Voice of Preaching the Gospel

vopg

الدكتورة إليانور نحاتلقد كان العام الماضي عامًا مفعمًا بالتحديات الكبيرة لنا جميعًا وكان ذلك على صعيد الوباء الذي لم يفتك ويهدد الإنسان فقط

لكنه يعمل على تغيير منهج الحياة بشكل جذري؛ لقد تغيرت طريقة الأشغال إذ أصبح معظمها عبر الإنترنيت ومن البيت، وأغلقت محلات كثيرة. حتى أن طريقة خدمات الكنيسة تغيرت وانزوى الإنسان بعيدًا عن ركض الحياة ليقف مع نفسه وهكذا أمضينا عام 2020 على هذا النحو.
وعندما وصلنا إلى خاتمة العالم وعبرنا بداية 2021 أردت أن أتذكر معكم هذه الآية التي أخذتُ منها تأملي: "فقال موسى للشعب لا تخافوا قفوا وانظروا خلاص الرب." (خروج 13:14) وسوف أخبركم ما اختبرته وتعلمته إذ وقفت مع نفسي وقلت ينبغي عليّ أن أقف لأذكر... وأقف لأنظر... وأقف لأعبر.

أقف لأذكر
ماذا أذكر؟ إنني أتذكر ضعفي وعجزي أمام هذا الفيروس الصغير الذي وقف أمامه الأطباء مكتوفي الأيدي. ولقد ذكرني هذا بأيام سني الدراسة حين كان في كلية الطب تلميذ متفائل بالدراسة يؤمن بأن الطبيب يمكنه بسلاح العلم أن يتحدّى الأمراض ويعالجها ويخرج منتصرًا. ولكن خلال دراسته أُصيب زميل له بمرض صاعق قضى عليه بسرعة. وهنا، وقف هذا التلميذ مذهولًا أمام حقيقة الموت، ولم يستطع الطب أن يعمل شيئًا إزاءه! وهذا ما قاده إلى أن يبحث عن الحقيقة التي وجدها في شخص الرب يسوع الذي غلب الموت بالموت وخرج غالبًا منتصرًا. عندها فتح قلبه للرب يسوع وأصبح شاهدًا عن عظمة المخلص الفادي الذي أعد الحياة الأبدية لكل من يقبله.
في أوائل جائحة كورونا أصيب ابني الصغير بكوفيد 19 ولكن قبل ذلك بيومين وأنا نائمة جاءت على ذاكرتي آية من دانيال 27:3 "ورائحة النار لم تأتِ عليهم."
بعدها أصبت أنا وزوجي وابني الآخر لكننا نحن لم ننهمك في التحليل وإن اضطربت وخفت إذ لا نعلم ما هو مصير هذا المرض وامتداده وعزلنا أنفسنا. وخالجني يقين أننا ولو كنا محاطين بالكورونا لكنها لن تفتك بنا.
والشيء الآخر، بسبب كورونا تغير منحى عرس ابني الكبير مع أنه كان قد حجز مكانًا. ولما طال الزمن كانت الصلاة هي الوسيلة الوحيدة التي تهدئ النفس، وحقًا بعدها رتّب الرب مكانًا مفتوحًا في فيلا لأحد أقرباء والد العروس والرب حفظ كل المدعوّين الذين هبط عددهم إلى 20% بسبب الجائحة.

أقف لأنظر
علمت أن الموت قريب وقريب جدًا. قديمًا كانوا يقولون: الموت أقرب من العين إلى الحاجب لكنهم عادوا وقالوا لا بل أقرب من سواد العين إلى بياضها.
مات كثيرون مما كنت أعرف. البعض منهم سواء هنا أم في بلادنا بسبب الكورونا وقد كان المصاب يواجه الموت لوحده دون أهل وعائلة، وأقرباء، وأصدقاء وهذا ما ذكرني أن كل إنسان لوحده سيقف أمام كرسي القضاء ليعطي حسابًا عن كل ما صنع خيرًا كان أم شرًا.
زهدت بالدنيا وبكل ما هو زمني وازددت اقترابًا من الرب. "أما أنا فالاقتراب إلى الله حسنٌ لي، جعلت بالسيد الرب ملجإي لأخبر بكل صنائعك." (مزمور 27:73)

أقف لأعبر إلى العام الجديد 2021
أعبر بإيمان وثقة لأن إله الأمانة الذي رعاني منذ وجودي إلى هذا اليوم هو سيكمل معي حتى يوصلني إلى كنعان السماوية مع أنني كما يقول المرنم:
أجهلُ ما سوفَ يأتي في الغدِ أو بعدَهُ
فالغدُ في علمِ ربّي ليسَ خافٍ عندَهُ
ليسَ همّي ما يصيرُ مِنْ أمورٍ آتياتْ
همِّي أنْ أُرضِيَ ربِّي في الحياةِ والمَماتْ
لستُ أَدري ما يكونُ مِنْ حياتي في الغَدِ
أعلمُ شيئًا يقينًا: ربّي ممسكٌ يدِي
وهذا ما شجعني أن أمضي قدمًا نحو الأمام وأفكر بالنفوس التي تتصالح إلى الآن مع الله وأتضرع من أجلها أمام عرش النعمة فأصبح هذا شغلي الشاغل إلى أن أصل إلى عند الرب.

المجموعة: نيسان (إبريل) 2021

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

111 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10628014