Voice of Preaching the Gospel

vopg

الجزء الثاني: أسباب تتعلّق بصفات الله

ما أجمل صفات الله فهي كاملة ومتساوية ولا يمكن أن تنقص أو تضمحل صفة واحدة على حساب مجد الله وكرامته.

عزيزي القارئ، تعال معي لكي نتأمل في صفات الله التي ظهرت في صليب يسوع المسيح:

التوافق بين عدل الله ورحمته
إنّ عدالة الله تقتضي أن يُدان كل خاطئ على جميع الخطايا التي فعلها بالسّر وبالعلن، بالفكر وبالعمل، أو حتى بالكلام. إذًا كلّنا محكوم علينا بالهلاك الأبدي وإن نفَّذ الله حكمه فينا، فذلك يُظهِر عدله وصرامته ضد الخطيّة، ولكن أين رحمته؟ وهناك من يقول: "الله رحيم ومحب لجميع الناس." واستنتجوا خطأ أن لا أحد سيذهب إلى جهنم النار. ولكن، أين عدالته وقداسته التي تكره الخطيّة؟
كيف يُوفّق الله بين صفاته الكاملة دون أن يفقد واحدة منها؟ الجواب هو: إن هاتين الصفتين: العدل والرحمة التقيا في الصليب. يقول الكتاب: "الرحمة والحق التقيا." (مزمور ١٠:٨٥) فالمسيح طوعًا واختيارًا جاء إلينا نحن الهالكين ومن شدة محبّته لنا قَبِلَ أن يموت بديلًا عنّا إذ جعل نفسه ذبيحة إثم فوق الصليب، واحتمل في جسده دينونة خطايانا، وبذلك وفّى العدالة الإلهية حقَّها من جهة وبالمقابل أظهر رحمته عندما تشفّع لأجلنا فوق الصليب وفتح باب الرحمة لكل من يؤمن.
الله عادل وليس عنده محاباة: "... لأنه ليس عند الرب إلهنا ظلمٌ ولا محاباةٌ ولا ارتشاءٌ." (٢أخبار ٧:19) لو كان دخول السماء جائز بالانتماء إلى ديانة مُعيّنة فهذا ظلم، فما ذنب الذين وُلدوا في ديانات أخرى؟ ولو كان النجاة في يوم الدين لطبقة مُعيّنة من الناس، فهذا محاباة، ولو كفّر الأغنياء عن خطاياهم بأموالهم فهذه محاولة ارتشاء لله! ولكن الله إله ترتيب وليس إله فوضى وتشويش لهذا فإنّ دخول السماء هبَةٌ مجانية والسبب لأن الله هو الذي أعدّ الكفارة (رومية ٢٣:3، ٢٤)؛ ولا يوجد إنسان على الأرض يستطيع أن يشتري "كفارة الله" لأنّ الثمن عظيم جدًا وهو دم يسوع المسيح (١بطرس ١٨:١-١٩).
يستطيع الإنسان بإيمانٍ بسيط في القلب أن ينال الخلاص لأنه مكتوب: "لأنكم بالنعمة مُخلّصون، بالإيمان، وذلك ليس منكم. هو عطيّة الله. ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد." (أفسس ٨:2)

في الصليب ظهرت حكمة الله
"بل نتكلم بحكمة الله في سرٍّ: الحكمة المكتومة، التي سبق الله فعيَّنها قبل الدهور لمجدنا." (١كورنثوس ٧:2) كان الله قادرًا أن يُبيد كل الجنس البشري لأننا تحت حكم الدينونة بسبب خطايانا، لكن في الصليب استطاع أن يخلق خليقة جديدة، فكلّ المؤمنين به هم خليقة جديدة، لذا فقد أظهر الله حكمته في استبقاء جنسنا البشري وبخطة حكيمة لخلاصنا. فكل خاطئ يريد أن يخلص من الفساد الذي أدخلته الخطيئة، ويؤمن بما صنعه المسيح يسوع على الصليب، يصبح خليقة جديدة وهذه هي معجزة الصليب! "إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة: الأشياء العتيقة قد مضت، هوذا الكلّ قد صار جديدًا." (٢كورنثوس ١٧:5)

في الصليب قوة الله
"فإنّ كلمة الصليب عند الهالكين جهالة، وأمّا عندنا نحنُ المُخلّصين فهي قوة الله." (1كورنثوس 18:1) الصليب قوة الله لخلاص المقيّدين بالخطيّة، لأنّ يسوع تبارك اسمه لم يستخدم قوته وسلطانه ليبطش بصالبيه أو لينتقم من معذّبيه مثلما فعل شمشون، بل استخدم ضعفه! ولئلّا يُساء فهم كلمة (ضعفه) أقول إنّ يسوع كان مثل شاةٍ تُساق إلى الذبح (كان حمل الله الذي يرفع خطية العالم) وارتضى أن تُدّق المسامير في يديه ورجليه دون أن يقاوم صالبيه، وهذا هو معنى قول الكتاب أنه "صُلب من ضعف"؛ وأيضًا معنى قول الكتاب "ضعف الله أقوى من الناس". ولكي نشرح هذه الكلمات الصعبة نعود إلى سفر الخروج الأصحاح 12، فلم يكن للشعب أي قوة لحمايتهم من ضربة الهلاك، ولا أي قوة عسكرية لخروجهم من عبودية مصر القاسية إلا في دم الخروف المرشوش على القائمتين والعتبة العليا، وكانت قوة الرب لنجاتهم. وذلك الحدث هو إشارة إلى الحمل الحقيقي يسوع الذي سفك دمه؛ أي إنّ الإيمان بيسوع المصلوب يُخلّص ويحرّر من قوة قيود الخطيّة، بينما الهالكون يعتبرون أن الصليب هو ضعف الله!

الوسيط الوحيد
لقد تحيّر أيوب وكان أمامه لغز وهو كيف يتصالح مع الله؟ اسمع ما قاله: "لأنه ليس هو إنسانًا مثلي فأجاوبهُ، فنأتي جميعًا إلى المحاكمة. ليس بيننا مُصالح يضع يده على كِلَينا." (أيوب ٣٢:9-٣٣) شكرًا للرب لأنّ ذلك اللغز المُحيّر قد أجيب عنه في الصليب، "أي إنّ الله كان في المسيح مُصالحًا العالم لنفسه، غير حاسبٍ لهم خطاياهم، وواضعًا فينا كلمة المصالحة." (٢كورنثوس ١٩:5) "لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس: الإنسان يسوع المسيح، الذي بذل نفسه فديةً لأجل الجميع..." (١تيموثاوس ٥:2-٦)

الصليب وقداسة الله
الله إله قدوس وطاهر أما نحن فملوّثون بشتى أنواع الخطايا (مرقس 21:7-٢٣). إنّ الشرور النابعة من قلب الإنسان هي التي تخرج وتنجّسه، ولذلك نحتاج إلى تطهير القلب والضمير وهذا ما أتمّه يسوع على الصليب، إذ سفك دمه الكريم لكي يُطهّرنا ويُقدّسنا. "يسوع المسيح... الذي أحبّنا، وقد غسّلنا من خطايانا بدمه." (رؤيا ٥:1-٦) ومثلما كان رئيس الكهنة في شريعة تطهير الأبرص يُقدّم الذبائح وكانت تُحرق خارج أورشليم، هكذا يسوع هو رئيس كهنة عظيم لكي يقدّسنا نحن المُنجّسين ببرص الخطيّة تألم لأجلنا فوق الصليب "فإنّ الحيوانات التي يُدخَلُ بدمها عن الخطيّة إلى الأقداس بيد رئيس الكهنة تُحرَقُ أجسامها خارج المحلّة. لذلك يسوع أيضًا، لكي يقدّس الشّعب بِدَمِ نفسهِ، تألّم خارج الباب." (عبرانيين ١١:١٣-١٢) الرب يسوع قبِلَ أن يحمل دينونة خطايانا في الصليب لكي نتقدّس ونتطهّر. وهذا الحق هام وبه يكون كل من يؤمن به قدّيس وبلا لوم ولا شكوى أمام الله القدوس. وبعد أن صفّ الله أمام قلوبنا جُملة من الخطايا الشنيعة، وحالتنا المزرية السابقة، (١كورنثوس ٩:6-١٠) ليتنا نتأمل بحالتنا الجديدة: "وهكذا كان أناسٌ منكم. لكن اغتسلتم، بل تقدّستم، بل تبرّرتم باسم الرب يسوع وبروح إلهنا." (١كورنثوس ١١:6)
ما أروع اسم يسوع الذي يحمل في داخله عمله الكامل فوق الصليب كل البركات للذين وضعوا إيمانهم به.


يا سيدي أحببتني بذلت لي الدما
بدمك طهرتني حملت الألما
دفعت دينيَ الرهيب مفتديًا فوق الصليب
وحاملًا عني الذنوب يا سيدي يسوع


u

المجموعة: حزيران (يونيو) 2021

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

154 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10629768