Voice of Preaching the Gospel

vopg

الدكتور أنيس بهنام"هذه هي نعمة الله الحقيقية التي فيها تقومون." (1بطرس 12:5)
يرد ذكر النعمة حوالي 150 مرة في الكتاب المقدس ابتداء من تكوين 6 إلى رؤيا 22. "النعمة" كلمة عذبة لها وقع مفرح لقلب كل مؤمن.

ولا عجب فإن إلهنا هو "إله كل نعمة الذي دعانا إلى مجده الأبدي في المسيح يسوع." (1بطرس 10:5) في هذا المقال سنتكلم باختصار عن النعمة بالنسبة للمؤمن في الماضي والحاضر والمستقبل.

أولاً: بالنسبة للماضي
المؤمن نال الخلاص على أساس النعمة. لقد دعانا الرب بنعمته (غلاطية 6:1) وأيضًا "دعانا دعوة مقدسة، لا بمقتضى أعمالنا، بل بمقتضى القصد والنعمة التي أُعطيت لنا في المسيح يسوع قبل الأزمنة الأزلية." (2تيموثاوس 9:1) فهو دعانا بنعمته وخلّصنا بالنعمة. "لأنّكمْ بالنّعْمة مخلّصون، بالإيمان، وذلك ليْس منْكمْ. هو عطيّة الله." (أفسس 8:2) ولم يخلصنا فقط بل برّرنا أيضًا، أي يحسبنا كأننا لم نذنب أبدًا. "متبرّرين مجّانًا بنعْمته بالْفداء الّذي بيسوع الْمسيح." (رومية 24:3) هذه اقتباسات قليلة مما جاء في الكتاب المقدس عن خلاصنا بالنعمة.
عظّموا النعمة فهي أُجزلــت إلـــى الخطــــاة
وبهــــا قــــد انتقلنــــا من الموت إلى الحياة

ثانيًا: بالنسبة للحاضر
فكما أن النعمة تخلصنا فهي أيضًا تعلمنا ونحن في رحلتنا على هذه الأرض "لأنّه قدْ ظهرتْ نعْمة الله الْمخلّصة، لجميع النّاس، معلّمةً إيّانا أنْ ننْكر الْفجور والشّهوات الْعالميّة، ونعيش بالتّعقّل والْبرّ والتّقْوى في الْعالم الْحاضر." (تيطس 11:2-12)
وقوله "ظهرت" يعني أنها كانت موجودة قبلاً. فهي لم تكن شيئًا جديدًا لأن الله تعالى وتبارك اسمه لا يطرأ عليه تغيير، بل هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد. هو "إله كل نعمة." (1بطرس 10:5) والآن سنرى ماذا تعلمنا النعمة. إنها تعلمنا ما لا يجب أن نعمله، كما تعلمنا ما يجب أن نعمله. أولاً، تعلمنا أن ننكر الفجور والشهوات العالمية، وهذا يعني ألا تكون لنا أية علاقة مع هذه الأمور التي يلخصها في كلمتين: الفجور (أي الأمور القبيحة الناتجة عن العصيان لله) والشهوات العالمية وهي تشمل الشهوات الجنسية والمالية والرغبة في الشهرة والسيادة وغيرها مما لا يليق بأبناء الله. ثانيًا، تعلمنا من الناحية الإيجابية كيف نعيش بالتعقّل، أي بحكمة وبتفكير سليم، وبالبر أي بحياة غير ملومة، وبالتقوى أي بمخافة الرب التي هي بدء الحكمة. فإلهنا القدوس يعلمنا أن نحيا حياة القداسة. ومن الجميل جدًا أن ندرك أن هذه النعمة التي تخلصنا لا تفارقنا أبدًا. لذلك يقول الرسول بولس في رومية 2:5 "الذي به (أي بالمسيح) صار لنا الدخول إلى هذه النعمة التي نحن فيها مقيمون (أي أننا دائمًا في إطار نعمته) ونفتخر على رجاء مجد الله." أي لنا الثقة الكاملة بأننا سنكون معه في مجده. ألا يقودنا هذا إلى السجود والشكر والفرح؟! يجب أن ندرك أن النعمة لا تعني التساهل مع الخطيئة بل بالعكس تمامًا. والحرية التي لنا هي "حرية مجد أولاد الله." (رومية 21:8) لذلك ينذرنا الروح القدس من إساءة فهم النعمة إذ يقول: "فإنّكمْ إنّما دعيتمْ للْحرّيّة أيّها الإخْوة. غيْر أنّه لا تصيّروا الْحرّيّة فرْصةً للْجسد، بلْ بالْمحبّة اخْدموا بعْضكمْ بعْضًا." (غلاطية 13:5) يختم الرسول بطرس رسالته الثانية بهذه النصيحة الثمينة: "انْموا في النّعْمة وفي معْرفة ربّنا ومخلّصنا يسوع الْمسيح. له الْمجْد الآن وإلى يوْم الدّهْر. آمين."
النعمة والخدمة: يتكرر ذكر النعمة في علاقتها مع الخدمة: "ولكن لنا مواهب مختلفة بحسب النعمة المعطاة لنا." (رومية 6:12) والرسول بولس يذكر أن دعوته للتبشير بين الأمم هي من الرب يسوع "الّذي به، لأجْل اسْمه، قبلْنا نعْمةً ورسالةً، لإطاعة الإيمان في جميع الأمم." (رومية 5:1) وبخصوص خدمته في كورنثوس يقول: "حسب نعْمة الله الْمعْطاة لي كبنّاءٍ حكيمٍ قدْ وضعْت أساسًا، وآخر يبْني عليْه. ولكنْ فلْينْظرْ كلّ واحدٍ كيْف يبْني عليْه." (1كورنثوس 10:3) وفي غلاطية 15:1 يذكر أن الله دعاه بنعمته للتبشير.
النعمة والعطاء: في 2كورنثوس 8 يذكر الروح القدس بواسطة الرسول بولس دور النعمة بالنسبة للعطاء (2كورنثوس 1:8 و3 و6-7). بعد ذلك يقول في عدد 9 "فإنّكمْ تعْرفون نعْمة ربّنا يسوع الْمسيح، أنّه منْ أجْلكم افْتقر وهو غنيٌّ، لكيْ تسْتغْنوا أنْتمْ بفقْره."
النعمة في الضيقات: في 2كورنثوس 1:12-10 يتكلم الرسول بولس عن الشوكة التي أعطيت له في الجسد لكيلا يفتخر. وكيف تضرّع للرب ثلاثة مرات بسببها، فكان جواب الرب: "تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تُكمل." (عدد 9)
ففي الطريق الآن تحفظنا النعمة
حتى نراه بالعيان ونشكر الرحمة

ثالثًا: بالنسبة للمستقبل
في رسالة بطرس الأولى 13:1 يتكلم الرسول بطرس عن النعمة التي يؤتى بها إلينا عند استعلان ربنا يسوع المسيح. وكم تشتاق قلوبنا إلى ذلك الوقت حين نرى بالعيان ربنا يسوع المسيح، الذي يقول عنه الروح القدس: "أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا." (يوحنا 17:1) ويقول أيضًا أنه "جاء مملوءًا نعمة وحقًا... ومن ملئه نحن جميعًا أخذنا ونعمة فوق نعمة." (يوحنا 14:1-16)
إلــه كل نعمـة نشكر كل حين
ونخبر بفضله وحبـه الثميـــــن

المجموعة: أذار (مارس) 2018

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

193 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10477045