Voice of Preaching the Gospel

vopg

يرسم لنا لوقا البشير 2:16 رجلا يشتري بمتاع الدنيا أصدقاء لراحته في آخرته، وفكر في حيلة تنفعه متى طرد من الوكالة. دعا الوكيل المزارعين وتواطأ معهم على ظلم سيده بأن يزور في الصكوك.

لم تكن الصكوك مرهقة. فكم من مديون سامحه هذا السيد العظيم الذي لم يظلم أحدا. إنه الله وحده عز وجل! وجاء وقت الحساب وامتدح السيد "وكيل الظلم" على حكمته وليس على خلقه. إننا في جيل كما قال أحد الممثلين: نحن معشر الممثلين نصور الأوهام كأنها حقائق، وأنتم أيها الواعظين تصورون الحقائق كأنها أوهام. نعم بدون شك، العالميون "أبناء الجيل" يستخدمون أسلحتهم الشيطانية للوصول إلى مآربهم أما المؤمنون فيعلمون أن الغد بين يدي الله. هذا التعليم يقودنا إلى بعض الأسئلة:

أولًا: هل تعرف أن تحسب؟
إن بولس الرسول كان يحسب بدقة حساب النفقة وحساب الوكالة وحساب نفسه "لست أحتسب لشيء ولا نفسي ثمينة عندي حتى أتمم بفرح سعيي والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع لأشهد ببشارة نعمة الله" (أعمال 24:20). رجل غني أخصبت كورته فقال: "يا نفسُ لك خيرات كثيرة، موضوعة لسنين كثيرة. استريحي وكلي واشربي وافرحي! فقال له الله: يا غبيّ! هذه الليلة تُطلب نفسك منك." هل تريد أن تعرف إرادة الله وخطته في حياتك؟ ينبغي أولًا أن تكون من أولاده وتكون لك علاقة معه (يوحنا 2:1 ورومية 14:8)، وتسلِّم حياتك له بلا قيد ولا شرط (أعمال 6:9 ورومية 21:19)، وتتبع إرشاده في كل خطواتك (تكوين 2:15). ادرس الكتاب المقدس ولا تساوم فيما هو واضح في كلمة الله. قد يغلق الله بابًا في حياتنا ليصرفنا إلى سواه فقد أجل الله خدمة موسى أربعين سنة قبل أن ينقذ شعبه من عبودية مصر. ثم عالج الخطية في حياتك "ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية" (1يوحنا 8:1-9)، "امتلئوا بالروح" (أفسس 18:5). أما الوكيل على العلوفة "ذلك العبد الذي يعلم إرادة سيده ولا يستعد ولا يفعل بحسب إرادته فيضرب كثيرًا (لوقا 48:12).
بعد عبور الشعب القديم البحر الأحمر من أرض مصر بالترنيم والهتاف إلى البرية سُمعت التذمّرات لأسباب ثلاثة: أولها، أن البرية مقفرة من الخبز والماء. وثانيها، إن نفوسهم سئمت "كرهت" طعام الله "المنّ". وثالثها، أنهم حنّوا إلى طعام مصر الذي تعوّدوه. إن الأمانة في الوكالة والخدمة المخلصة في المسيح هما السبيل الوحيد لرد إغراءات النفس وجاذبيات مصر على نفوسنا.

ثانيًا: هل تملك ما تحسبه؟
في إنجيل متى 14:25-30 حسب أحدهم الوزنة الواحدة ظلمًا وقال لسيده: "عرفت أنك إنسان قاس، تحصد حيث لم تزرع، وتجمع من حيث لم تبذر." فخسر وزنته ونال عقابه. إن الوكيل هو من أؤتمن على أملاك شخص آخر، وكل تلميذ للرب هو وكيل. لقد اتهم هذا الوكيل بتبذير أموال سيده لذلك دُعي إلى تقديم الحساب، والتجأ إلى أصدقائه لحلّ المشكلة كالابن الضال الذي بذّر ماله بعيشٍ مسرف وطلب مساعدة أصحابه. إن غير المؤمنين يهتمون بتأمين مستقبلهم ويشاركون أهل العالم في أفكارهم، أما اهتمام المؤمنين فبالرب يسوع المسيح. "ملقين كل همكم عليه، لأنه هو يعتني بكم." ها هو المسيح يصف مالنا بأنه "مال الظلم" نظرًا لوسيلة الحصول عليه أو التصرّف به. هو "أصل لكل الشرور" (1تيموثاوس 10:4). لذلك علينا أن نستخدمه صديقًا لعمل الخير حتى إذا "فنيتم" أي فنيت أجسادنا أو فنى مالنا يعوّضنا الله. إن الحكمة والأمانة لهما وجهان متلازمان للحياة الروحية، والله لا يأتمن إنسانًا على المواهب الروحية إن لم يكن أمينًا في الودائع الزمنية. كما أن المواهب الروحية والوزنات هي مال الحق، والخلاص هو أن كل شيء مقابل لا شيء. هذه هي نعمة الله المجانية بلا مقابل يقدمها لكل إنسان، لكن علينا القبول.
دخل مؤمن عيادة صديق العائلة، وبعد جلوسه على كرسي العلاج سأل الطبيب: إنني أعلم أنك لست مثل الله! فابتسم الطبيب موافقًا. استكمل المريض حديثه: لأنه يقول في المزمور الثالث: "الله يهشِّم أسنان الأشرار." تسبّبت هذه المحادثة في قلق الطبيب ليلًا. وفي الموعد التالي أكمل حديثه قائلًا: "الله أعطى شعبه القديم نظافة الأسنان بواسطة حرمانهم من الطعام." وهزّ الطبيب رأسه موافقًا. كانت المحادثة التالية سببًا في انزعاجه ليلًا، وقراءة الكتاب المقدس، وقبول المخلص "أعطيتهم كلامك... حفظوا كلامك." (يوحنا 4:17 و6)

ثالثًا: هل تراجع حسابك؟
إن مشكلة "وكيل الظلم" هي مشكلة الإنسان بين الصراع والمقاومة. في رومية 7، نجد الصراع الأول للإنسان المتجدّد حديثًا الذي يضع نفسه تحت الناموس مجاهدًا بذاته ضدّ الطبيعة الفاسدة الساكنة فيه "الخطية الساكنة فيّ" أو "ناموس الخطية الكائن في أعضائي"، وينتهي الصراع بالفشل لأن الناموس عاجز على أن يقدّم أية معونة. "من ينقذني من جسد هذا الموت؟" المسيح وحده هو المنقذ من الضلال والمخلِّص إلى التمام. لكن نقرأ في غلاطية 5 عن المقاومة بين الجسد (أي الطبيعة الفاسدة) والروح القدس: "الجسد يشتهي ضد الروح"، والنصرة مضمونة للسالكين "ليس حسب الجسد بل حسب الروح" لأنهم بالروح يميتون أعمال الجسد" كما في رومية 7. "وأما أنتم فلستم في الجسد بل في الروح، إن كان روح الله ساكنًا فيكم." (رومية 9:8) إذن كيف نستخدم وزناتنا؟ وكيف نأتي بنفوس إلى المسيح؟ لقد جاء أندراوس ببطرس، وجاء فيلبس بنثنائيل. قال فيلبس: "وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة." فقال نثنائيل: "أمن الناصرة يمكن أن يكون شيءٌ صالح؟" أما فيلبس فلم يجادل وقال له: "تعال وانظر." نعم، يستخدم الله ضعف أندراوس ليجتذب بطرس صاحب المعجزات، فهل أنت تستثمر وكالة الله وخطته في حياتك؟ إني لست مطالَبًا أن أؤمن فقط بل أن أثق بالمسيح ابن الله وبعمله الكامل الذي به انقشعت كل سحابة حجبت عني محبة الله، فأنا مؤمن. عندما يبني الناس ناطحات السحاب يحفرون عميقًا جدًا في الأرض ليجدوا أساسًا صلبًا، ولكن الأرض التي تحمل كل ناطحات السحاب وكل منشآت الإنسان علّقها الله على لا شيء. ويقول العلماء أنه قد أمكنهم إيجاد وزن الأرض، ولا شك أنه وزن هائل "يعلق الأرض على لا شيء." و"حامل كل الأشياء بكلمة قدرته." (أيوب 7:26 وعبرانيين 3:1)

رابعًا: هل تحسبها صح؟
وضع أحدهم تعريفًا عن "الشباب المعمّرين" بأنهم "أناس جاوزوا الثمانين واحتفظوا بمرح الصبا" (يش 6:14-12)، فبينما يتجدد إنساننا الداخل يومًا فيوم قد يفنى إنساننا الخارج كبخار يضمحل، وسوف يعرف أكثر لما يكبر. أحد الخدام المرموقين خدم الرب بالكلمة المكتوبة في صحيفة يومية يحلّ فيها مشاكل الحياة اليومية العملية، وتتلخص مشاكل الناس في ثلاثة: العدو الأول هو الخوف، ويليه القلق، والثالث هو قسوة الانفراد. ليكن الآب السماوي شريك عمرك على الأرض "وجهي يسير فأريحك." (خروج 12:23) في وقت من الأوقات كانت العملة الإسبانية تحمل رسما "لعمودي هرقل" اللذين يمثلان شقَّيّ صخرة جبل طارق، وفوقها نقش "ليس هناك ما هو أبعد" حتى اكتشف كولومبوس ما هو أبعد من هذين العمودين بأن وصلت سفينته إلى العالم الجديد، فغيّرت إسبانيا شكل العملة وشطبت كلمة "ليس" لتكون "هناك ما هو أبعد." بمعنى آخر "ابعدْ إلى العمق وألقوا شباككم للصيد." "وعبّرني... وإذا بنهر لم أستطع عبوره، لأن المياه طمت، مياه سباحة، نهر لا يُعبر." (حزقيال 4:47-5) إن الخاطئ هو الوكيل المطرود من التكليف الإلهي إلى أن يرجع السيد الملك الأبدي. كما أن الذين استبدلوا الكرازة بإنجيل الفداء إلى الكرازة بالإنجيل الاجتماعي انحرفوا عن أخلاقيات المسيح، وفقدوا رسالة الأخبار السارة، وانكروا التعاليم الكتابية.
قبلت إحدى السيدات الرب يسوع مخلصًا لها، وفي بهجة خلاصها كانت دائمة الترنيم. سألتها جارتها باستهزاء: "إن كنت واثقة من نوال النعمة والخلاص، ألا تخافين أن تفلتين يومًا من بين أصابعه؟ فأجابت على الفور: "كيف هذا وأنا أحد أصابعه؟" قال يسوع: "وأنا أعطيها حياة أبدية، ولن تهلك إلى الأبد، ولا يخطفها أحد من يدي."

أحيا لربي يومًا فيوم
أحيا لربي لا أخشى لوم
للروح طائع دومًا فدوم
أحيا لربي يومًا فيوم

المجموعة: كانون الثاني (يناير) 2020

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

231 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10625142