجبال والوديان (2صموئيل 16:22؛ يوحنا 6:2)
المحيطات تحتوي على الأنهر المحيطات تتغذّى من الأنهر والمياه المحيطات تحتوي على الأنهر
(أيوب 16:38)
يجب غسل الأيدي بالمياه الجارية يجب غسل الأيدي بالمياه الراكدة للحفاظ على النظافة العامّة يجب غسل الأيدي بالمياه الجارية (لاويين 13:15)

 

 

 

 

 

 

 



 


 

 
 

 

المجموعة: أذار (مارس) 2018

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

122 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10569446